كيف تحافظ على صحتك النفسية؟

صحتك النفسية

صحتك النفسية

قد نسافر سفرا طويلا للبحث عن الأمن والأمان والسعادة والاستقرار ولكي نحصل على هذه المشاعر لابد من من تحقيق صحتك النفسية أولا، وقبل أن يمر بنا العمر دون أن نجد تلك السعادة التي كنا نأمل أن نجدها في نهاية الطريق، بل عندما نصل نجد أن الحياة قد أرهقتنا ونزعت بداخلنا كل ما هو جميل، فمن هنا تجول في خواطرنا العديد من التساؤلات التي لا نجد لها جوابا، ومنها: لماذا حدث لنا هذا؟ لما لا نستمتع بحياتنا ونسعد بالعيش طوال هذا العمر؟ لماذا تركت لنا تجارب الحياة أثرا من الحزن يراه الناس على وجهنا؟ لماذا ولماذا………….؟

كثيرا من التساؤلات تجول في أذهاننا ويرهقنا التفكير كثيرا دون أن نجد جوابا، فأصبحنا ندمرها بأيدينا، ليس هذا فقط، بل نساعد غيرنا على أن يدمرنا نفسيا، قد يتسأل البعض قائلا:

وكيف نستطيع أن نحافظ على صحتنا النفسية؟

قبل أن أجيب على هذا التساؤل، دعونا أولا نتعرف على مفهوم الصحة النفسية فهي الحالة التي يكون فيها الإنسان متوافقا نفسيا واجتماعيا وانفعاليا مع ذاته ومع الأفراد المحيطين به، فعندما يشعر الإنسان بالسعادة يمارسها مع الآخرين، ويكون مستعدا لتحقيق ذاته، ويستغل إمكانياته استغلالا صحيحا.

حينئذ يكون الإنسان قادرا على مواجهة صعوبات الحياة وتخطيها دون أن يترك أثرا داخلنا، فالصحة النفسية تجعل الإنسان سويا من الداخل، وتجعله شخصا ذا خلق حسن يتحكم في تصرفاته، متزنا في ردود أفعاله.

اقرأ أيضًا: أسباب الثبات الانفعالى وأهميته

صحتك النفسية

ما علاقة الصحة النفسية بالصحة الجسدية؟

هناك علاقة وثيقة بين الصحة النفسية والصحة الجسدية فالاثنين وجهان لعملة واحدة، فإذا كانت صحة الإنسان النفسية سليمة فإن صحته الجسدية ستكون جيدة، أما الأمراض البدنية قد يكون أساسها الحالة النفسية السيئة، فعندما تسوء الحالة النفسية للمرء فهذا يؤثر على صحته البدنية، فهناك العديد من الآلام التي لا يجد لها الأطباء سببا عضويا، أو أي تفسير غير أن سبب تلك الآلام التي يشعر بها المريض هي سوء حالته النفسية سواء كان هذا بسبب ضغوط الحياة أو بسبب ضغط المجتمع والبيئة التي يعيش فيها، فنجد أن المريض أحيانا عندما تتحسن حالته النفسية، فإن هذا يؤثر بالإيجاب على حالته الجسدية، حيث تتحسن بشكل أفضل مما كانت عليه.

كيف نربي أنفسنا نفسيا؟

من الأمور المهمة لكي تحافظ على صحتك النفسية ويظل في حالة من الاتزان والتوافق مع البيئة التي يعيش بها، فيجب عليه أن يوازن بين كل ما يحدث له، بحيث لا يجعل حزنه يطغى عليه ويدمر ما بقي في حياته من أمور جيدة، يجب أن يربي الإنسان نفسه نفسيا أولا، قد يتعجب البعض قائلا:

صحتك النفسية

هل هناك ما يسمى بالتربية النفسية؟!

نعم عزيزي القارئ فإن التربية النفسية أهم بكثير من التربية السلوكية، ولا أقلل بكلامي هذا من شأن التربية السلوكية، فالتربية النفسية تبدأ منذ تربية الطفل من الصغر والتعامل معه بطريقة الثواب والعقاب، وتنشئته تنشئة نفسية سليمة من دمجه مع من حوله مع المجتمع وعدم الخوف الزائد عليه وعزله عن المجتمع؛ لكي يصبح الطفل سليما نفسيا، فعلى الأبوين أن يكونا على قدر كبير من التفاهم على الأقل أمام الأبناء فلا يظهروا الخلاف أمامهم؛ حتى لا تحدث فجوة بين الأبناء والآباء، وتسقط القدوة لدى الطفل.

في الواقع عزيزي القارئ فقبل أن يبدأ الأبوان في تربية أبنائهم تربية نفسية وتصحيح سلوكياتهم، يجب عليهم أن يهتموا بصحتهم النفسية وذلك من خلال تصحيح بعض المفاهيم غير الصحيحة لديهم وأن يصبحوا أسوياء نفسيا أولا وأن يتصالحوا مع أنفسهم ويهيئوا أنفسهم لاستقبال الأطفال وتربيتهم، فإذا علم كل من الأب والأم بأن تريبة الطفل تحتاج منهما لتأهيل نفسي، عرفوا أهمية التربية والصحة النفسية للطفل، كان هذا بداية إنشاء جيلا يتمتع بصحة جيدة نفسيا وجسديا.

فالصحة النفسية للأسرة هي التي تجعل المجتمع سويا أخلاقيا وسلوكيا فالأسرة هي نواة المجتمع، التي إن صلحت من الداخل أصبح المجتمع كله صالحا، وإن فسدت فسد المجتمع بأكمله.

قد يتسأل البعض قائلا: وما الأسباب التي تجعل الإنسان يعيش في ضغط نفسي وتوتر عصبي؟

وكيف يؤثر هذا الضغط على الاتزان النفسي للإنسان في طريقة تعامله مع المجتمع المحيط به والأسرة؟

وهل هناك وسائل من الممكن أن تتبعها للحفاظ على صحتك النفسية؟

كل هذا وأكثر سوف تجده عزيزي القارئ في الجزء الثاني من مقالنا القادم

اقرأ أيضًا: الصحة النفسية للأطفال..وأكثر المشاكل انتشارًا 2022