يوضح كتاب (رسالة إلى كل أب) أصول وأساسيات التربية الصحيحة وكيفية تربية الأبناء وكيفية التعامل معهم ويدعو إلى زيادة الحب والتفاهم والمودة بين الآباء والأبناء فى هذا الزمن الذى تسعت فيه المسافات بينهم، كما يكشف هذا الكتاب عن أفكاراً جديدة؛ لاحتواء التوتر في العلاقات وحل المشكلات بين الآباء والأبناء ويساعد على خلق علاقات ناجحة بين أفراد الأسرة، ويحكي الكتاب قصة شاب عانى كثيراً من تربية أبوه السيئة له، ولحسن الحظ كان في حياة هذا الشاب أم عظيمة استطاعت أن تحقق له التوازن النفسي فى حياته وأن تشجعه وتقدره وتوفر له الحب والحنان والعطف ولولاها لاختلفت حياته إلى الأسوأ ولانقلبت رأساً على عقب.

رسالة إلى كل أب

رسالة إلى كل أب

ويوجه الكتاب رسالة إلى كل الأبناء الذين لديهم آباء من تلك النوعية ويدعوهم إلى الصبر والاحتساب؛ لأن الله ما أشقاهم إلا ليسـعدهم، وما أخذ منهم إلا ليعطيهم، وما أبكاهم إلا ليضحكهم، وما حرمهم إلا ليتفضل عليهم، وما ابتلاهم إلا لأنه يحبهم.

اقرأ أيضًا: الأب هو السند

ويـركـز كتـاب رسالة إلى كل أب على عـدة نقـاط، من أهــمها:

  • يجب أن يكون الأب والمقصود هنا الأب والأم معاً، قدوة لأبنائهم بتصرفاتهم وأفعالهم وأقوالهم, فسلوك الأب أو الأم ينعكس تماماً على أطفالهم، فلا يجب أن يأمرهم بالا متناع عن شيء هو يفعله، أو يأمرهم بعمل شيء هو لا يفعله؛ لأن هذا يُفقد مصداقيته أمامهم.
  •  إحساس الابن بنفسه يأتي من خلال نظرة وتوقعات الأب له، فإن أشعره منذ طفولته بأنه طفل طيب أو ذكي وأحسسه بمحبته سيكون عن نفسه فكرة أنه إنسان طيب وذكي، أما إذا أشعره أو أطلق عليه أنه طفل شرير أو فاشل أو كسلان أو كذاب فسوف ينشأ على ذلك وسيكون فكرة سلبية عن نفسه.
  • ضرورة خلق حوارا إيجابيا محترما بين الأب وابنه، فلا تجعل ابنك يخاف من مصارحتك بخطأ ارتكبه؛ لأنه لو خاف أن يحكي لك عن تجاربه وأخطائه، فلن يحكي لك ولن تعرف عنه شيئًا، وسيكون في وادٍ وأنت في وادٍ آخر، فلابد أن تستمع إلى حديثه باهتمام وشغف؛ لأن هذا يسعده ويزيد ثقته في نفسه.

اقرأ أيضًا: فن الحوار العائلي واثره في تربية الأبناء 2022

  • قلل إلى أقصى الحدود من النقد والإهانة واللوم والأوامر المستمرة والتحكم في كل شيء في حياته والسخرية والهجوم وعدم الاستماع إلى وجهة نظره والاستهزاء بأرائه وضربه المستمر، خاصة أمام أصدقائه أو أقاربه أو معارفه؛ لأن هذا يدمر شخصيته ويؤذي مشاعره إلى أقصى الحدود ويُحدث شرخاً مستديماً فى نفسيته لا تمحوه الأيام.
  • وتذكر أنه كلما زاد تذمرك من أشياء لا تعجبك في ابنك كلما أصر على المضي قدماً فيها، فيجب أن تعبر عن رأيك بهدوء ودون تجريح وأن تحترمه وتزرع الثقة في نفسه وتعترف بقدراته ومواهبه، وتقدِّره وتتخذه صديقاً لك وليس عبداً تتحكم فيه وتحركه كما تشاء، واعلم أن الغرض من نقد طفلك هو توجيهه ومساعدته على تصحيح نفسه والوقوف معه في المواقف الحرجة: حتى يتجاوزها ومساعدته لكي يتعلم من أخطائه وليس الغرض إذلاله وإهدار كرامته.
رسالة إلى كل أب

رسالة إلى كل أب

  • التدليل الزائد عن الحد مثل القسوة والجفاء مع الابن، فكلاهما يخلق إنساناً ضعيفاً مشوهاً مهزوزاً فاقد الثقة في نفسه، لذلك يجب على الأب أن يكون حاسماً وحنوناً في نفس الوقت ويراعي أن يكون عقابه متوازناً مغلفاً بالحب والحنان.
  • لابد أن تكون متواجدًا بصفة مستمرة مع أبنائك، وأن يكون لك دور إيجابي في حياتهم، فلا تكتفِ فقط بتوفير المال لهم وترمي كل العبئ على الأم وحدها، فمن يتوهم أن واجبه كأب ينحصر في تأمين حاجات أسرته المادية، يكون قد غفل عن جوانب أهم بكثير من الغذاء والملبس.
رسالة إلى كل أب

رسالة إلى كل أب

 

  • حرية الطفل أمر مهم جداً، فهي تتيح لشخصيته أن تتشكل وتتبلور، فلابد أن يترك الوالدان مساحة من الحرية لأبنائهم، وأن يتغاض كلا منهما فى كثير من الأحيان عن أخطائهم دون التعليق على كل خطأ؛ لأن هناك قاعدة مهمة تقول (طفلك ليس أنت) فما تحبه أنت قد يكرهه طفلك، وما تكرهه قد يحبه ابنك.
  • تؤكد الدراسات النفسية أن الحاجة إلى الشعور بالقبول والاحترام والتقدير من الحاجات النفسية الأساسية التي يحتاج إليها كل كبير وصغير، فالصغير له مشاعر كاملة والكلمة الجارحة لها وقع أليم على نفسه، وعدم تلبية هذه الحاجات للطفل تدفعه إلى الحصول عليها بطرق غير سليمة في معظم الأحيان، كالإنطواء على النفس أو التماس المدح والاحترام والتقدير من الآخرين؛ مما قد يؤدي به إلى طاعة ومصاحبة رفاق السوء والاستجابة لتوجيهاتهم والتي غالباً ما تؤدي إلى طريق الانحراف أو العدوانية وممارسة العنف كرد فعل هجومي نحو المحيط الأسري الذي لم يشبع حاجاته ولم يتفهم دوافعه.
  • حاول دائماً أن تستعمل القصص الإيجابية في تقويم سلوك أبنائك.
رسالة إلى كل أب

رسالة إلى كل أب

 

وفي النهاية يجب أن تعلم أن تربية الأبناء هي رسالة إلى كل أب وأم، كما أنها من الرسالات المهمة التي يجب علينا الاهتمام بها وتحقيقها على أكمل وجه؛ لأن الاهتمام بتربية الأبناء ينشئ جيلا قوياً متماسكاً، يستطيع أن ينهض ببلاده، ويصل بها إلى بر الأمان.

اقرأ أيضًا: فن الحوار مع الطفل وأهم شروطه 2022

اقرأ أيضاً:  نظرية الفستق