يناقش مقالنا هذا حلول مشكلة التنمر والأسباب التي تدفع الأشخاص لممارسة التنمر على غيرهم، حيث إنها ظاهرة تنطوي على العنف وممارسة السلوك العدواني مع الآخرين من قبل فرد أو مجموعة أفراد، ويكون انتشار هذه الظاهرة أكبر بين طلاب المدارس أو مرحلة المراهقة على وجه الخصوص، وتعبر هذه الظاهرة عن وجود خلل في ميزان القوة والسلطة بين الأشخاص، حيث إن الأشخاص المتنمرين عادة ما يستخدمون قوتهم البدنية في الوصول إلى مبتغاهم من الأشخاص الأقل منهم قوةً أو المُتنمر عليهم وفي كلا الحالتين فإن الطرفين خاسران، لذلك يجب حماية أبناءنا من هذه الظاهرة المرعبة.
أنواع التنمر
تتعدد أشكال وأنواع التنمر التي يمكن أن يتعرض لها أطفالنا فقد تكون لفظية أو جسدية أو حتي نفسية، لذلك سنوضح لك مجموعة من أشكال التنمر السائدة في الوقت الراهن:
-
التنمر اللفظي
مثل السخرية المتعمدة وإطلاق بعض الألقاب غير المحببة إلى الشخص أو التهديد اللفظي، وأيضا الشتائم جميعها تندرج تحت مسمى تنمر لفظي.
-
التنمر البدني
وهو يشمل الضرب أو الركل والذي قد يتسبب في بعض الأحيان في إحداث عاهات مؤقتة أو مستديمة، وقد يتمثل في إتلاف أغراض الآخرين.
-
التنمر النفسي
ويعد هذا النوع من أخطر الأنواع على الإطلاق فهو يكون بشكل غير مباشر، مثل: التربص والنظرات غير المريحة والتلاعب، ويكون الهدف منه إشعار الطفل أو الشخص الذي يتعرض للتنمر بأنه مجرد تخيلات في عقله وإنه يتوهم ذلك.
-
التنمر الاجتماعي
ويكون على شكل إهمال أو استبعاد متعمد من قبل المحيطين به، كزملاء الفصل أو أصدقاء النادي، وقد يكون عن طريق نشر شائعات تخص الشخص.
وهو أحدث أنواع للتنمر في عصرنا الحالي ويتخذ شكل التهديد من خلال الرسائل النصية أو ابتزاز الشخص بشكل ما أو اختراق الشبكات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضًا: خطورة الابتزاز الالكتروني وأثره على المجتمع 2022
ما هي الآثار المترتبة على التعرض للتنمر؟
إن هذه الظاهرة تسبب العديد من الآثار السلبية على الشخص المُتنمر عليه وخاصة الأطفال، وبالطبع يختلف تأثير هذا السلوك على الأشخاص باختلاف شخصية الفرد وشدة الفعل المسيء وقوته، ومن أهم هذه الآثار ما يلي:
- حدوث المشكلات النفسية، مثل: الاكتئاب والخوف والتفكير في الانتحار.
- فقدان الثقة بالنفس لدى الشخص المُتنمر عليه.
- الانطواء والخجل الاجتماعي لدى الأشخاص والخوف من مواجهة المجتمعات الجديدة.
- التأخر الدراسي وفقدان التركيز.
اقرأ هنا: التنمر في زمن الكورونا
ما هي الأسباب التي تدفع بعض الأشخاص لممارسة التنمر؟
فغالبًا لا يوُلد الأشخاص متنمرين ولكن توجد أسباب مختلفة تدفعهم لممارسة هذا السلوك على غيرهم، ومن أهم هذه الأسباب ما سوف نذكره فيما يأتي:
- شعور هؤلاء الأشخاص بالتجاهل والإهمال في محيطهم وخاصة في المنزل من الأبوين، فيلجأ هؤلاء الأطفال إلى لفت الأنظار لهم عن طريق التنمر بغيرهم.
- من الممكن أن يكون هؤلاء الأطفال قد تعرضوا للتنمر في وقت سابق؛ مما يدفعهم إلى إسقاط غضبهم على الآخرين.
- تعلم الأطفال السلوك العدواني، عن طريق تعرضهم للعنف على يد أحد الأبوين أو كلاهما.
- افتقار الأطفال إلى الشعور بالحب والأمان، فيبحث عن تعويض ذلك بالتنمر على الآخرين.
- الشعور بالغيرة والبحث عن الاهتمام.
- عدم الوعي بالأثر السيء للتنمر على الضحية.
- الرغبة في الشهرة أو لتجنب تعرضهم للتنمر من الآخرين.
حلول مشكلة التنمر:
- تعزيز ثقة الأطفال المتنمرين والمُتنمر عليهم في أنفسهم والعمل على تقوية نقاط القوة والقضاء على نقاط الضعف.
- تقوية الوعي الديني لدى الأطفال منذ الصغر.
- تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة منذ الصغر ،حيث إن الرياضة تساعد على تعزيز الثقة بالنفس.
- ضرورة التحدث مع الطفل ومعرفة إذا ما كان يتعرض للتنمر في المدرسة أو في النادي ومحاولة مساعدته.
- يجب على المعلمين في المدرسة والمدربين في النوادي اتخاذ إجراءات رائعة تجاه الطفل المُتنمر.
- يجب أن يكون هناك حوار وتواصل بين الآباء والأبناء؛ لمعرفة مشكلاتهم ومحاولة الوصول لحلها.
- تعليم الأطفال وطلاب المدارس كيفية التصدي للتنمر.
- العمل على تثقيف أولياء الأمور بضرورة متابعة أبناءهم وملاحظة تصرفاتهم إذا ظهر عليهم أعراض التعرض للتنمر، مثل: الانطواء أو العصبية الزائدة عن الحد.
ما هي الفئات الأكثر تعرضاً للتنمر؟
- الأشخاص المنتقلون حديثاً سواء إلى المدرسة أو المنزل؛ مما يجعلهم عرضة للتنمر.
- من يعانون من إعاقة سواء مستديمة أو مؤقتة، هم أكثر فئة تعرضا للتنمر.
- الأفراد الانطوائين ومن ليس لديهم أصدقاء؛ مما يجعلهم فريسة سهلة للمتنمرين.
مشكلة التنمر من أكثر المشكلات انتشاراً في الوقت الحالي وخاصة بين طلاب المدارس لذلك يجب العمل على زيادة توعية الطلاب والمعلمين وايضا أولياء الأمور بضرورة التصدي لهذه الظاهرة المرعبة
وفي النهاية يجب علينا تنفيذ حلول مشكلة التنمر التي ذكرناها، كما وجب التنبيه على ضرورة تربية الأبناء تربية صالحة تنبذ العنف والعدوانية، فالتنمر ما هو إلا تراكم لمواقف الخذلان والخوف التي تعرض لها الطفل في صغره، والتي تنعكس سلباً على تعامله مع الآخرين، فنحن في النهاية مسئولون عن أفعال أبنائنا إذا كنا سبباً ولو كان كان سببا غير مباشر (فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).
اقرأ ايضا: انتشار العنف في المجتمع