كثيرا ما نسمع عن الطلاق وانفصال كلا الزوجين عن الآخر وعيش كلا منهما في مكان مختلف، فقد يتعجب البعض عندما يعلم أن هناك نوع من الطلاق يكون فيه الزوجين في نفس المكان ويمارسوا حياتهم بشكل طبيعي لكي تستمر الحياة فقط من أجل أبناءهم، ليس لأن كل واحد منهما يرغب في إكمال بقية حياته مع الآخر وهذا هو الطلاق العاطفي أو كما يسميه البعض الطلاق الصامت.
هذا النوع من الطلاق تأثيره أقوى بكثير من انفصال الزوجين عن بعضهما، فهو يأخذ من روح كلا الطرفين ويرهقها وبدلا من أن يعيش الزوجين في سعادة ويدعم كل واحد منهما الآخر، يصبح كل واحد منهما مصدرا تعب وإرهاق للآخر.
ولكي لا تصل عزيزي القارئ إلى هذه المرحلة من الطلاق الصامت عليك أولا أن تتعرف على أسبابه لتبتعد عنها.
أشهر 4 أسباب الطلاق الصامت
أولًا: الجفاف العاطفي
- في بداية العلاقات نجد أن هناك فيض من الحب بين الطرفين مع مرور الوقت نجد أن هذا الفيض قد بدأ يهدأ لا أقول قل، فالحب بالفعل موجود لكن التعبير عنه سواء بكلمات أو الأفعال قد قل عن البداية والسبب في ذلك أن كلا الطرفين قد آمن بعضهم إلى بعض وتأكد كل طرف من حب الطرف الآخر له، فأصبح هناك إهمال في الجانب العاطفي.
- ومع مرور الوقت يصبح هناك جفاف عاطفي وإهمال الجانب العاطفي في العلاقات هو مؤشر خطير جدا لانهيار أية علاقة، فالتعبير عن الحب بين الزوجين يكون بأبسط الأمور، فأساس ووجود حياة زوجية سليمة وقوية هو اهتمام كلا من الطرفين بالجانب العاطفي والتعبير عن حبه للآخر بطريقة مختلفة، لأن من نتائج إهمال هذا الجزء يكون بداية لوجود الطلاق الصامت الذي يكون بداية لانهيار الحياة الزوجية.
ثانيا: عدم التقدير لما يفعله كل طرف
- فمن الأسباب الأساسية لوجود الطلاق الصامت داخل الأسرة هو تقليل كل طرف لما يقوم به الطرف الآخر والاستهزاء بما يقوم به، فالزوج يقلل من مسئولية الزوجة وما تقوم به داخل المنزل من تربية الأبناء والاهتمام بشئون المنزل، ويكرر دائما جملة ما الذي تفعليه طوال النهار؟ هنا تشعر الزوجة بأن ليس لها أي دور في الحياة وأن جهودها التي تبذلها لا قيمة لها.
- فإذا وصلت المرأة لهذه الحالة يكون هذا بداية لالتزامها الصمت وعدم التحدث مع زوجها فيما تمر به من تعب وإرهاق أو حتى التحدث عن مشاكل الأبناء، ويبدأ هذا الصمت يكبر بين الطرفين ليصل في النهاية إلى حاجز متين يصعب على الطرفين تجاوزه.
- وقد يكون عدم التقدير من جانب المرأة بحيث تطلب من الزوج ما لا يستطيع أن يوفره لها ولا تكتفي بهذا بل تختلق له المشاكل، لأنه لم يأتي لها بما طلبت فقط، لأنها تريد أن تصبح مثل صديقتها أو جارتها، فينفر الزوج من المنزل ويحب أن يقضي معظم وقته خارج المنزل لأنه لم يعد سكنا له ومصدرا للراحة بل حولته الزوجة إلى مقر للتعب والضغط النفسي على الزوج يشعر فيه بعجزه عن توفير متطلبات بيته.
- وإذا ما أوصلت المرأة زوجها إلى هذا الشعور تكون قد دمرته من الداخل ودمرت بيتها وهدمت سعادتها بأيديها، لأن الرجل يحب دائما أن يشعر بالاحترام والتقدير من زوجته لما يقوم به من أجل بيته، فأذا ما فعلت المرأة عكس ذلك تكون بذلك قد وضعت بيدها أول حجر في بناء حاجز من الصمت والنفور بينها وبين زوجها.
ثالثًا: المواقف اليومية والتراكمات النفسية
- نعم عزيزي القارئ فالتراكمات النفسية التي تحدث بسبب انعدام الحديث بين الطرفين وتصفية الخلافات، فالواجب على كل طرف أن يتحدث مع الآخر عما يزعجه ومحاولة حل الخلافات أول بأول، لأن التراكمات النفسية تجعل الإنسان يصل إلى مرحلة من الإجهاد النفسي تجعله يفضل عدم الحديث ويصبح لا يبالي بما يحدث له، فوجود النقاش والتفاهم بينهما وقت الخلاف أمر يسهل الحياة عليهما ويقوي رابط الحب والتفاهم بينهما.
اقرأ أيضًا: التراكمات النفسية والمواقف
رابعًا: عدم الشعور بالمسئولية
- فمن الأسباب الرئيسية لوجود الطلاق الصامت بين الزوجين هو عدم شعور الطرفين أو أحدهما بجحم المسئولية التي تقع عليه وإهماله لأسرته، فإذا فهم كل طرف مسئوليته تجاه الآخر وتجاه الأبناء يكون بين الزوجين رابطا قويا وتنشأ حياة زوجية وأسرية مستقرة متينة.
ختاما فإن هناك أسباب وعوامل كثيرة تكون سببا في ظهور الطلاق الصامت في حياتنا وكما تعرفنا على أسباب الطلاق الصامت، فسوف نعرض نتائجه على الأبناء وعلى الزوجين، وكيف يمكننا التخلص منه كل هذا وأكثر سوف تجده عزيزي القارئ في الجزء الثاني من هذا المقال.
اقرأ أيضًا: التفاهم بين الزوجين وأسرار النجاح في الزواج 2022
شاهد أيضًا: