هذه الأيام يمر العالم بأزمة ارتفاع الأسعار، ولذلك يسأل الجميع حول هذه الأزمة عدة أسئلة ومنها، لماذا ارتفعت الأسعار؟، وما الطريقة الآمنة لعبور تلك الأزمة على المستوى الشخصي والوطني؟
شيء لا يحتاج إلى دليل و يشعر به جميع سكان الكرة الأرضية ألا وهو ارتفاع أسعار جميع المنتجات التي يستخدمها البشر سواء كانت صناعية، زراعية، تحويلية، غذائية، تكنولوجية، خدمية، مواد أولية للطاقة كالغاز الطبيعى والبترول ومشتقاته كل شيء يرتفع ثمنه، فلماذا حدث هذا؟
وهل موجة التضخم وارتفاع الأسعار التي ضربت الأرض ستنتهي قريبًا أم ستدمر الأخضر واليابس؟ وما حقيقة تأثير حرب روسيا وأوكرانيا في هذا الارتفاع الجنوني للأسعار؟ وما هو دور الولايات المتحدة الأمريكية في تلك الأزمة الطاحنة التي يعاني منها الفقراء و محدودي الدخل في جميع دول العالم؟ هذا ما سنعرفه في السطور القادمة.
علاقة التضخم بارتفاع الأسعار:
التضخم في أبسط التعاريف المتداولة هو زيادة “الكاش” أو النقود المطبوعة عن الحد المعقول، فتصبح المنتجات أقل من قيمتها العادلة فترتفع قيمة هذه المنتجات حسب قانون العرض و الطلب، وتختلف نسب قيمة التضخم التي تعانيه كل دولة من دول العالم، فقد أعلنت بعض الدول عن مقدار التضخم بها وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ونسبة التضخم بما وصلت إبان الحرب الأوكرانية 8،5 %، ألمانيا 7،3%، بريطانيا 7%، فرنسا 4،5%، البرازيل 11،3%، مصر 12،1%، روسيا 16،7%، الأرجنتين 55،1%، تركيا 61،1%.
اقرأ أيضًا: أغلى عملة في العالم وعلاقتها بالأسواق المالية 2022
كيف بدأت أزمة ارتفاع الأسعار ونتائجها؟
من هذا التعريف للتضخم نستطيع أن نكتشف أن العملة سواء كانت محلية أو عالمية هي سبب المشكلة، فكلما قامت الدول بطباعة الكاش “أوراق نقدية” لتوفِي باحتياجاتها ومصاريفها دون أصول تدعم طباعة تلك النقود، فتكون النتيجة الحتمية هي انخفاض قيمة العملة وزيادة أسعار جميع المنتجات والأصول وهذا ما حدث بالضبط، ففي عام الكورونا وحدوث أزمة الاغلاقات لكافة المصانع حول العالم واحتياج هؤلاء الجالسين في منازلهم لرواتبهم لإنفاقها على احتياجاتهم الأساسية من طعام و شراب و للإيجار وترفيه..إلخ دون أن يقوموا بأى عمل.
فقامت الدول بطباعة نقود لتوزيعها على مواطنيها دون أن يقابلها إنتاج ولا عمل ولا قيمة، فعندما فتح الاقتصاد أبوابه وجد كمية هائلة من الكاش والنقود متعطشة للمنتجات الصناعية والزراعية والعقارية، ولأن العرض قليل والطلب كبير زادت الأسعار.
بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية طبعت مليارات الدولارات، لتقوية اقتصادها أمام الاقتصاد الصيني، الروسي، الأوروبي، وقامت بأقراض بعض من تلك المليارات من الدولارات إلى الدول الفقيرة، لتدعيم نفوذها حول العالم وبالطبع مع الاستخدام غير الرشيد لتلك القروض واستهلاكها في منتجات استهلاكية ومشروعات لا تُدر عائدًا، فأصبحت تلك الدول أكثر فقرًا، لأنها تحارب على عدة جبهات وعدة أعداء.
وفي المقال التالي سنوضح تلك الأزمات التي تواجهه الدول الناشئة والفقيرة والمواطن.
اقرأ أيضًا: براعة الاقتصاد المصري في مواجهة أزمة كورونا