إن أسباب انتشار الجرائم في المجتمع كثيرة، جريمة تلو الأخرى والخوف يمتلك الجميع، ماذا يحدث للمجتمع من جرائم؟ هل هو غياب ديني؟!
إن انتشار الجرائم بهذا الشكل المفزع يثيرالقلق وسط المجتمع، وذلك بسبب قلة الأخلاق واختفاء الدين والمخدرات وعدم التسامح والحب الذي يصل إلى الغروروالجنون، وسوف نتطرق في هذا المقال إلى عدة نقاط:
- أسباب انتشار الجرائم في المجتمع.
- طرق الوقاية من انتشارالجرائم.
- واجبنا تجاه هذه الظاهرة.
أسباب انتشار الجرائم في المجتمع
أولا: الشباب والمخدرات:
انتشرت أخيرا أنواع جديدة من المخدرات تذهب العقل وتجعل مدمنه مصاب بحالات نفسية، ومنها ما يحدث من جرائم بشعة في فعلها سواء بالذبح أوالتمثيل بالجثة أوالقتل.
والمخدرات تؤدي إلى انتشار التطرف والعنف وانتشارالجرائم الأخلاقية والاجتماعية ويأتي ذلك دون محاولة لمحاربة هذه الجرائم سواء من المجتمع المدني أوالسياسي.
فهل نستطيع إنقاذ الشباب والمجتمع؟ فمدمن المخدرات سرعان ما يتحول إلى مجرم يهدد المجتمع والمجتمع غافل عن محاربة المخدرات، فهل نستطيع أن نقوم بمبادرة لا للمخدرات وإقامة ندوات وعقد دورات؟ للحد من انتشارها.
هل نحن قادرين لأن نحمي ما تبقى من الشباب من الانحراف؟ هل يستطيع المجتمع التحدي الأكبر لإنقاذ أرواح الشباب المتهالكة ام نظل صامتون بلا أمل رافعين رايات اليأس أمام مهلك الشباب أم ننهض، لكي نطهر دماء مجتمعنا من مفارس هذا المرض اللعين.
لا للإدمان الدعوي موجهة إلى المجتمع المدني والمؤسسات الاجتماعية والخدمية ووزارة الشباب والرياضة، لإنقاذ شباب مصر من الإدمان.
اقرأ ايضا: تعرف على 4 أنواع الإدمان وطرق التخلص منها
ثانيا: السوشيال ميديا :
ما يحدث بالمجتمع هو تأثير السوشيال ميديا والأفلام والمسلسلات، التي تجعل الشباب يقومون بتمثيلها على الحقيقة، مثل: شخصية محمد رمضان في مسلسل الأسطورة وجعل الشباب يمثلون شخصية رفاعي وتحول أخوه ناصر صاحب العلم والقانون لمجرم.
هذا يقلب موازين الفكر من أن البلطجة هي التي تسود كما أن تحول ناصر من رجل يدافع عن الحق إلى مجرم، جعلت الشباب ينظرون للمجتمع بالحقد والتذمرعلي أن الواسطة هي التي تسود فصدرت شباب ناقم على المجتمع كله.
اقرأ أيضا: الفتوة في تاريخ مصر والسينما
ثالثا: مشكلات المجتمع تأتي من التدليل الزائد أوالإهمال في التربية:
السلوك الإنساني يؤدي لحدوث الجريمة لاختفاء الوازع الديني، هل رأينا تلك الجرائم سابقا؟ هل وجدنا بشاعة تلك الجرائم؟ لا، لأن الدين كان يسود في ذلك الوقت والتربية السليمة وكان التعليم وحلقات العلم والثقافة منتشرين بشكل كبير.
الانتقام بدافع الحب
هناك الكثير من الجرائم حدثت باسم الحب وارتكبها العشاق، فهل الحب مبرر للقتل وكيف يقتل حبيب حبيبه؟
الحب ما هو إلا عطاء وطمأنينة ومحبة ولم يكن دمارا للروح وحرق للتعليم والقيم التي تمت التربية عليها، هناك خلل حدث في المجتمع وعقد نفسية توغلت بداخله.
الشخص المرتكب للجريمة وخصوصا مثلما يحدث في مجتمعنا حاليا ما هو إلا شخص مريض سيادي يريد الشيء لنفسه لتملكه وإلا يقوم بالقضاء عليه إن أصبح لغيره.
إن غياب الأسرة والقيم والتعليم والسوشيال ميديا المدمرة لعقول الشباب والأغاني المستفزة والبطالة والمخدرات دمرت شبابنا دمرت أمل الغد، دمرت بناة الوطن، جيل يحمل ثقافة السلاح أولا.
إن حمل السلاح والذبح الذي تكرر في كثير من الحوادث وظهور السلاح في السوشيال ميديا المدمرة، والإعلام والأفلام الأكشن والرعب والإنترنت والتيك توك، هم خراب العقول خراب الوطن، هدم القيم والدين.
الإعلام الفاسد والأفلام التجارية الهابطة والعنف والصوت العالي أصبحوا نمط البيئة الذي تغير وتبدل بشكل مخيف ومفزع.
واجبنا تجاه هذه الظاهرة:
فلابد من إعادة السلوك والتنشئة والتربية من جديد وعدم متابعة الإعلام الفاسد من أفلام العنف والسلاح هم السبيل لإنتاج جيلا جديدا بأسرة أفضل.
الأهل يتركون الأبناء للموبايل لا يدركون ماذا يشاهدون، ماذا يفعلون؟ لذا فيجب علينا تقويم أبنائنا قل ولا تقل، افعل ولا تفعل، لا تكذب، واجه، كن شجاعا، ملتزم، اتقي الله في كل خطواتك.
لابد من إصدار قانون لما يتم إذاعته في السوشيال ميديا، وضبط قوانين لنبذ العنف في الأفلام وجعل القاتل نموذج يحتذى به، فانتشارالجرائم من أصعب التحديات التي تواجهها الدولة، الجريمة التي تنوعت البشرية في كيفية فعلها.
كيفية الحد من انتشار الجرائم؟
- محاربة الفن الهابط.
- محاربة أفلام المقاولات.
- القضاء على الوباء وهو ما يسمى بالسوشيال ميديا.
- محاربة أفلام المخدرات والجنس والدعارة.
- محاربة أفلام العصابات والمخدرات.
- التصدي لتجارة الأعضاء البشرية.
أتدرون كل هذا سينتهي بقانون يحكم، بدين يسود، بقيم ومثل عليا، بأسرة تربي.
قتل النفوس لماذا أصبح سهل هكذا؟ بسبب غياب الوعي الديني خاصة من جانب الأسرة.
غياب القانون لابد من سن قوانين تعاقب من يفكر في ارتكاب جريمة، قانون يجعله يفكر ألف مرة قبل الإقدام علي الفعل المشين.
بالتأكيد إن المجتمع المستقرهو مجتمع يتبع الدين والسلوك السليم المستقيم الذي أمرنا به الله.
وكما جاء في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لَيَأْتِيَنَّ علَى النَّاسِ زَمانٌ، لا يُبالِي المَرْءُ بما أخَذَ المالَ، أمِنْ حَلالٍ أمْ مِن حَرامٍ)، [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
قال عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كيف بكم وبزمان يوشك أن يأتي،، زمان يغربل الناس فيه غربلة، تبقى حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فكانوا هكذا، وشبك بين أصابعه، فقالوا: كيف بنا يا رسول الله؟ قال: تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقـبلون على أمر خاصتكم، وتذرون أمر عامتكم).
إن تحقيق المجتمع الآمن المستقر هو مطلب الجميع، حيث إن الأمان هو مصدر بناء المجتمعات وتطورها، والإنسان منذ فجر ولادته تكون فطرته سوية ولا يعلم شيئا عن الإجرام أو الأذى، ولكن البيئة التي ينشأ فيها هي ما قد تؤثر فيه ويتأثر بها، تلك البيئة التي تغرس فيه سلوكيات جيدة وغير جيدة، سوية وغير سوية.
والجريمة في حقيقة الأمر يختلف مفهومها حسب المنظور المراد رؤيته منها، حيث هناك تعريف للجريمة من الناحية الاجتماعية والنفسية ومن الناحية القانونية، فهي عبارة عن أفعال تتعارض مع الأعراف والعادات الاجتماعية السائدة.
طرق الوقاية من أسباب انتشار الجرائم في المجتمع:
وهو ما يمكن تلافيه بتثقيف الشباب لحل المشكلات وفهم طبيعة ونفسية الطرف الآخر، والتعامل مع الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تتعرض لها الأسرة والاهتمام بالتثقيف التربوي للآباء والأمهات، لتربية أجيال قادرة على التواصل وقبول الآخر، وبناء العقل الناقد والمرونة في التفكير.
فالبداية دائما من داخل الأسرة وفى بيت مترابط وأبوين متفاهمين. ينبغي على المؤسسات الدينية والاجتماعية والجمعيات الأهلية والأحزاب الفاعلة أن تقوم بدورها فى نشر ثقافة مجتمعية معتدلة تواجه بها تلك الظاهرة.
والتوسع في البرامج التأهيلية للشباب التي تساعد أبناء المجتمع على ضبط النفس ومواجهة الصعوبات التي يتعرضون لها فى بداية حياتهم.
كذلك يجب التعامل القانوني والأمني بجدية والحسم مع تلك الجرائم وتجريم العنف بكل وسيلة تفعيلاً لأحكام قانون العقوبات فى مواده رقم 240 و241 التي تصل إلى السجن المؤبد أولإعدام في حالة القتل مع سبق الإصرار.
وضع الخطط والبرامج الشاملة من قبل السلطات والهيئات المختصة والتي من شأنها القضاء على العوامل المؤدية إلى الإجرام أو الظروف المهيئة له.
قال أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه و سلم- قال: ( لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يكثُرَ الهَرجُ وحتَّى تعودَ أرضُ العرَبِ مُروجًا وأنهارًا) [المصدر: صحيح ابن حبان| خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه.
اقرأ أيضا : فن الحوار العائلي واثره في تربية الأبناء 2022
كتبت: غادة إبراهيم