التفكير المنطقي لا يشيع بين البشر لأسباب كثيرة، منها ظروف اتخاذ القرار ذاته، وسنسرد لك عزيزي القارئ كيف تتخذ القرار المناسب في 5 قواعد.
تخيل فقط أنك واحد من أغنى عشرة أشخاص في هذا العالم، وذات يوم هبطت طائرتك الخاصة في الصحراء بسبب خلل في المحرك، ورغم أنك نجوت من حادث مؤكد شرفت فيه على الموت عطشاً، بسبب لهيب الشمس وحرارة الرمضاء، في هذه الحالة بكم ستشتري قارورة ماء باردا يقدمها إليك جني المصباح؟
اقرأ أيضاً: تعرف على أفضل 10 قواعد للذكاء والقوة
معظمنا سوف لا يتردد في دفع كامل ثروته مقابلها
موافقتك على هذه المقايضة، لا تعني أن قارورة الماء أصبحت غالية، أو أن ثروتك في الأصل تافهة، لكن ظروفك الاستثنائية تسببت في اتخاذ مثل هذا القرار النادر.
وهذا المثال يوضح كيف لقراراتنا تتأثر بظروفنا و احتياجاتنا وأولوياتنا الطارئة، فهي تتغير وتتفاوت بحسب اتخاذها ونحن متعبون أو متعجلون أو نمر بظروف صعبة أو استثنائية، بل زاوية وجودنا و موقعنا من الحدث يمكنها التأثير على قراراتنا و طريقة حكمنا بطريقة تبادلية.
اقرأ أيضاً: أهم 3 قواعد من كتاب كيف تؤثر على الآخرين وتكتسب الأصدقاء
لاحظ مثلاً كيف تستاء من المشاة حين تقود سيارتك، ثم تعود للاستياء من السائقين حين تكون بين المشاة، وحين تكون مراجعاً تتأفف من المسؤولين، وحين تصبح مسؤولاً تتأفف من المراجعين، وحين تكون طالباً تشتكي من ظلم الأساتذة، وحين تصبح أستاذاً تتذمر من مستوى الطلاب، حتى موقفك من العشق يعتمد على مستوى معاناتك وألمك وقوة تحملك، الأمر الذي لخصه المتنبي في قوله:
وَعَزَلْتُ أهْلَ العِشْقِ حتى ذُقْتُهُ …
فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
المؤسف أنه حتى عندما ندرك خضوعنا لهذه المؤثرات، لا نسلم من اتخاذ القرارات السيئة ١٠٠ %، غير أن هناك إرشادات ونصائح عامة من شأنها مساعدتنا في تقليل نسبة اتخاذنا للقرارات السيئة.
كيفية تتخذ القرار المناسب في 5 قواعد:
1- قاعدة تأجيل الموافقة:
التي تعلمتها من الأفلام والمسلسلات، افعل مثل رجال السياسة أو زعماء العصابات فلا فرق بينهم، بحيث لا ترفض ولا توافق، ولكن تجيب بطريقة تمنحك وقتاً للتفكير، مثل: افكر وأرد عليك أو اعطني مهلة لبحث الموضوع.
افعل ذلك حين تكون محتاراً أو متردداً أو لا تملك معلومات كافية أو تشك في نوايا الشخص المقابل.
ولكن أحياناً تكون الفكرة واضحة والنتائج مؤكدة وتثق أنت في صحة قرارك، في هذه الحالة يصبح التأجيل خطأً وسبباً في ضياع الفرصة، يجب أن تفعل العكس وتوافق فوراً.
وتذكر أن خير البر عاجله، جميع الناس يترددون قبل اتخاذ القرارات الكبيرة ويفكرون بالهرب، فكن أنت الاستثناء الذي يقطف الثمرة ويرفع يده قبل الجميع.
اقرأ أيضاً: كيف تصبح سعيداً طبقاً لقاعدة ال4 قواعد
2- قاعدة ١٠١٠١٠:
التي تعني التفكير بالنتائج المحتملة لأي قرار بعد عشر دقائق، ثم عشرة أيام، ثم عشرة أشهر، وإن كان مصيرياً، بعد عشر سنوات، قد تبدو العشر دقائق فترة قصيرة، ولكنها كافية لاتخاذ قرار متهور أو التسبب بحادث مميت، كافية للتفوه بكلمة مسيئة أو إرسال رسالة تندم عليها، أو بيع وشراء ما يسبب لك خسارة مالية، وإن كان هذا حالنا مع العشر دقائق فكيف سيكون حالنا مع الأيام و الأشهر والسنوات؟!
تذكر أن ما من قرار إيجابي أو سلبي بنسبة ١٠٠ %، إن كل قرار يتضمن مستويات متفاوتة من المحاسن والمساوئ، حين تنتظر فرصة اكتماله بنسبة ١٠٠ % ستفقد فرصة اتخاذ القرار نفسه بنسبة ١٠٠ %، لهذا السبب قد تضطر أحياناً إلى ترجيح الأغلبية رغم وجود عناصر سلبية واضحة في القرار.
اقرأ أيضاً: مفتاح النجاح وقواعد الاستثمار
3- التفريق بين الرغبة والإمكانية المادية:
كثيراً ما نتخذ قرارت سيئة لأننا لا نفرق بين رغباتنا واحتياجاتنا وإمكانياتنا، لذا يجب أن تتعلم الفصل بين الرغبة والاحتياج والقدرات المادية، جميعنا يرغب بأمور تفوق إمكانياتنا المادية ولكن هل نحتاجها فعلاً؟
اعزل رغباتك عن احتياجاتك، خذ بعين الاعتبار احتمال تدهور وضعك المالي إن لم تميز بين الرغبة والاحتياج والقدرة الشرائية.
4- لا تتخذ القرار عند الغضب:
لا تنس أن معظم قراراتنا غير السليمة نتخذها حين نكون غاضبين أو مستعجلين أو مترددين أو يائسين أو في وضع بائس، مثل صاحبنا الذي سقط في الصحراء.
نصبح أكثر عرضة للخطأ حين نكون متكاسلين عن البحث في التفاصيل أو جاهلين بنتائج القرارات أو متعبين لا نملك طاقة للنقاش أو متهاونين في تسجيل كل صغيرة و كبيرة .
5- تحييد العواطف والمشاعر:
من الضروري لاتخاذ أي قرار سليم تحييد العواطف و استثناء المشاعر وعدم التأثر بالمواقف والأفكار المسبقة، من المهم أن نحتكم للمنطق ونتخلص من التفكير الفلكلوري، نقدم الأسباب المادية على الأسباب الغيبية.
إن المشاعر النفسية والاحتياجات الجسدية والظروف الاستثنائية تؤثر بطريقة خفية على قراراتنا اليومية.
قبل أن تلوم إنساناً على قرارته غير السليمة، اسأل نفسك أولاً كيف ستتصرف لو وقعت أنت تحت نفس هذه المواقف والمؤثرات؟
وأخيرا لا تتخذ قراراً وأنت متسرعا ولا توافق وأنت مرهقا ولا تفعل شيئاً وأنت مترددا ، وتعلم كيف تتخذ القرار المناسب في 5 قواعد .
كتب: السيد محفوظ.