في اليوم العالمي للتسامح.. كيف تتحلى بالتسامح في 3 خطوات؟

اليوم العالمي للتسامح

اليوم العالمي للتسامح

يحتفل العالم بيوم السادس عشر من شهر نوفمبر كل عام باليوم العالمي للتسامح، وهي دعوة مهمة للعالم كله، كي يعم السلام والتسامح ودعوة لترك المشاعر والأفعال السيئة التي تنتشر في العالم من حروب وخطط لتدمير الدول.

كثيرا ما نتعرض لمواقف تجعلنا نشعر بالحزن والألم ولا نستطيع تجاوزه، على الرغم من أن هذه المواقف حدثت بالماضي ومر عليها الكثير من الوقت إلا الإنسان لم يتجاوزها، مما جعل الحزن والألم يأكله من الداخل بل تسيطر عليه رغبة في الانتقام لمن تسبب له في هذا الألم، فيصبح الإنسان من الداخل غير سوي نفسيا، ويصبح كل همه في الحياة هو الانتقام وأخذ حق بأي طريقة حتى لو كان في طريقته بها إيذاء لغيره، فكيف يغير الإنسان هذه الطاقة السلبية التي بداخله ويحل محلها الحب والسعادة؟

يحدث ذلك عزيزي القارئ عن طريق شيء واحد فقط هو التسامح.

اليوم العالمي للتسامح:

في اليوم العالمي للتسامح نوضح عدة نقاط مهمة:

  • مفهوم التسامح.
  • كيفية التحلي بالتسامح؟
  • أثر التسامح على الفرد والمجتمع.
  • متى يكون التسامح قوة وضعف؟
  • أهمية وجود التسامح في العلاقات؟

 

مفهوم التسامح هو عدم مواجهة الإساءة بإساءة مثلها، بل هو أخذ الحق لكن بطرق راقية دون إيذاء أحدا، العفو عند الخطأ والتعليق على الفعل دون تجريح للشخص صاحب الفعل.

اليوم العالمي للتسامح

كيفية التحلي بالتسامح؟

1- مسامحة نفسك:

كي تستطيع أن تسامح غيرك، عليك مسامحة نفسك عن أخطائك التي فعلتها في حقك سواء كانت في الماضي أو الحاضر، أن تاخذ من هذه المواقف والتجارب خبرات وعظات.

وتترك الآثار النفسية السيئة لهذه المواقف في الماضي كما هي، حتى لا تظل طوال عمرك تعاقب نفسك على أخطائك، مما يجعل المسيطر على تفكيرك هو الطاقة السلبية فقط فلا تستطيع أن تحقق أي نجاح حتى لو استطعت أن تحقق نجاحا فلن تستمتع به، فعليك عزيزي القارئ أن تعرف قيمة نفسك وتقدرها.

2- مسامحة أهلك:

عليك أن تسامح أهلك، نعم مثلما قرأت إذا كنت تحمل في قلبك تجاههم مثقال ذرة من غضب، بسبب بعض تصرفاتهم التي لم تعجبك أحيانا أو الانتقادات التي كان بها شيء من القسوة عليك في بعض الأحيان.

ترى في بعض الأوقات أنك قد ظُلمت من قبل أقرب الناس إليك وهم أهلك، لكن ربما أنت الذي ترى الأمور من وجهة نظرك، لكن في الحقيقة لم يكن الأمر من وجهة نظرهم كما فهمته أو شعرت به،  فهم يعتقدون أنهم يفعلون لمصلحتك ففعلوه على طريقتهم الخاصة.

تخلص من أي شعور سيء نحوهم وأبدله بالحب والعرفان لهم لكل ما فعلوه من أجلك، حتى إن كانت الطريقة غير مناسبة لك، لأن أهلك قد فعلوا كل ما بوسعهم، كي تصبح سعيدا وعلى قدر ثقافتهم التي قد تكون في بعض الأوقات محدودة ومختلفة تماما عن ثقافتك.

اليوم العالمي للتسامح

3- مسامحة غيرك:

سامح غيرك، لكي تحيا في سلام و نفس مطمئنة تخلو من الأحقاد والآلام النفسية التي تؤثر على صحتك بشكل كبير.

تسامحك مع نفسك أولا ومع أهلك ثانيا هي بداية طريقك للتسامح مع الآخرين، كي تحيا وأنت تشعر بالسعادة والسلام الداخلي والحب لكل البشر.

أثر التسامح على الفرد والمجتمع:

يعتقد البعض أن أثر التسامح يكون على الفرد فقط، لكن الحقيقة التسامح له أثر كبير على المجتمع، فعندما يعيش المرء في مجتمع تحلق في سمائه روح التسامح، يتحلى أفراده بالعفو والصفح عن بعضه البعض، سوف نجد أن الكثير من العادات والمشاعر السيئة قد اختفت من المجتمع.

اليوم العالمي للتسامح

إن الحب الذي ينتشر بين أفراد المجتمع يجعل الحياة سهلة، نجد ذلك واضحا في إنتاج هذا المجتمع وتقدمه وأن الجميع يسعى لهدف واحد فقط، دون النظر إلى أي شيء آخر

فلك أن تتخيل انتشار السعادة والحب بين الجميع، نتمنى انتشار هذه القيمة التي افتقدنا وجودها مؤخرا.

اقرأ أيضا: أشهر 3 نصائح لـ كيفية التعامل مع الشخصيات السامة

متى يكون التسامح قوة وضعف؟

 

الشخص المتسامح هو أكثر الأشخاص قوة لتقديره ذاته، فعندما تكون قادرا على رد الإساءة بإساءة أقوى لكنك تختار العفو والإحسان فأي قوة أكبر من ذلك، لكن التسامح لا يعني أن تفرط في حقك أو أن تصبح شمعة تحترق من أجل الآخرين، بل التسامح أن تأخذ حقك ولا تفرط فيه ولكن بطرق سليمة راقية دون التجريح والإهانة أحد حتى لو كان قد أهانك.

التسامح يعني أن تصفح عن الشخص وتعفو من داخلك وتنسى ذلك الشعور السيء الذي تسبب الشخص فيه وأن تأخذ من ذلك الحدث العبرة والخبرة، لكن تترك كل شعور سيء ناحية أي شخص وتبدل مكانه الشعور بالحب والود.

اليوم العالمي للتسامح

في اليوم العالمي للتسامح دعوة لشحنك بالطاقة الإيجابية وجعلك تحيا في سعادة ما بعدها سعادة، فالشخص المتسامح هو أكثر شخص محبوبا ممن حوله يحترمه الجميع ويفضل التعامل معه، لأنه شخص سهل لين.

عندما يفرط الإنسان في حقوقه تحت بند التسامح والعفو يحمل بداخله الكثير من مشاعر الحقد والغل لغيره، فهو بذلك ليس متسامحا، لأنه ضعيف ولا يستطيع أن يأخذ حقه بالطرق السلمية الراقية، فأصبح يسمى ما يفعله هذا تسامح وهو في الحقيقة ضعف وليس تسامحا.

أهمية وجود التسامح في العلاقات؟

وجود التسامح في العلاقات سواء كانت علاقة صداقة أو زواج أو أخوة أو أي نوع من العلاقات، يقوي العلاقة ويجعل غيرك يشعر بحبك له ويجعله يشعر بالراحة والأمان معك حتى لو أخطأ لن يشعر بالخوف من ذلك الخطأ، لأنه يعلم أنك سوف تتفهم موقفه وتلتمس له الأعذار، فيا لها من علاقة سوية التي يتعامل فيها الطرفين بمبدأ التسامح.

اليوم العالمي للتسامح

وقد ذكرنا لماذا تم تحديد يوم العالمي للتسامح، فهو قوة كبيرة تجعلك تشعر بالرضا عن كل شيء مهما كان صعبا، بل يجعلك تشعر بالرضا عن كل من حولك، فإن أصبحت شخصا متسامحا محبا للجميع نعمة كبيرة، قد أنعمها الله عليك من نعمه علينا التي لا تعد ولا تحصى.

اقرأ أيضا: قيمة العطاء طريقك للسلام النفسي