تتربص أزمة غذاء حادة بالقارة الأوروبية بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، بعد انتهاء اتفاقية البحر الأسود لتصدير الحبوب، وسط اعتماد كبير على الحبوب القادمة من روسيا.
أزمة الغذاء في أوروبا:
إن أزمة الغذاء في أوروبا تتمثل في نقص الحبوب والمواد الغذائية ليس الخطر الوحيد الذي يهدد طعام القارة العجوز، لكنها تواجه أزمة إمدادات من الأسمدة والأمونيا والمواد التي تساعد على زيادة إنتاج الأغذية الزراعية بأكثر من 30%، إذ تعد روسيا مزودا عالميا لها.
بسبب الحرب الروسية الأوكرانية زادت أزمة الغذاء العالمية، ومن ثم تحاول دول الاتحاد الأوروبي تنسيق الإجراءات المساعدة على مواجهة ارتفاع الأسعار وتقديم الإغاثة لأفقر الشعوب في العالم.
الأمن الغذائي هو التحدي العالمي الأهم اليوم في القارة العجوز، قد يتفوق في خطورته على أزمة الطاقة التي تعاني منها، بحسب بيانات المفوضية الأوروبية، إن القارة العجوز تواجه نقصا كبيرا لبعض المحاصيل الزراعية خاصة الحبوب.
تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على أوروبا:
أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على أوروبا، أدى ذلك إلى جعل جميع إنذارات الأمن الغذائي العالمي تدق مرة أخرى، خطر المجاعة يتجلى مرة أخرى فى العالم، وفي هذا السيناريو تصبح أوروبا مرة أخرى، أول من يعاني على الفور من عواقب الصراع الروسي الأوكراني.
زودت أوكرانيا الملقبة بـ “مخزن الحبوب في أوروبا” القارة القديمة بأكثر من 6.5 مليون طن من الذرة، لتصبح المورد الثاني لهذا المنتج، حوالي 630.000 طن من القمح، خلال عام 2020 / حملة 2021.
يبلغ حجم الصادرات الأوكرانية إلى أوروبا 47٪ من احتياجاتها، لذلك ارتفعت أسعار القمح والذرة بشكل جنوني، خلال ثلاثة أيام فقط.
بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا، متجاوزة قيمة 1300 دولار لكل ألف متر مكعب، ارتفعت أسعار العقود الآجلة للغاز في أوروبا بنسبة 13.6٪، وزادت عن 1350 دولارا لكل ألف متر مكعب، وفقا لبورصة لندن.
كانت العقود الآجلة الأقرب لشهر ديسمبر، حسب مؤشر أكبر مركز أوروبي TTF، قد افتتحت التداول باللون الأحمر، أى عند مستوى 1185.4 دولار لكل ألف متر مكعب، ومع ذلك سرعان ما توجهت الأسعار إلى النمو.
تستمر معاناة أوروبا مع استمرار الحرب في أوكرانيا، وشهدت ارتفاع في التضخم حتى وصل إلى 9.9% في سبتمبر الماضي، وهو رقم قياسي جديد ويمثل تسارعا بمقدار ثمانية أعشار مقارنة بما تم تسجيله في أغسطس.
تسارع معدل التضخم السنوي لشهر سبتمبر إلى 10.9% من 10.1 المقابل لشهر أغسطس، كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية الطازجة بنسبة 12.7٪، وهو ما يمثل تسارعًا قدره 1.7 نقطة مقارنة بزيادة قدرها 11٪ في الشهر السابق، حيث سجلت الخدمات تضخما بنسبة 4.3٪، بزيادة خمسة أعشار، بينما تسارعت أسعار السلع الصناعية غير المولدة للطاقة بنسبة أربعة أعشار لتصل إلى 5.6٪.
اقرأ أيضا: ارتفاع الأسعار أسبابه ونتائجه على المستوى القومي والعالمي 2022
اقرأ أيضا: أهم تصريحات رئيسة صناديق الاستثمار في المناخ Cop27