كشف تنظيم كأس العالم 2022 في قطر حقيقة الواقع العربي واعتماده على نظرية البوتيكات، وهي أماكن لبيع كل ما هو مستورد سواء السلع أو الثقافة وحتى الفن، هناك محاولات وضع رتوش لحفظ الهوية تخرج الصورة مشوهة ومهلهلة.
البوتيكات وعلاقتها بكأس العالم 2022:
البوتيكات هي اسم أطلق في مصر في فترة السبعينات من القرن الماضي على المتاجر التي تعرض السلع المستوردة أثناء مرحلة الانفتاح الاقتصادي والثقافي، ويبدو أن الأمر لم يقف عن حدود مصر أو عند السلع بل امتد لمونديال قطر2022، وظهر جليا مع انطلاق أغنية كأس العالم الجديدة للمطربة ميريام فارس، التي بدت أشبه بالأضحوكة بسبب محاولة لتقليد شاكيرا في بعض حركاتها الراقصة.
هذا التقليد أدى لغياب الهوية، وأنتج ما يشبه المسخ الذي أنتجه التقليد الظاهري مع محاولة اصطناع خصوصية عن طريق الزج ببعض الجمل العربية في الأغنية، وهذا ما يحدث دائما في الثقافة أو الأزياء والملابس، وفي افتتاح المهرجانات الفنية.
ملخص الجولة الأولى من كأس العالم 2022 .. جولة المفاجآت
افتتاح كأس العالم 2022:
حفلة الافتتاح أوضحت هذه الفكرة، بالرغم من استخدام أحدث المؤثرات الصوتية والاعتماد على الإبهار البصري ووجود أشخاص بملابس غربية عصرية، إلا أنه تم استخدام الملابس العربية واستغلال الجانب الإنساني والمرجعية الدينية، في وجود ممثل أمريكي بدلا من أكبر النجوم العرب، في تجسيد واضح لهذه الازدواجية غير المبررة.
لم تكن مظاهر الاحتفال هي المشهد الوحيد المعبر عن الازدواجية، فيما أثير حول منع الخمور أثناء المباريات داخل الاستادات مع إجازتها في الفنادق، محاولة التمسك بالقيم الدينية في منع المثلية.
وفي نفس الوقت غض الطرف عن بعض الممارسات التي تحدث في الفنادق والمدرجات والتي تخالف أيضا تعاليم الدين والتقاليد العربية.
كأس العالم هو حدث عالمي تتنوع الدول التي تستضيفه والتي نادرا ما تحاول فرض هويتها على الدول المشاركة، لأنها قادرة على فرض ثقافتها الخاصة وهويتها من خلال العديد من المجالات العلمية والثقافية بشكل أكثر فاعلية وصدق، لأن الدول القوية تعلم جيداََ ما تصنعه وتصدره وما تقوم باستيراده من الخارج لتصنع معادلة خاصة بها وحسابات مدروسة في أغلب الأوقات.
ملخص الجولة الثانية من كأس العالم 2022 .. قطر تودع .. صحوة افريقية
سمة الاستيراد لم تختزل فقد في كأس العالم أو الملابس بل الثقافة أيضا تعكس نفس الواقع، فنجد أن الترجمات من اللغة العربية قليلة وتقتصر على التراث الثقافي والفكري، أما الترجمات الحالية فكثيراََ منها يأتي من اللغات الغربية للغة العربية هذا ليس بسبب قلة الإنتاج الفكري والأدبي، ولكن قد يكون السبب ضعف الحضور الثقافي بين أدبيات العالم الحديث، ليرى العالم أن العرب لم يتخطوا إلى الآن ثقافة وحضارة الصحراء القديمة، التي تحاول دون وعي التشبث بمظاهر حضارية معتمدة على عوائد النفط الكامن تحت ترابها.
فكرة التقليد أو استيراد الأفكار دون انتقاء، ووضع بعض الرتوش المغايرة، فشل في خلق حضارة أو تقدم علمي في أغلب الدول، لكن النماذج التي تمسكت بهويتها كدول شرق أسيا والتي أطلق عليهم النمور الأسيوية، إن تمسكها بالهوية الخاصة بها كان من العوامل المساعدة لتحتل مكانة مميزة بين الدول المتقدمة وأن تنجح في فرض ثقافتها وهويتها التي قد تختلف كثيراََ عن الحضارة الغربية.