تحل اليوم الذكرى الـ 110 على اكتشاف تمثال نفرتيتي، زوجة الملك اخناتون، وكان ذلك في يوم 7 ديسمبر عام 1912م، الذي اكتشفه عالم الآثار المصرية لودفيج بورشاردت وهو ألماني الجنسية، في منطقة تل العمارنة بالمنيا.

تحديدًا في بيت النحات تحتمس الذي كان في خدمة الملك أخناتون، لنحت تمثال الملكة نفرتيتي، ومن خلال السطور التالية سوف نتعرف سويًا على بعض المعلومات المهمة عن التمثال وكيف تم اكتشاف تمثال نفرتيتي وتهريبه إلى ألمانيا.

اكتشاف تمثال نفرتيتي

اكتشاف تمثال نفرتيتي

اكتشاف تمثال نفرتيتي:

أما عن اكتشاف تمثال نفرتيتي فقد عثر فريق تنقيب ألماني بقيادة عالم الآثار الألماني لودفيج بورشاردت، على التمثال في منطقة تل العمارنة في مصر عام 1912م.

اكتشاف تمثال نفرتيتي على يد لودفيج بورشاردت

اكتشاف تمثال نفرتيتي على يد لودفيج بورشاردت

وضع التمثال في عدة مواقع في ألمانيا منذ أن عثر عليه، إلى أن استقر في متحف برلين الجديد إلى الآن، أصبح التمثال رمزًا ثقافيًا لبرلين ولمصر القديمة أيضًا، وتسبب هذا التمثال في جدلًا كبيرًا بين مصر وألمانيا لمطالبة مصر باستعادة القطع الأثرية المهربة إلى ألمانيا.

مواصفات تمثال الملكة نفرتيتي:

تمثال نصفي مصنع من الحجر الجيري ومدهون بطبقة من الجص، يقدر عمره بحوالي أكثر من 3300 عام، قام بنحته النحات تحتمس عام 1345 ق.م، يبلغ طول التمثال 47 سم، ووزنه حوالي 20 كيلو جرام، والتمثال في حالة جيدة، ماعدا العين اليسرى تفتقر إلى البطانة الموجودة في العين اليمنى، وبؤبؤ العين اليمنى مصنوعة من الكوارتز المطلي باللون الأسود، مثبت بشمع العسل، بينما خلفية العين مصنوعة من الحجر الجيري.

اكتشاف تمثال نفرتيتي

اكتشاف تمثال نفرتيتي

ترتدي نفرتيتي تاج باللون الأزرق مع إكليل ذهبي، وعلى الجبين ثعبان الكوبرا (وهو مكسور الآن)، وترتدي أيضًا قلادة منقوشة بالزهور، ظهرت بعض من الأضرار على الأذنين.

يعتبر هذا التمثال رمز من رموز الجمال الأنثوي لإحدى أشهر الملكات في تاريخ مصر القديم.

عندما تم اكتشاف تمثال نفرتيتي على يد بورشاردت، افترض أن قزحية العين اليسرى سقطت عندما خربت ورشة النحات تحتمس، أجريت عملية بحث مكثفة في أنقاض الورشة لكن لم يتم العثور عليها، أدى فقدان العين إلى بعض الافتراضات بأن نفرتيتي عانت من التهاب في العين اليسرى، على الرغم من وجود العين اليسرى في التماثيل الأخرى، مما يخالف هذه الافتراضات.

سرقة التمثال النصفي للملكة نفرتيتي:

بدأت الحكاية في 20 يناير 1913م، حيث عقد اجتماع بين بورشاردت وبين جوستاف لوفيفر مدير تفتيش آثار مصر الوسطى، لمناقشة وتقسيم الآثار التي عثر عليها في عام 1912 بين ألمانيا ومصر، حيث كان تقسيم الاكتشافات آنذاك “حصص متساوية” وفقًا لقانون الآثار، بين مصر وبعثة الحفر من خلال لجنة مشتركة يرأسها ممثل مصلحة الآثار عن الحكومة المصرية، بعد أن وقع جوستاف لوفيفر على القسمة، اعتمدها مدير مصلحة الآثار في ذلك الوقت ويدعى “جاستون ماسبيرو”، تم شحن التمثال إلى برلين مباشرة، ووصل هناك في نفس العام، وقدم إلى هنري جيمس سيمون أصله يهودي، عمل في تجارة الخيول، ثم تحول إلى تجارة الآثار، حيث كان الممول لحفائر بورشاردت التي قام بها في منطقة تل العمارنة إلى برلين.

ظل التمثال مختفيًا عن الأنظار، إلى أن عرض لأول مرة في المعارض والمتاحف الألمانية عام 1923م، وبدأ الجدل حول استرداد مصر للتمثال، وصرح الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، أن التمثال النصفي للملكة نفرتيتي ملكة مصر، قد خرج من مصر بطريقة غير شرعية، كما أنه طالب ألمانيا بإثبات صحة ملكيتها له من الناحية القانونية، وذلك في عام 2005م.

اقرأ أيضا: تمثال ال١٠٠ عام …ما بين عراقه الحضاره والنهضه الحديثة

مطالبة مصر بإعادة التمثال:

تقدمت مصر بطلبات عديدة لإعادة التمثال، وأرسلت خطاب رسمي في عام 2010م لعودة تمثال الملكة نفرتيتي، وكان أول خطاب رسمي ترسله مصر لألمانيا، حيث حاولت إحدى الحكومات المصرية بإرسال طلب في القرن الماضي لكنه لم يتم.

موقف ألمانيا من عودة التمثال لمصر:

صرح “يوليوس جورج لوى” السفير الألماني بالقاهرة، في لقائه مع وزير السياحة المصري السابق “يحيى راشد”، الذي عقد في فبراير عام 2017م، أنه لم يقتنع بوجهة نظر وزير السياحة بشأن إعادة التمثال النصفي لمصر، وعلق قائلًا: “رأس نفرتيتي لها شعبية كبيرة في ألمانيا”.

وقالت “بريجيت جوبتسل” مسئولة الصحافة والإعلام في مؤسسة التراث الثقافي المسئولة عن شئون المتاحف الحكومية في برلين، في تصريحات لها نقلتها جريدة “العين الإخبارية”: “لم تتقدم مصر بأي طلب رسمي لاستعادة تمثال نفرتيتي منذ سنوات طويلة”.

وأضافت قائلة: ” بالتالي، لا توجد أي مفاوضات حالية مع مصر لإعادة التمثال”، وتابعت قولها: “نحن منفتحون دائمًا على المشاورات مع مصر لكن التمثال ملك للمتحف الجديد في برلين”.

اقرأ أيضا: المتحف المصري يكتشف نفسه من جديد بعد مرور 120 عاما على افتتاحه

نبذة تاريخية عن الملكة نفرتيتي:

نفرتيتي هي زوجة الملك أخناتون، وهما أحد أشهر ملوك الأسرة الـ 18، وأنجبت له 6 بنات، وأشهرهم عنخ إسن آتون المعروفة باسم “عنخ إسن آمون”، زوجة الملك توت عنخ آمون، ويعني اسمها “الجميلة أتت”، كما أن نفرتيتي تعتبر أقوى وأشهر النساء في تاريخ مصر القديمة، كانت لها منزلة رفيعة في فترة حكم زوجها أخناتون، وعاشت في القرن الـ 14 ق.م.

اكتشاف تمثال نفرتيتي

اكتشاف تمثال نفرتيتي

وهناك نظريات تشير إلى أنها كانت من الأسرة الملكية أو أميرة أجنبية أو ابنة مسئول حكومي رفيع المستوى يدعى آي، الذي حكم مصر بعد الملك توت عنخ آمون. اختفت نفرتيتي من التاريخ في السنة الـ 12 من حكم زوجها الملك أخناتون، ورجح البعض أنه بسبب وفاتها أو أنها اتخذت اسمًا جديدًا غير معروف، كما ادعى البعض بأنها حكمت مصر فترة قصيرة بعد وفاة زوجها الملك أخناتون.

اقرأ أيضا: فخر الفن الإنساني… التمثال المعجزة

أبناء الملكة نفرتيتي:

١- الأميرة ميريت آتون: يعني اسمها محبوبة آتون.

الأميرة ميريت آتون

الأميرة ميريت آتون

2- الأميرة مكت آتون: يحتمل ولادتها في طيبة في العام الرابع من حكم أبيها.

3- الأميرة عنخ إس إن آتون: يعني اسمها حياة آتون.

الأميرة عنخ إس إن آتون

الأميرة عنخ إس إن آتون

4- الأميرة نفر نفرو آتون تاشوی: يعني اسمها جميلة جميلات آتون الصغرى.

الأميرة نفر نفرو آتون تاشوی

الأميرة نفر نفرو آتون تاشوی

5- الأميرة نفر نفرو رع: يعني اسمها جميلة جميلات رع.

الأميرة نفر نفرو رع

الأميرة نفر نفرو رع

6- الأميرة ستب آن رع: يعني اسمها المختارة من رع.

هذه هي تفاصيل اكتشاف تمثال نفرتيتي، وما زالت محاولات مصر قائمة لاسترداد التمثال، وهناك أسئلة كثيرة حولها ما تزال دون إجابة مثل تاريخ وفاتها ومكان موميائها، أما عن وفاة الملكة نفرتيتي فإن الأدلة غير قاطعة في ميعاد وفاتها، فالبعض يرى أنها عاشت حتى تولي توت عنخ آمون عرش البلاد، والبعض الأخر يرى أنها كانت حية على الأقل حتى وفاة زوجها.

اقرأ أيضا: تعرف على الملك الصبي توت عنخ آمون في الذكرى الـ 100 لاكتشاف مقبرته

شاهد أيضا: