تربية الأبناء 1

الأبناء نعمة من النعم التي ينعم بها الله على عباده، فالأبناء زينة الحياة كما قال الله تعالى في كتابه العزيز{ المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَوةِ الدُّنيَا} [الكهف:46]. فيجب علينا أن نحافظ على هذه النعمة لأننا سنحاسب عليها أمام الله يوم القيامة، وسنحاسب على تقصيرنا في تربية الأبناء.

ولذلك يجب علينا بذل أقصى جهودنا في تربية أبنائنا، ومعرفة أسس التربية الصحيحة وعدم الإهمال في التربية لما يترتب عليه من نتائج غير محبوبة.

الفرق بين التربية والرعاية :

يختلط الأمر على كثير من الآباء والأمهات في التفرقة بين التربية والرعاية فهناك فرق بينهما. فالتربية هي غرس قيم وأخلاق وتوجيه الأبناء لما هو صحيح. فالتربية أعم وأشمل من الرعاية.

تربية الأبناء
تربية الأبناء

لكن الرعاية هي توفير احتياجات الأبناء من مأكل وملبس ومسكن فقط دون أي توجيه وإرشاد. ولذلك يجب علينا أن ننتبه لما نقوم بيه لكى ننشأ أبناء أسوياء.

اقرأ أيضًا:فن الحوار العائلي واثره في تربية الأبناء 2022

من المسؤول عن التربية :

التربية هي مسؤولية الأب والام معًا، فهناك أطفال تتأثر بالأمهات أكثر من الأباء، وذلك بحكم طبيعة عمل الأباء وعدم وجودهم أغلب الوقت مع أبنائهم، وانشغالهم بتوفير المال لهم وهناك كثير من الآباء لا تريد أن تحمل مسؤولية التربية فيعتمدون على الأمهات، وهذا أمر خاطئ لأنه يجب المشاركة بينهما في التربية كي يتعلم الأبناء أساليب مختلفة تساعد في تربيتهم.

تربية الأبناء
تربية الأبناء

العدل في التربية :

العدل اسم من أسماء الله الحسنى وصفة من صفاته، ولذلك اصبح العدل أمر مهم في تربية الأبناء، سواء في الحب أو المكافآت أو الحوار أو المعاملة. لأن التفرقة وعدم العدل بين الأبناء ينشأ بينهم بغض وكراهية وعدم استقرار نفسى ينتج عنه شخصية غير متزنة نفسيًا ومعنويًا.

أخطاء في التربية:

يقع الكثير من الآباء بدون قصد في أخطاء كثيرة يقومون بها في تربية أبنائهم منها:

تربية الأبناء
تربية الأبناء
  • مقارنة الطفل بباقي إخوته أو بطفل آخر معه في المدرسة أو العائلة.
  • الزجر المبالغ فيه حتى في أبسط الأمور.
  • التفرقة بين الأبناء في المعاملة.
  • التدليل المفرط للطفل مما ينتج عنه طفل عديم الثقة بالنفس يعتمد على الآخرين في كل شيء.
  • كثرة الخلافات بين الآباء أمام الأبناء مما ينتج عنه إضرابات نفسية.
  • توبيخ الطفل أمام الآخرين.

قواعد أساسية في التربية:

يجب ربط التربية الحديثة بالتربية الإسلامية لما تحتويه من قيم وعقائد أساسية في التربية وقواعد أساسية يجب إتباعها منها:

تربية الأبناء
تربية الأبناء
  • غرس العقيدة منذ ولادة الطفل وفى مختلف مراحل النمو.
  • إعطاء الطفل حريته في الاختيار والرفض والقبول بشرط ألا يضر أحد ولا حتى نفسه.
  • اللعب مع الأبناء لتعزيز الحب والود.
  • احترام الطفل ومشاركته واحترام رأيه وعدم التقليل من شأنه.
  • عدم المبالغة في عقاب الطفل عندما يخطأ.
  • عدم التفرقة بين الأبناء.
  • تعليم الطفل لأهمية القناعة .
  • تشجيع الأطفال على تنمية مهاراتهم وتحفيزهم على اكتشاف مواهبهم.

التدرج في التربية :

يجب مراعاة مراحل الطفل العمرية ومراعاة متطلبات كل مرحلة، فعند وضع قواعد وضوابط معينة للطفل، ومطلوب منه أن يلتزم بها فلابد من التدرج في تعليم قواعد وسلوكيات جديدة، فيجب تهيئة الطفل أولًا للسلوك الجديد ثم تعليمه للطفل ثم تحفيزه وتشجعيه على الاستمرار في هذا السلوك.

تأثير الآباء على الأبناء:

الآباء لهم دور كبير في التأثير على شخصية أبنائهم سواء بالسلب أو الإيجاب. فكثير من الأبناء يتخذون والديهم قدوة لهم ويقلدون ما يتعلموه منهما من سلوكيات ومهارات.

تربية الأبناء
تربية الأبناء

لذلك يجب على الوالدين مراعاة سلوكهم جيدًا أمام أبنائهم. وبالتالي أي سلوك يريدوا أن يعلموه لأبنائهم عليهم فعله هم أولًا.

أثر الإهمال في التربية على الأبناء:

كثير من الآباء يهتم بجمع المال لتوفير احتياجات الأبناء من مصاريف للمأكل والمسكن والملبس، ويعتقدون أنهم بذلك لا يقصرون ولا يهملون في حق أبنائهم.

تربية الأبناء
تربية الأبناء

هذا أمر خاطئ لأنه يعمل على زيادة الفجوة بين الآباء الأبناء، كما أن الإهمال في التربية ينشأ لنا جيل يعتمد كليًا على المادة ولا يهتم بالتربية؛ مما يؤدى إلى ضياع الأبناء وارتكاب الأخطاء دون توجيه من الآباء، والبحث عن الدعم الخارجي سواء كان هذا الدعم مفيد أم ضار. لذلك يجب اهتمام الآباء بغرس العقيدة والقيم الإسلامية داخل الأبناء وتعليمهم كيفية استشعار الخوف من الله.

وفى النهاية أود أن أقول يجب على الآباء تقبل أبنائهم كما هم، وعدم المقارنة بينهم وبين الآخرين فكل طفل به ما يميزه عن الآخرين، كما يجب أن تكونوا قدوة صالحة لأبنائكم وغرس العقيدة والتمسك بالدين وأصوله. وتذكروا دائمًا إن الإنفاق على الأبناء وتربيتهم عبادة واختم كلامي بحديث النبي سيدنا محمد “صل الله عليه وسلم” {كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته: فالإمام راعٍ وهو مسئول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسئول عن رعيته» [متفق عليه].

اقرأ أيضًا:كيف تنشئ طفلا مسئولا في 8 خطوات؟

كتبت: مروة حربي.