متلازمة ألبورت

متلازمة ألبورت، تلك المتلازمة التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى الطبيب أرثر ألبورت، وهو واحد من أشهر العلماء والباحثين الذين مروا على البشرية، وقضوا حياتهم لخدمتها، وفي هذا المقال سوف نتعرف على الطبيب أرثر ألبورت وما هي إنجازاته.

موطنه وبداية تعليمه:

  • هو طبيب جراحة حاز على شهادة الدكتوراة وقام بالكثير من الأبحاث، كما سميت متلازمة ألبورت نسبةً له، فما هي مساهمات هذا الطبيب؟
  • ولد الطبيب أرثر ألبورت في عام 1880م، في جنوب إفريقيا، حيث درس فيها إلى أن وصل إلى الجامعة.
  • أكمل دراسته فيما بعد في الولايات المتحدة في جامعة إدنبرة حتى حصل فيها على شهادة البكالوريوس في الطب، وتخصص في مجال الجراحة لينال فيها شهادة البكالوريوس.
أرثر ألبورت
أرثر ألبورت

عودته إلى موطنه:

  • فيما بعد عاد إلى موطنه ليمارس فيه مهنة الطب التي تعلمها، كما أنه لم يكتفِ بما ناله من تعليم ودراسة، بل بدأ الأبحاث عن الأمراض وطرق علاجها.
  • بعد عودة الطبيب أرثر ألبورت إلى بلده امتلك هناك منجماً للذهب، حيث كان يعيش منه مع مهنة الطب.

الطبيب أرثر ألبورت أثناء الحرب العالمية الأولى:

  • استمر الطبيب ألبورت في أبحاثه ودراسته، حتى أصبح خبيراً بالأمراض المدارية مثل مرض الملاريا وغيرها خلال فترة الحرب العالمية الأولى، حيث عمل في الفيلق الطبي للجيش الملكي في جنوب إفريقيا، سالونيكا، ومقدونيا.
  • في عام 1919م حصل على شهادة الدكتوراة بالطب وانتسب إلى الكلية الملكية للأطباء (MRCP).
  • في عام 1922م عمل في مشفى سان ماري في لندن كمساعد رئيس الوحدة الطبية، واستمر مدرساً فيها حتى عام 1936م.
أرثر ألبورت
أرثر ألبورت

اقرأ أيضا: الصرع .. أسبابه وعلاجه وتشخيصه .. هل يمكن توريث الصرع

انتقال الطبيب ألبورت إلى مصر:

  • في عام 1937م انتقل إلى مصر، حيث أكمل مسيرته الطبية والإصلاحية، ليلاحظ الوضع المزري في مصر، من قلة الأمانة والمسؤولية، وانتشار الفساد والمحسوبية، والأكثر من ذلك عدم الاهتمام بالمرضى الفقراء وإهمالهم.
  • لذلك كتب كتاباً صغيراً تكلم فيه عن إصلاح الأبنية وتوفير المستلزمات الطبية اللازمة للعلاج الطبي.
  • في عام 1944م ساهم في تقديم مشروع قانون عرض على الهيئة التشريعية.
  • توفي الدكتور ألبورت عام1959م في لندن، عن عمر ناهز 79عاماً قضاها في الدراسة والبحث والعلاج.

متلازمة ألبورت:

بداية مشاهدات المرض كانت في عام 1975م في مشفى سان ماري، حيث درس الأطباء حالة 16شخص من نفس العائلة عبر ثلاثة أجيال، كما درسوا خلال الخمسين العام التي تلتها حالات للمرض غير معتادة تشابهت فيها الأعراض لعدة عائلات.

متلازمة ألبورت
متلازمة ألبورت

راقب الأطباء حالات هذه العائلات لأكثر من جيل واتسمت الأعراض بمشاكل متنوعة كالتهاب الكلية، ارتفاع ضغط الدم، بيلة ​​دموية، وجود الألبومين في البول، والموت في سن مبكرة.

مساهمة الطبيب ألبورت في اكتشاف متلازمة ألبورت:

  • اهتم الطبيب أرثر ألبورت بالدراسة التي تابعها الأطباء، ففي عام 1924م راقب طفلاً في الجيل الثالث لإحدى العائلات، وشاهد تاريخ هذه العائلة ليتبين له وجود أعراض تشابهت في الثلاثة أجيال واتضح أن أطفال هذه الأجيال كان لديهم التهاب في الكلى، بيلة دموية ومرض الصمم.
  • تابع الطبيب ألبورت حالة الطفل نفسه لعدة سنوات تالية، حيث قام خلالها بالعديد من الأبحاث والدراسات للتعرف على هذا المرض، ولكن دون الوصول إلى نتيجة تذكر.
  • راجع الطبيب ألبورت الدراسات القديمة والتي لم تتطرق إلى الصمم، بل عدته عَرَض غير أساسي، بينما كان رأي الدكتور ألبورت مختلفًا حيث لاحظ لدى دراسة حالة هؤلاء الأطفال، أنَّ الصمم ليس موجودًا عند من يعاني من التهاب الكلى فقط، أو البيلة الدموية وإنما شمل أيضًا الأطفال الأصحاء بدرجة كانت أشد منها عند باقي المرضى.
  • في عام 1926م زار الطبيب أرثر ألبورت فردين من كالفورنيا لأولاد العم، كما عاين عائلة أخرى لديها ولدان يعانيان من بيلة والتهاب الكلى حيث راجع التاريخ المرضي لها.
أرثر ألبورت
أرثر ألبورت

نشر الطبيب أرثر ألبورت أول نتائج للمرض:

  • بعد توصل الطبيب ألبورت لعدد من النتائج الفريدة، قام عام1927م بنشرها في المجلة الطبية البريطانية وأطلق على المرض اسم “التهاب الكلية الوراثي الخلقي النزفي” حيث أشار إلى أن العائلات موضع الدراسة هم أكثر احتمالًا للإصابة بتلف الكلى من غيرهم، كما ذكر أن الإصابة بالصمم أمرا منتشرا في معظم الحالات، إضافة لاحتمالية تعرض الذكور للوفاة المبكرة.
  • قد تختلف أعراض المتلازمة من حالة مرضية لأخرى، نتيجة لقلة حالات الإصابة بهذا المرض، عدّه الطبيب ألبورت حالة نادرة، إذ وجدت حينها الأعراض في ست عائلات فقط.
  • انقطع تسجيل حالات مماثلة حتى عام 1951م حيث وجد 250 فردًا من 19 عائلة لديهم المرض ذاته بمختلف أنحاء العالم، ما أضاف معلومات جديدة على الدراسة التي قدمها الدكتور ألبرت، وقدّم فهمًا أكثر لهذا المرض.

اقرأ أيضا: أضرار الأملاح الزائدة في الجسم

دراسة الطبيب AJ ويليمسون:

جرت الدراسة عام 1961م حيث قدّم الطبيب ويليمسون تليخصًا للأبحاث السابقة:

  • كان الأطباء يظنون أن سبب المشاكل الكلوية تعود لسمة وراثية تتعلق بالجنس.
  • اختلف الأطباء حول طبيعة الوراثة في الصمم، ففسره البعض على أنه يعود إلى جين متنحي عائد للجنس، بينما قال آخرون أنه يعود لسمة وراثية متعلقة بالكلى.
  • كما لوحظ أن المتلازمة تختلف باختلاف العائلة، حيث تبدأ في الغالب بالبيلة الدموية والبيلة الزلالية، ليتطور لدى المصابين بها إلى التهاب الكلية الكبيبي المزمن، بالنسبة للمصابين من الذكور فقد يصل عمرهم إلى الثلاثين، رغم أن معظمهم يتوفون قبل ذلك.
  • بالنسبة للنساء فهم أقل تأثراً ويمارسون حياة طبيعية رغم وجود أعراض المرض.
  • كما نوه ويليمسون إلى وجود أكثر من شكل لهذا المرض.
متلازمة ألبورت
متلازمة ألبورت
  • غالباً ما تبدأ المشاكل السمعية من عمر ال10 وينتهي بالصمم، في حين أن النساء نادراً ما يصابون به.
  • أثبتت تقارير أخرى وجود أشخاص يعانون من مشاكل في السمع دون وجود أي مشاكل في الكلى، كما شوهدت أعراض عينية عند آخرين.
  • تحدث الطبيب ويليمسون عن صعوبة الاكتشاف المبكر للمرض قبل معرفة التاريخ المرضي للعائلة، كما نوه إلى أن المتلازمة أكثر انتشارًا مما كان متوقعًا لها من قبل.
  • وأشار الطبيب ويليمسون إلى أن أعراض هذه المتلازمة مختلفة عن التهاب الكلى الكبيبي، ما استدعى لها باسم آخر خاص بها، فاقترح تسميتها باسم الطبيب ألبورت، باعتباره أول من وصف الأعراض الأساسية لها ونبه الأبحاث حولها.
  • كما أيّد هذا الاسم أيضًا كل من AC Ferguson و CP Rance في عام 1972، فأصبح يدعى بمتلازمة ألبورت.

اقرأ أيضا: الوباء الصامت يسبب سرطان الكبد أسبابه وطرق الوقاية منه

الدراسات اللاحقة:

  • تابع الباحثون الدراسة والبحث عن المزيد من حالات متلازمة ألبورت، حتى توصلوا للجين المتأثر في متلازمة ألبورت، وتوسيع الفهم للجينات والأعراض الأساسية، وكيفية تأثر الإناث بمتلازمة ألبورت.
  • تم الاعتماد على دراسة الطبيب ألبورت واستشهد بها قرابة 235 مرة في مقالات بحثية لاحقة من عام 1987م، التي ستكون أكبر من ذلك بكثير الآن.
متلازمة ألبورت
متلازمة ألبورت
  • بعد التطور الطبي الكبير كاستخدام الأدوية وغسيل الكلى وزرعها، التي تعمل على تطويل عمر الكلى وتحسين عملها، ما قد وفر بعض الراحة، وقلل من أثر المرض على المصابين بمتلازمة ألبورت.
  • الباحثون مازالوا يبحثون في حالات مرضية أخرى من المصابين بمتلازمة ألبورت لتقصي حقائق جديدة عنها، وسعياً لإيجاد العلاج الشافي إن وفقوا لذلك.

وفقاً لما سبق فإن الطبيب أرثر ألبورت قد سعى وقضى عمره في البحث والدراسة والتعلم، كما أحب أن يجد جميع المعلومات المتعلقة بالمتلازمة وطرق علاجها، لكنه لم يوفق لذلك.

متلازمة ألبورت
متلازمة ألبورت

هذا المرض الذي اتسم بالتهاب الكلى وبولة الدم و الصمم، هذه الأعراض التي يختلف تواجدها من مريض إلى آخر، والتي عدت أمراض وراثية، فسبيل السلامة منها هو الاكتشاف المبكر، والحفاظ على سلامة الكلى، بشرب الماء الكافي وممارسة الرياضة، بعد حماية الله وصونه.

نأمل أن تكونوا قد استفدتم من هذه المقالة، وتعرفتم أكثر على متلازمة ألبورت، كما نود أن تشاركونا رأيكم في التعليقات.

اقرأ أيضا: متلازمة توريت هل هي خطيرة أم بسيطة؟

كتب: مهند خويص.