الملكة كليوباترا.. أشهر ملكات مصر في التاريخ القديم

الملكة كليوباترا هي واحدة من أشهر الشخصيات في التاريخ القديم، وهي ملكة مصر الأخيرة في الفترة من 51-30 ق.م، حققت كليوباترا شهرة واسعة بسبب جمالها وذكائها الاستراتيجي، ولعبت دورًا حاسمًا في السياسة الدولية والحروب التي دارت بين مصر وروما في ذلك الوقت وفي هذا المقال سنتناول أهم المعلومات حول كليوباترا السابعة.

نبذة تاريخية عن الملكة كليوباترا:

يعتقد أن كليوباترا السابعة كانت من أصل مصري يرجع إلى الفراعنة القدماء، وقد ولدت في عام 69 ق.م في الإسكندرية، وهي مدينة تأسست على يد الزعيم اليوناني الشهير الإسكندر الأكبر وكانت المدينة تحت السيطرة اليونانية في ذلك الوقت.

كان والدها بطليموس الثاني (أوليتيس) يحكم مصر في ذلك الوقت، الذي ينتمي إلى سلالة البطالمة المصرية التي حكمت مصر لأكثر من 300 عام، كانت عائلة بطليموس تحكم مصر بالتعاون مع الإمبراطورية الرومانية، وكانت كليوباترا السابعة تتحدث العديد من اللغات بما في ذلك اليونانية واللاتينية والمصرية القديمة.

متى تولت كليوباترا حكم مصر؟

بعد وفاة والدها عام 51 ق.م، تولت كليوباترا السابعة الحكم مع شقيقها الأصغر بطليموس الثالث، ولكنهما لم يتفقا وحدثت بينهما حروب أدت إلى هزيمة بطليموس الثالث وتولي كليوباترا الحكم بمفردها.

إنجازات كليوباترا السابعة في مصر:

تميزت كليوباترا السابعة بإنجازات عديدة خلال فترة حكمها، ومن أبرز هذه الإنجازات:

1-دعم الفنون والأدب:

كانت كليوباترا محبة للفنون والأدب، وقد دعمت الفنانين والكتاب خلال حكمها، وأسست مكتبة الإسكندرية التي كانت واحدة من أكبر المكتبات في العالم القديم.

2-الحرص على التعليم:

كانت كليوباترا تحرص على التعليم وتدعمه، وقد أسست مدارس وجامعات في مصر.

3-الدعم الاقتصادي:

قامت كليوباترا بتنمية الاقتصاد في مصر بإنشاء مشاريع زراعية وتجارية، وتحسين البنية التحتية للبلاد.

4-الحفاظ على الثقافة المصرية:

قامت كليوباترا بالحفاظ على التراث والثقافة المصرية القديمة، وقد ساهمت في إنقاذ العديد من المعابد والمنحوتات القديمة.

5-السياسة الخارجية:

قامت كليوباترا بتوسيع نفوذ مصر على المستوى الدولي، وقد قادت الحملة العسكرية ضد الرومان والتي انتهت بالهزيمة.

6-الدعم الإداري:

قامت كليوباترا بتحسين الإدارة في مصر وتعيين الأشخاص المناسبين في المناصب الحكومية، وقد قامت بتطوير النظام القضائي في البلاد.

تأثير كليوباترا على الثقافة:

تركت كليوباترا أثرًا كبيرًا في الثقافة المصرية والعالمية، وظهرت كشخصية رائدة في الأدب والفن، كما أنها كانت مصدر إلهام للكثير من الفنانين والكتاب والشعراء.

الملكة كليوباترا مع يوليوس قيصر:

علاقة الملكة كليوباترا السابعة مع يوليوس قيصر كانت علاقة عاطفية وسياسية مهمة في تاريخ الإمبراطورية الرومانية ومصر، حيث تعود بداية العلاقة بينهما إلى عام 48 ق.م، عندما التقيا في مصر وقد قام قيصر بزيارة مصر للقاء كليوباترا والتحالف معها ضد الإمبراطورية الرومانية المتنازع عليها.

تطورت العلاقة بينهما إلى علاقة عاطفية، وقد أنجبت كليوباترا من قيصر ابن يدعى (قيصرون) وكانت هذه العلاقة مهمة لكليوباترا في الحفاظ على سلطتها في مصر، ولقيصر في توسيع نفوذه في المنطقة، ومع ذلك، فإن العلاقة بينهما انتهت في عام 44 ق.م عندما تم اغتيال قيصر، وبعد وفاته تحالفت كليوباترا مع مارك أنطونيوس، الذي كان قائدًا عسكريًا في الجيش الروماني، والذي أصبح شريكًا لها في الحكم على مصر.

اقرأ أيضًا: الذكرى الـ 110 لاكتشاف تمثال نفرتيتي.. إليك تفاصيل هذا الحدث

كليوباترا السابعة مع ماركوس أنطونيوس:

علاقة كليوباترا مع ماركوس أنطونيوس كانت علاقة سياسية وعاطفية أيضًا، وقد تطورت هذه العلاقة بعد وفاة يوليوس قيصر، حيث قامت كليوباترا بتحالفها مع مارك أنطونيوس لحماية مصر من الإمبراطورية الرومانية.

وبدأت العلاقة بينهما في عام 41 ق.م، وقد كانت كليوباترا في ذلك الوقت تحتفظ بسيطرتها على مصر، وتطورت العلاقة بينهما لتصبح علاقة عاطفية، وقد أنجبت كليوباترا من مارك أنطونيوس ثلاثة أطفال.

ولكن تدهورت العلاقة بينهما بسبب الصراعات السياسية والعسكرية في المنطقة، وانتهت العلاقة بعد هزيمة مارك أنطونيوس في معركة أكتيوم في عام 31 ق.م وبعد هذه الهزيمة انتحرت كليوباترا وماتت، وانتحر مارك أنطونيوس أيضًا.

مصرع الملكة كليوباترا:

توفيت الملكة كليوباترا السابعة في عام 30 ق.م، وذلك بعد هزيمة مارك أنطونيوس في معركة أكتيوم وانتهاء علاقتها العاطفية والسياسية معه.

وبعد هزيمة مارك أنطونيوس، تم القبض على كليوباترا وتم إجبارها على الانتحار بسبب الخوف من أن يتم إعدامها أو تكون عرضة للإهانة العامة، وقد انتحرت كليوباترا بسم الأفعى، ويعتقد أنها قد حقنت السم في ذراعها أو أدخلته في فمها، وحاولت كليوباترا قبل وفاتها التفاوض مع أغسطس، ولكنها فشلت في إقناعه بتركها تعيش.

اقرأ أيضًا: تعرف على الملك الصبي توت عنخ آمون في الذكرى الـ 100 لاكتشاف مقبرته

أين دفنت الملكة كليوباترا السابعة؟

لم يتم العثور على موقع دفن الملكة كليوباترا حتى الآن، ولا يزال هذا الأمر يثير الجدل والتساؤلات حتى اليوم.

ويعتقد البعض أنها دفنت في مقبرة ملوك مصر في الأقصر، ولكن لم يتم العثور على أي دليل حتى الآن يؤكد هذا الأمر. وهناك بعض النظريات التي تشير إلى أنها دفنت في مكان آخر خارج مصر، مثل اليونان أو إيطاليا.

وقد تم العثور على بعض الآثار والمقتنيات التي تعود لكليوباترا، والتي تشير إلى أنها كانت موجودة في مصر وربما كانت لها بعض المقابر في هذا البلد، ولكن حتى الآن لم يتم العثور على موقع دفنها بشكل رسمي.

نستطيع القول بأن الملكة كليوباترا كانت شخصية تاريخية مهمة، وبفضل جمالها وذكائها وسياستها الحكيمة، تركت بصمة قوية في تاريخ مصر والعالم.

كتبت: نورهان أحمد.

شاهد أيضًا: