آدم وحواء.. الحياة

آدم وحواء

آدم وحواء

حين خلق الله آدم عليه السلام أراد أن يخلق له معينًا نظيرًا يؤنس وحدته فلم يخلق له مثيلًا ليكون له صديق أو رفيق كفاح أو مؤنس لوحدته، ولكن أراد أن يخلق إنسانًا آخر يكمل نقصه ويعوضه ما يفقد، أراد الله أن يخلق قلبًا يحتويه ويكمل نقصه لا أن يكون تكرارًا لنقصه أو ضعفه، فخلق له حواء لتكون أنيسًا وجليسًا ومعينًا وسندًا، أخذها ضلعًا من أضلعه لتكون اكتمالًا لنقصه ولتشعر بدورها وأهميتها في الحياة فهي لم تخلق عبثًا أو لتكون لها شبيهًا بل هي متفردة لها دور مهم في الحياة وبدونها لن تكتمل دائرة الحياة فآدم وحواء يمثلان آلة متقنة الصنع من الخالق ذاته -سبحانه وتعالى- تروسهم دقيقة الخلق وامتزاجهم معًا يكمل العمل الإلهي ويظهره في أبهى صورة وهذه التروس لتعمل بنجاح لابد من أن تتناغم وتتداخل معًا في تناسق عجيب من عمل الخالق -عز وجل-.

آدم وحواء

نعم الرجل يختلف عن المرأة وهذا عن قصد إلهي وليس من محض الصدفة، -حاشا لله- أن يصنع شيئًا دون قصد وإدراك ومشيئة وحكمة.

فخلق الرجل عقله يسبق قلبه وإدراكه يسبق مشاعره على عكس الأنثى فهي كتلة من المشاعر قلبًا يمتلك عقلًا كاملًا مدركًا متفهمًا مقدرًا، الله أكملهما معًا ليكونا الحكمة والحب ليتشاركا الطريق والهدف والحياة.

اقرأ أيضًا: القمر وجانبه المظلم

فلا يمكن لآدم أن يسير الطريق بمفرده دون حواء أو يكتفي بآدم آخر لن يكمل نقصه بل يزيده.. وهكذا حواء لن تكتمل بحواء أخرى بل تحتاج لحبيب وصديق وشريك؛ لآدم يمسك معها الدفة ليقودا معًا سفينة الحياة يدًا بيد.

آدم وحواء.. الحياة

نعم يحتاج آدم لأخذ وقته للتفكير وحل مشاكله، نعم يحتاج آدم لوقت مستقطع يشعر فيه بالحرية ولكن بعد أخذ وقته يحتاج ليعود لحضن حواء وللحديث معها ومشاركتها الرأي ومشاركتها نجاحاته وسقطاته يحتاج لدعمها، وهي تحتاج لمؤازرته ومشاركته حملها، تحتاج لأمانه الذي لم و لن يمنحه أحد سواه “فلو قلنا أن حواء الحنان فآدم الأمان”.

تحتاج صداقته فهي تأخذ ثقتها بنفسها من ثقته تشعر بأنوثتها من رجولته، ضعفها في قوته فلا بد من أن يتشاركا الحديث ويتبادلا النجاحات والسقطات والأفكار والأخطاء والأحلام والأهداف، لا بد أن يخططا للمستقبل معًا، فهو إنسان له عقل يصيب ويخطئ وهي قلب يحتوي ويحب ويساند ويدعم ويدرك ويتفهم ولذا خلقهما الله اثنين؛ رجل و امرأة، فلا يمكن لأحدهما أن يكتفي بنفسه عن الآخر.

فالرجل يمتلك الثبات والقوة والمرأة كيانًا جبارًا تمرر كل الأمور على قلبها ليرضى عنها ضميرها، ضميرًا يحمل الأسرة كلها ويحتملها ويحبها.

آدم وحواء

عزيزي الرجل الله يحبك جدًا ولذا خلق لك إنسانًا آخر قريبا من قلبك مأخوذًا من ضلوعك ليشبهك ويعولك ويحنو عليك فلا تقس عليها وتتجبر بل اقترب منها، اخرج من كهفك ودائرة اهتماماتك المحكمة الغلق وعزلتك، فتجد الصديقة والشريكة والقريبة والحبيبة، فأنت دون قلب حواء خاسر لا محالة.

عزيزي لا تكتف بعقلك فلست أكثر حكمة من الخالق المبدع الذي أبدع خلقك ويعلم ضعفك واحتياجك لشريكة الدرب الطويل لذا لا تتعجلا في الاختيار، ولا تختار بعقلك فقط ولا تختاري بقلبك فقط.

فتصبحا جسدًا سقيمًا يحمل عقلًا مختلًا وقلبًا عليلًا لا يعطي للمجتمع سوى جسم مريض معرض للهلاك، أحسنا الاختيار كونا صرحاء القول وفكرا دائمًا ماذا بعد أن يذوب الانبهار؟ وللحديث بقية..

اقرأ أيضًا: فتاة الحافلة (عشق صامت نهايته خنجر)

كتب: رفيق عادل ثابت.