حوار الطرشان

حوار الطرشان

حوار الطرشان

كثيرًا ما تتردد مقولة (حوار الطرشان) في مناسبات شتى وتمر المقولة مرور الكرام دون أن يدرك أحدنا فقدانه لآداب الحوار، والحوار وسيلة فعالة وأساسية للتواصل بين بني آدم بل إن الجريمة الأولى على ظهر البسيطة سبقها حوار بين طرفيها قبل التنفيذ كما أشار القرآن الكريم: “واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين” [المائدة : ٢٧] في هذا الموقف العصيب جريمة قتل عمدًا يبرز القرآن الكريم تلك اللقطة الحوارية لعلنا ندرك أهمية الحوار أو نستكشف نفسية المتحاورين.

حوار الطرشان:

ولنتمعن قليلًا في هذه المقولة علنا نظفر بفائدة منها أو أكثر، فالمتأمل فيها يدرك للوهلة الأولى أن الطرشان يفتقدون لأبرز أدوات الحوار ألا وهي أداة السمع ودقة الاستماع ومن ثم فإن الحوار بين الطرشان لا جدوى منه حيث لا يكاد المتحاور لا يسمع إلا نفسه إن جاز التعبير، هنا تكمن الأزمة فلا فائدة ترجى ولا قول يسمع.

حوار الطرشان

الصمت القاتل:

صورة أخرى لحوار الطرشان تكاد تهيمن على بعض الأفراد حين يعجز عن فهم مجتمعه فهو ينسحب من التحاور مع الآخرين ويلزم الصمت فلا يبدي رأيًا ولا يقدم مشورة، فما الذي دفعه إلى ذلك؟

إن افتقاد أفراد مجتمع ما لآداب الحوار له عواقب وخيمة -وإن بدت الأمور طيبة في ظاهرها- فالبيوت تعاني من الصمت القاتل الذي يخيم عليها، الزوج لا يسمع إلا صوته والزوجة كذلك والأبناء في واد ولو دار حوار بين أطراف الأسرة لرأيت عجبًا أصوات جلبة يختلط فيها الحابل بالنابل، وفي العمل لا يختلف الأمر كثيرًا فالكل يثرثر ولا أحد يسمع، أما في الشوارع فحدث ولا حرج فالحوار بين السائرين في الطرقات أشبه بطنين الذباب، وعلى شاشات التلفاز الأمر لا يختلف كثيرًا، ولا يكاد صوت الحوار يهدأ قليلًا إلا على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي -إذا خلا من السباب والقذف الاتهام بالخيانة والفحش من القول- حيث يبدو البعض في ثوب العاقل الرزين كنوع من الوجاهة الاجتماعية.

اقرأ أيضًا: المقنعون.. إليك 5 نصائح للتعامل معهم

وما الحل في تلك المعاناة؟

آداب الحوار؛ يلزمنا أولًا حسن الاستماع ثم التفكر والتدبر فيما نسمع ثم التهيؤ لحسن الرد ولا ننسى مراعاة عدة أمور من أهمها:

  • مع من نتحاور؟
  • لماذا نتحاور؟
  • ماذا يترتب على هذا الحوار؟

آداب الحوار

ولا بد أن ندرك أن الانتصار لأحد المتحاورين ليس هدفًا أساسيًا بقدر إيصال الفكرة ورسوخها في ذهن المتحاورين فإن بعض الانتصارات قد تكون مدخلًا للهزائم.

وقبل كل ما سبق لا بد أن يهمس كل منا في نفسه (ما أنت إلا بشر) قد تصيب وقد تخطئ فلا يدفعنك اعتدادك بذاتك إلى التقليل من شأن الآخرين عسى أن نكون ممن يجادل بالتي هي أحسن ولا يقول للناس إلا حسنًا ورحم الله امرأ تكلم فأرشد غيره للصواب أو صمت فغنم احترام الذات وتقدير الآخر.

اقرأ أيضًا: فن الحوار العائلي واثره في تربية الأبناء 2022

كتب هشام أحمد.