يواجه كوكب الأرض تحديات كبيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، فقد تم تسجيل أعلى معدل لدرجة حرارة الأرض منذ ١٠٠ عام، وتشير التقارير العلمية إلى أن هذا الارتفاع يرجع بشكل رئيسي إلى النشاط البشري وانبعاثات الغازات الدفيئة.
تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة على الحياة البرية والبشرية:
تعد ظاهرة الاحتباس الحراري من أكبر التحديات التي تواجه البشرية اليوم، فهي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض وتغيير المناخ، مما يؤثر على الحياة البرية والبشرية بشكل كبير.
تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة
تتعدد التأثيرات المترتبة على ارتفاع درجة حرارة الأرض كثيرة، وتشمل زيادة الفيضانات والجفاف والأعاصير وارتفاع منسوب المياه الجوفية وتلوث الهواء وتغيرات في النباتات والحيوانات والأنظمة الإيكولوجية، كما تؤثر على الصحة العامة.
ولكي تستطيع الحيوانات الاستمرار في الحياة تلجأ لبعض الحيل وطرق التكيف مع مختلف الظروف المحيطة بها، ومن بين هذه الظروف درجات الحرارة العالية التي تتعرض لها بعض الحيوانات في بيئاتها الطبيعية.
اقرأ أيضًا: اول حيوان صعد الفضاء الخارجي واثر ذلك في دراسة الفضاء 2022
آليات تكيف الحيوانات مع درجات الحرارة العالية:
تتميز بعض الحيوانات بقدرة فائقة على التأقلم مع درجات الحرارة العالية، وذلك بفضل آليات تكيف متطورة تمكنها من البقاء على قيد الحياة في هذه الظروف القاسية، منها التكيف الجيني والتصرفات البيولوجية والفسيولوجية، فعلى سبيل المثال، تتميز الإبل بقدرة كبيرة على تحمل درجات الحرارة العالية، وذلك بفضل تكيفها الجيني الذي يتيح لها الحفاظ على مستويات مياه الجسم والأملاح الحيوية في ظروف الجفاف والحرارة الشديدة، كما تتميز السحالي بتكيفها الفسيولوجي الفريد الذي يسمح لها بتخزين الحرارة في جسمها وتبريدها في فترات النهار الباردة، وذلك بفضل هيكل جسمها وزواياها المائلة التي تتيح لها الاستفادة من أشعة الشمس بكفاءة.
تكيف الإبل مع ارتفاع درجات الحرارة
كما يعد الحمام الصحراوي من الحيوانات الصحراوية التي تستطيع العيش في بيئات شديدة الجفاف والحرارة العالية، ويتكيف مع هذه الظروف بفضل الحفاظ على مستويات الماء في جسمه.
وأيضًا يتميز الفهد الصحراوي بفرو كثيف يحميه من حرارة الشمس، ويستطيع العيش في درجات حرارة تتجاوز الـ 50 درجة مئوية.
تكيف الفهد الصحراوي مع ارتفاع درجات الحرارة
كما تتمتع العديد من أنواع الثعابين بقدرة على تحمل درجات الحرارة العالية، وذلك بفضل القدرة على التكيف مع الظروف الحارة وتخزين الحرارة في جسمها.
ويستطيع النمل العيش في بيئات حارة وجافة، وتتميز بعض أنواعه بقدرة على تبريد النفس والجسم عن طريق الرقص والتحرك المتفاوت.
اقرأ أيضًا: إليك 5 قدرات ميز الله بها طائر البطريق
بالإضافة إلى ذلك، تعتمد الحيوانات على التصرفات البيولوجية في تكيفها مع درجات الحرارة العالية، مثل البحث عن الظل والماء والرطوبة في الأماكن الرطبة والمظلمة، كما تقوم بتغير لونها لتقليل امتصاص الحرارة أو زيادة التهوية الطبيعية في جسمها.
وفي النهاية، تتعلم الحيوانات طوال حياتها كيفية التكيف مع درجات الحرارة العالية والمتغيرة، وتتطور قدراتها في هذا الصدد مع تطور عوامل البيئة المحيطة بها، وبفضل هذه الآليات المتطورة، يمكن للحيوانات البقاء على قيد الحياة في ظروف الحرارة الشديدة، والاستفادة من فوائد هذه البيئة الصعبة في نموها وتطورها.
كتب: محمد بلال.