الأمثال الشعبية نوع من الإرث التراثي الذي ينقله الآباء للأبناء جيلًا بعد جيل، وعادةً ما يتم نقله بالسماع، لأن الأمثال الشعبية لا يتم تدريسها في المدارس أو الجامعات، بل تنتقل عبر الأشخاص في العائلة خاصة كبار السن لأنهم أكثر دراية ومعرفة بها.

الأمثال الشعبية هل هي حكايات أم كلمات؟

لا نستطيع أن نؤكد أن لكل مثل حكاية مرتبطة به، ولكن هناك الكثير من الأمثال التي رويت بسبب موقف معين ارتبطت به وسنعرض الآن عزيزي القارئ بعضًا منها.

1- اللي ما يعرفش يقول عدس:

قصة هذا المثل تحكي عن لص قام بسرقة بعض النقود من محل بقالة وجرى بسرعة ولحق به صاحب المحل، ولكن اللص اصطدم بشوال عدس وهو يجري فوقع الشوال وتناثر العدس على الأرض، فاعتقد الناس أن اللص رجل فقير سرق بعض العدس ليأكله، وبدأوا في لوم صاحب المحل وتعنيفه، ولكنه رد عليهم وقال: “اللي ما يعرفش يقول عدس”.

الأمثال الشعبية (اللي ما يعرفش يقول عدس)

الأمثال الشعبية (اللي ما يعرفش يقول عدس)

2- إحنا دفنينه سوا، وتحت القبة شيخ:

لهذين المثلين قصة واحدة، وهي أنه كان هناك صديقان تاجران يبيعان بضاعتهم في السوق على حمار وفي يوم من الأيام مات الحمار، فاعتقد الرجلان أن تجارتهم ستتوقف ففكرا في دفن الحمار في مكان ما وبناء قبة ومقام فوق القبر، وقالا إن هذا مقام أحد الشيوخ والأئمة فبدأ الناس في تقديم النذور والقرابين والتبرعات للمقام، معتقدين أن تحت القبة شيخ، وفي يوم أخذ أحدهما قربانا كان مقدمًا للمقام دون أن يتقاسمه مع صاحبه فقال له الثاني: “سأدعو عليك عند مقام الشيخ ليصيبك بسوء” فضحك الأول وقال له: “شيخ إيه إحنا دفنينه سوا”.

إحنا دفنينه سوا

إحنا دفنينه سوا

اقرأ أيضًا: كورونا يا كورونا…أمثال شعبية قديمة عن الأمراض

3- اللي اختشوا ماتوا:

قصة هذا المثل أنه قديمًا كانت توجد حمامات للنساء تقوم فيها النساء بالاستحمام وعمل بعض الأشياء التجميلية المناسبة لهذا العصر، وفي أحد الأيام اشتعلت النيران بإحدى الحمامات والنساء بداخله فخرجت بعض النساء يجرين وهن عاريات للنجاة من النيران، بينما بقية النساء اللاتي استحت من الخروج عارية ظلت بالحمام وماتت وهنا قيل المثل “اللي اختشوا ماتوا”.

اللي اختشوا ماتوا

اللي اختشوا ماتوا

4- دخول الحمام مش زي خروجه:

قصة هذا المثل أنه كان هناك رجل تركي يملك حمامًا وكان هذا الحمام لا يدخله الناس كثيرًا، فكتب الرجل على باب الحمام الدخول مجانًا، فبدأ الناس في الدخول وامتلأ الحمام بالزبائن، ولكن عند خروجهم طلب منهم صاحب الحمام أن يدفعوا مالًا مقابل خدمته لهم فقالوا: “ألم تكتب على الباب الدخول مجانًا؟” فقال لهم: “دخول الحمام مش زي خروجه”.

دخول الحمام مش زي خروجه

دخول الحمام مش زي خروجه

من كل ما سبق يتضح لك عزيزي القارئ أن الأمثال الشعبية ليست عبثًا أو مجرد كلمات مقفاة موزونة، بل هي مواقف بها العديد من الطرائف واللطائف والحفاظ عليها وتناقلها أو توارثها عبر الأجيال، اعتقد أنه واجب ثقافي واجتماعي.

اقرأ أيضًا: الأمثلة العامية والشعوب

كتبت: سحر علي.