“كل واحد مننا له ماضي له ذكرى” كلمات معبرة من أغنية محمد فؤاد، ترصد واقع حقيقي، هو وجود رصيد من الذكريات والمشاعر الجميلة داخل قلوبنا، توجه أحلامنا للعودة للماضي والحنين لأحباء فقدناهم وواقع تغير، ولذلك تدور الكثير من الأغنيات التي تأثر قلوبنا حول فكرة الحنين للماضي، ولكن كما قال الرائع محمد عبد المطلب: “عمر اللي راح ما هيرجع تاني، كان حلم وراح انساه وارتاح”.
الحنين للماضي النوستالجيا هو شعور يمكن لأي شخص أن يشعر به، ويتمثل في الشعور بالحنين والاشتياق إلى الأيام الماضية والتجارب التي مر بها في الماضي، وعلى الرغم من أن الحنين للماضي قد يكون شعورًا طبيعيًا، إلا أنه يمكن أن يتحول إلى حالة مرضية إذا تسبب في الشعور بالقلق والألم النفسي والعزلة الاجتماعية.
عندما نشعر بالحنين للماضي، فإننا غالبًا ما نسترجع ذكريات وتجارب الأيام الجميلة التي مررنا بها، ونشعر بالشوق إلى تلك الأوقات الجميلة والأشخاص الذين كنا نحبهم ونشتاق لهم. وفي بعض الأحيان، يمكن أن يكون الحنين للماضي مصدر إلهام لنا، حيث يمكن أن يساعدنا على تذكر الأشياء الجيدة التي حدثت في حياتنا والعمل على تحقيق أهدافنا في المستقبل.
ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن الحياة تتغير باستمرار وأن الأيام الجميلة التي مرت بنا لن تعود، ويجب علينا أن نتأقلم مع التغييرات ونعيش الحاضر بكل ما لدينا، وإن كنت لا أستطيع إنكار جمال الماضي بتفاصيله من أغاني وأشخاص وحياة كاملة، ولكن للحياة قوانينها الصارمة القاسية أحيانًا ولا نستطيع سوى التعايش بقواعدها وتغييرها، وكما قال المبدع الراحل صلاح جاهين:
أحسن ما فيها العشق والمعشقة
وشويتين الضحك والتريقة
شفت الحياة، لفيت، لقيت الألذ
تغييرها، وده يعني التعب والشقا
عجبي!!
النوستالجيا هي شعور طبيعي ومن الضروري الاحتفاظ بالذكريات الجميلة التي مرت بنا في الحياة، ولكن يجب أن نتذكر أن الحياة تستمر وأن علينا الاستمتاع بالحاضر والعمل على صنع ذكريات جديدة وجميلة.
وهناك العديد من الطرق التي يمكن استخدامها للتعامل مع الحنين للماضي، مثل التركيز على الحاضر والاستمتاع باللحظة الحالية، وممارسة التأمل والشعور بالحاضر.
أيضًا إعادة تصوير الذكريات الجميلة من الماضي عن طريق إضافة بعض التفاصيل الجديدة أو تغيير بعض الجوانب في الذكرى، مما يساعد على تخفيف الشوق إلى الماضي.
اقرأ أيضًا: أدوار نتبادلها جميعا
كما يمكن البحث عن هواية جديدة أو نشاط يمكن الاستمتاع به للمساعدة في تحويل الانتباه إلى الأمور الحالية والجديدة.
الحديث مع شخص مقرب أو صديق للتحدث عن المشاعر والأفكار المتعلقة بالحنين للماضي، يساعد على تخفيف الشعور بالوحدة والعزلة.
الخروج والتنزه في الهواء الطلق والاستمتاع بالطبيعة والمناظر الخلابة، يساعد على المساعدة في تحويل الانتباه إلى الأمور الحالية.
باختصار، يمكن التعامل مع الحنين للماضي عن طريق التركيز على الحاضر والبحث عن الأنشطة الجديدة والتحدث مع الآخرين، و”بلاش نتكلم في الماضي” زي ما قالنا عمرو دياب ونسعى لصنع ذكريات جديدة.
اقرأ أيضًا: لحظة حنين
كتب: محمد بلال.
