تعتبر الأمثال الشعبية إرثًا ثقافيًا لأبناء اللغة الناطقة بلغة المثل المحكية، تتعدد الأمثال ومعانيها وأصلها والمناسبة التي قيل فيها والمقصد منه، وبعض الأمثال لها حكاية نشأة، كالتي سنتعرف على قصصها في مقالنا هذا.
الأمثال الشعبية إرث ثقافي:
1-اختلط الحابل بالنابل:
يحكى أن راعي أغنام يقوم بتصنيف أغنامه إلى قسمين، قسم يوجد به حليب وقسم آخر دون حليب ليبيع هذه الأغنام، وفي مرة من المرات اختلطت الأغنام بعضها البعض، حينها قال الراعي: “اختلط الحابل بالنابل”.
وتعني كلمة الحابل، الشخص الذي يقوم برمي الرماح بالحرب، والنابل هو شخص يقوم بتسديد السهام بالحرب.
في هذه الأيام يقال عندما لا يستطيع الشخص التفريق بين الجيد والسيء.
2-عصفور باليد أحسن من عشرة على الشجرة:
يحكى أن صيادًا كان بيده عصفور، ورأى عددًا من العصافير على غصن شجرة، فآلت إليه نفسه الطماعة بالحصول على العصافير التي كانت على الشجرة، فرمى العصفور من يده وذهب لصعود الشجرة، فطارت العصافير مسرعة هاربةً منه، ولم يمسك بأي واحد منهم، ثم عاد الصياد حزينًا إلى عصفوره الأول وقال المثل الشهير: “عصفور باليد أحسن من عشرة على الشجرة”.
ويعبر هذا المثل في هذه الأيام عن الشخص ذي الطبع الطماع بما يمتلكه الغير؛ مما يؤدي لخسارة ما بين يديه.
اقرأ أيضًا: الأمثال الشعبية.. قصص وحكايات أم مجرد كلمات؟
3-رجعت حليمة لعادتها القديمة:
يحكى أن صاحب الكرم والجود حاتم الطائي، كان لديه زوجة تدعى حليمة وكانت جوادة في البخل على عكس زوجها، فأراد زوجها أن يغير من طبعها المكروه ويعلمها الكرم لتصبح مثله، فقال لها: “أن من وضع زيادة من السمن في الطبخ يطيل الله عمره، وبعدد هذه الملاعق يطال بالعمر” أعجبت حليمة بهذا الكلام وأخذت تضيف عدة ملاعق لكل طبخة تقوم بطهيها حتى اعتادت الكرم كزوجها.
وفي يوم من الأيام توفي ولدها الوحيد، فأخذت تقلل من ملاعق السمن شيئًا فشيء راجيةً أن يقصر الله في عمرها وتلحق بابنها الذي كانت تحبه حبًا جمًا، حينها قال الزائرون لزوجها حاتم الطائي: “رجعت حليمة لعادتها القديمة”.
ويقال هذا المثل لمن ترك شيئا قديما كان يفعله، وعاد له مجددًا.
4-قمحة ولا شعيرة:
يحكى أن قدماء المصريين كانوا يستخدمون القمح والشعير لمعرفة جنس الجنين للمرأة الحامل، فيقومون بوضع حبة قمح في وعاء، وحبة شعير في وعاء آخر، ثم يأخذون عينة من بول المرأة ويضعونها فوق حبات القمح والشعير فإذا نبت القمح أولًا كان المولود بنتا وإذا نبت الشعير أولًا كان المولود صبيًا.
في أيامنا هذه يقال هذا المثل للسؤال عن حدثٍ ما، فإذا كان الجواب قمحة فهذا يعني النجاح وإتمام الأمور وحدوث الأمر كما يريد صاحب الأمر، وجواب شعيرة يدل على عدم تمام الأمور وحدوث عكس ما يريد الشخص.
ولا يمكننا أن ننكر مدى عفويتنا باستخدامها في كل موقف من مواقف حياتنا لنجد أنفسنا باللاشعور نقول: “على قول المثل” أو باللهجة المصرية زي ما قال المثل، فنحن شعب نتشابه ببعض الأمثال الشعبية وبكثير من الأصالة والعراقة.
ولاشك أن الشعوب العربية جميعها لديها من الأمثال الشعبية ما يحكي قصصًا وعبرًا تعطي لكل موقف نكهته الخاصة.
اقرأ أيضًا: الأمثلة العامية والشعوب
كتبت: هبه حماده.