شهدت هذه الأيام ظهور نتيجة الثانوية العامة ويسعدنا جميعًا أن نتقدم بخالص التهنئة لأبنائنا الناجحين، ونتقدم أيضًا بخالص الأسف لمن لم يوفقوا هذا العام آملين من الله -عز وجل- أن يوفقهم في العام القادم لتحقيق النجاح والتفوق، وفي هذا المقال سوف نوضح هل كليات حقيقة أم مجرد مسمى؟

الثانوية العامة عنق الزجاجة أم اشلاؤها:

تظل الثانوية العامة كابوسًا مرعبًا ومزعجًا لكل الأسر المصرية لا يخلو منها بيت ولا يهنأ لهم بال، فهي كما يقولون عليها عنق الزجاجة وأنت عزيزي الطالب المسكين أمام قدرين لا ثالث لهما، إما أن تنطلق خارجًا من هذا العنق الضيق الخانق إلى براح العالم في الجامعة المنشودة، أو تظل محبوسًا في هذا العنق لا يمكنك حتى تنشق بعض الهواء لتستعيد بعض أنفاسك المكتومة، والسؤال هنا لم كل هذا؟ لم هذا الرعب والخوف؟ وهنا تأتي إجابة السؤال خوفًا من عدم اللحاق بإحدى كليات القمة.

الثانوية العامة

الثانوية العامة

كليات القمة:

ما هي؟ ومتى اعتلت بعض الكليات دون غيرها هذه القمة المزعومة، ومن هو المسئول عن إعطائها هذه المكانة والقمة؟ تعال عزيري القارئ نجب عن هذه الأسئلة تباعًا.

اقرأ أيضًا: إسأل مجرب.. 9 نصائح ذهبية لطلاب الثانوية

ما هي كليات القمة؟

كليات القمة هو مصطلح حديث نوعًا ما تم تداوله في مصر، ليعبر عن الكليات ذات المكانة العلمية والإكاديمية الكبيرة، وتعطي للملتحق بها مكانة اجتماعية ولقبًا مشرفًا بين أفراد عائلته، وأهم هذه الكليات:

كليات القمة

كليات القمة

1-في المجال العلمي علوم: كلية الطب البشري، وطب الأسنان، والصيدلة، والعلاج الطبيعي.

2-في المجال العلمي رياضة: كلية الهندسة بتخصصاتها المختلفة، وكلية البترول والتعدين، وعلوم الحاسب الآلي والتكنولوجيا.

3-في المجال الأدبي: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكلية الإعلام، وكلية الألسن.

متي اعتلت هذه الكليات القمة، ومن أعطاها هذه القمة؟

هذان السؤلان إجابتهما مرتبطة ببعضها، لا أحد يعرف متى ظهر هذا المصطلح ولا من أوجده واخترعه، ولكنه للأسف أصبح كالأعراف والتقاليد المتفق عليها، ولكني أرى وبكل صدق أنه مصطلح عنصري طبقي بغيض يضر أكثر مما ينفع ويزيد من مشاعر الحقد والكره بين النفوس، ولا يفيد المجتمع ولا القائمين عليه بشيء.

لأنه إذا اعتبرنا الكليات السابقة قمة كما يقال، فهذا يعني أن كليات مثل: التجارة، والعلوم، والزراعة، والآداب، والحقوق، وغيرها.

كليات القمة

كليات القمة

كليات قاع وهذا يقلل من قيمة هذه الكليات ومن قيمة الملتحقين بها، مما يجعل هناك إحساس بالدونية لديهم وهذا يؤثر سلبًا في نفوسهم وإنتاجيتهم المجتمعية، قديمًا كانت العائلات المصرية إذا تقدم عريس لخطبة إحدى فتيات الأسرة كانوا يفضلون العريس الموظف بالحكومة؛ لضمان الدخل الثابت كل شهر وضمان استمرار المنزل الإنفاق عليه، فكان الموظف في هذا الوقت يمكن أن يكون حاصلًا على الشهادة الابتدائية أو الإعدادية، أو البكالوريا المعادلة للثانوية العامة الآن.

ولكن الآن مع التطور وكثرة العاملين والمتعلمين، أصبح التوظيف الحكومي قاصرًا على حاملي المؤهلات العليا وخريجي الجامعات، وهذا جعل الإقبال على التعليم الجامعي كثيرًا وكبيرًا، وأتاح الفرصة أيضًا للتمييز بين الكليات التي تعتقد بعض العائلات أن لها مكانة خاصة ومرموقة دون غيرها.

اقرأ أيضًا: 6 نصائح لزيادة التركيز أثناء المذاكرة

في النهاية عزيزي القارئ وبعد كل ما سبق لابد من الاعتراف بأننا مجتمع ما زال في داخلنا بعض جينات الطبقية والعنصرية، التي كانت قديمًا بين بنت الباشا وابن الجنايني ولكننا الآن نمارسها بشكل مختلف، العلم للعلم والمنفعة وخدمة المحتاجين أيا كان طبيعة ما تتعلمه وتخدم به، فالمجتمع لا يمكنه الاستغناء عن الطبيب وعن عامل النظافة في نفس الوقت، نسأل الله القبول والتوفيق لما يحب ويرضى.

كتبت: سحر علي.