لا أحد منا لم يتعرض لشائعة في حياته حتى وإن لم تكن شخصية خاصة به بل كانت عن طريق السمع لشائعة تخص غيره، والشائعة ليست شخصية فقط بل هي مجتمعية على مستوى المجتمع بأكمله، ويمكن أن تتعدى المجتمعات لتصل إلى العالمية وتكون على مستوى الدول في العالم أجمع.
وفي هذا المقال سنتعرض للشائعات أسبابها، وخطورتها، وكل ما يتعلق بها.
ما هي الشائعة؟
الشائعة عبارة عن خبر معين أو مجموعة من الأخبار المتداولة، وهي عادة ما تكون غير صحيحة وزائفة أو ربما تحتوي على ظاهر أو قشرة من الحقيقة مغلفة بغلاف كاذب غير حقيقي.
عادة ما تكون الشائعة جاذبة للانتباه ومثيرة حتى يساعد ذلك على سرعة تداولها وانتشارها كالنار في الهشيم، وفي بحث اجتماعي ثبت أن 70% من تفاصيل أو أصل المعلومات يتم إسقاطها عند تداول أو نشر المعلومة؛ بسبب كثرة الجهات التي تتداولها ويتم إضافة معلومات زائفة أو إخفاء وإسقاط معلومات حقيقية أثناء عملية التداول أما بدون قصد أو عن عمد.
اقرأ أيضًا: جريمة الترند
خصائص الشائعات:
تتميز الشائعات بعدة خصائص، ومن أهمها:
1-سرعة الانتشار وسهولة التداول والتنقل بين الناس، خاصة في ظل ما نتمتع به هذه الأيام من وسائل التواصل الاجتماعي وسرعة الانتشار والتواصل بين الشباب.
2-الغموض حيث عادة ما تكون الشائعة غير واضحة ومبهمة، بحيث تجعل من يسمعها في حيرة من أمره.
3-عند تداول الشائعة تختفي الحقيقة أو جزء منها، أو تضاف معلومات كاذبة لها تزيدها تشويقًا وإثارة.
4-تتعدد أشكال الشائعة حتى تنتشر بسرعة، فيمكن أن تأخذ شكل الإعلان والدعاية، أو تأخذ شكل النكت الساخرة ليسهل تداولها بين الناس.
خطورة الشائعات:
للشائعات بلا شك خطورة كبيرة تهدد الأشخاص والمجتمعات، بل لا نبالغ إذا قلنا أنها تهدد الأمن والأمان العالمي أيضًا.
وأهم هذه المخاطر والأضرار:
- التفكك الأسري: تعتبر الشائعات من أهم الوسائل الهدامة للبيوت، وكم من زوج أو زوجة أو أخ أو ابن أو غيره جرى خلف شائعة تسيء له أو لأحد ذويه هادمًا بذلك البيت والأسرة بل ومستقبله أيضًا، وليس منا أفضل من رسولنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- الذي نالته الشائعات في حادثة تسمي حادثة الافك تخص أمنا الطاهرة المطهرة السيدة عائشة -رضي الله عنها-.
- زعزعة الأمن الوطني: تعتبر الشائعات من أهم الوسائل التي تهدد الأمن العام لما تثيره من فوضى وبلبلة بين أفراد المجتمع، وبما تغرسه أيضًا من بذور الريبة وعدم الثقة بين المواطن والمسئولين وزعزعة الأمن الاقتصادي أيضًا للبلاد.
- تذبذب العقيدة الدينية: لا تقوم الشائعات بزعزعة الأسرة والأمن الوطني فقط، بل إنها طالت الدين والعقيدة أيضًا، فهناك من يشككون في بعض الثوابت الدينية والعقائدية لتحقيق الشهرة الشخصية والتريند غير مبالين بما يحدثونه في المجتمع من فوضى فكرية ودينية.
أهداف الشائعات:
تتعدد أهداف الشائعات على حسب نية مروجيها ومثيريها، ومن أهدافها:
1-أهداف مادية أو ربحية: يكون الهدف منها ماديًا مثل إشاعة بعض الشركات خبر اختفاء منتجاتها أو غلاء أسعارها؛ ليقوم الناس بشراء كل ما يستطيعون عليه من هذا المنتج.
2-أهداف سياسية: و تكون عادة لفقد الثقة أو الإساءة لشخصية حكومية معينة، تجعل الناس في حالة ريبة وشك من النظام والمسئولين.
3-أهداف اقتصادية: مثل إشاعة خبر عدم زراعة أو عدم استيراد نوع ما من الحبوب الغذائية، يجعل التجار جشعين والناس في حالة فوضى وعدم أمان واستقرار.
4-أهداف دفاعية: في حالة الحروب بين الدول تتم إطلاق بعض الشائعات عن الجيوش لطرف ما، لزعزعة ثقة الجنود والمحاربين للطرف الآخر.
5-أهداف شخصية للشهرة ولفت الانتباه: مثل إشاعة وفاة نجم سينمائي، أو زواجه، أو بيع لاعب كرة مشهور وغيره.
من كل ما سبق عزيزي القارئ، يتضح لنا أن الشائعة يمكن أن تكون كالسهم الموجه أو القنبلة الموقوتة، تصيب الهدف وتدمره أو تهدد بقاءه، ويمكن لها أيضًا أن تكون كالنسمة العليلة في ليلة حر شديدة الحرارة، وكل ذلك يتوقف على هدفها ونية مروجيها أو مثيريها، وختامًا جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
اقرأ أيضًا: خطورة الابتزاز الالكتروني وأثره على المجتمع 2022
كتبت: سحر علي.