كثيرًا في تعاملاتنا اليومية نواجه أشخاصًا تتخطى حدودها تجاهنا وتعاملنا بعنفوانية وتكبر، وكثيرًا ما نعلق على هذا النوع من التعامل بأنهم خطاة وأخطأوا في حقنا ويستوجبون العقاب المدني والجنائي، ويبقى الكرباج هو الحل الأول والأخير وقتذاك، وتتعالى الأصوات بالقصاص من بشر مثله يخطئون بل ويخطئون نفس الخطأ ونفس الجرم، ويتحول الأغلبية إلى جلادين يتمنطقون بمنطق غريب (أطبق عقوبة القانون على غيري وقت جرمه، أما أنا فلا تطبقوا عليّ القانون ولا العقوبة).

الحكم على الآخرين

الحكم على الآخرين

مبدأ ومنطق غريب وبه من الكيل بمكيالين يتحلى بالازدواجية المقننة، التي تريد تطبيق القانون على الجاني أما على أنفسهم فيبغون العفو الإجباري.

خطيئة

خطيئة

وأيضًا في تعاملاتنا نسمع عن شخص اتهم في قضية معينة نتيجة جرم قام به، وهنا يتم تجهيز السكاكين لقطع رقبته وإنزال أغلظ أنواع العقوبات به، حتى يكون عبرة لمن تسول له نفسه محاولًا القيام بنفس الفعل مرة أخرى بل وننهال عليه بالسباب واللوم.

اقرأ أيضًا: تعلم مسامحة الآخر في 6 طرق

وننسى ونتناسى أننا جميعًا خطّأون من يوم مولدنا إلى آخر نفس في حياتنا، واللوم وتبدأ الأسئلة المحورية كيف، لماذا، متى؟ ونبدأ في نعته بالمجرم والجاني، وننسى رحمته علينا وكيف سامحنا عندما كنا نخطئ طوال أيام حياتنا، وكيف لمسنا رحمته مرارًا وتكرارًا ونعيشها يومًا تلو الآخر بل وساعة تلو الأخرى، فكيف لا نسامح بعضنا ونحن من سامحهم ربهم؟ كيف ندين ونحن نعلم أن الذي يدين يومًا يدان دهرًا؟ كيف ونحن تحت الحكم نفسه نشير إلى من أخطأ على أنه يهودي؟

التسامح هو من صفات الله التي أنعم بها على البشر، لذا فعلينا أن نسامح بعضنا بعضًا، لأنه ذات يوم لا يعلمه أحد ربما نضطر أن نستجدي السماح ممن آذيناهم قبلًا، فكلنا معرضون للخطأ وارتكاب المعصية لأننا مهما أدركنا أو تعلمنا محدودون جدًا أمام الله ولا نعلم ما يمكن أن يحدث لنا.

خطيئة

خطيئة

ألا نعلم أن كل البشر خطاة وأن الله يغفر لنا خطايانا جميعًا برحمته علينا، كيف تناسى البعض منا أن لولا نعمة الله علينا ورحمته لما كان لنا وجود أو مكان في الجنة؟

كيف نفعل هذا كله وندين البشر أياً كان ما فعلوه وننسى أن السيد المسيح نهر الشعب يومًا، عندما أمسكوا المرأة في ذات الفعل وهموا لكي يرجموها بالحجارة، “من كان منكم بلا خطيئة… فليرجمها بحجر”.

لا نقول نتغاضى عن المجرمين وأفعالهم، ولا أشجع على الاستهانة بالجريمة، حتى لا نصبح في فوضى لا قدر الله، لكن أقول لا تدينوا لكي لا تدانوا فكلنا خطاة ولا استثني أحدًا منا، فكفى إدانة للآخرين ونحن بنا خطايا الدنيا فالله خير ساتر.

اقرأ أيضًا: الخير و فاعليه في السر

كتب: رفيق عادل.