في بداية مرحلة البلوغ، ومن ضمن التجارب الشخصية ذات الطابع العاطفي، يُعتبر الحب الأول أحد أهم الأمور التي ترسخت في الذاكرة، يمر كل شخص بتجارب شخصية ذاتية، سواء أكانت إيجابية أو سلبية، خلال مرحلة المراهقة، وتعد تلك التجارب جزءًا هامًا من حياتنا يتعلق بالمشاعر العاطفية.
ماذا تعرف عن الحب الأول؟
الحب شعور جميل راقٍ شديد الحساسية والخصوصية، لا يوجد شخص لم يشعر بالحب قط في حياته لأنه شعور فطريّ وغريزيّ، يبدأ الطفل حياته بحب أمه والإحساس بها ثم ينتقل إلى حب باقي أفراد العائلة، ومع استمرار النمو للطفل تنمو معه المشاعر والأحاسيس ويشعر بالاحتياج للحب خارج دائرة العائلة، ولهذا فإن المحبوب عادةً ما يكون من المقربين مثل: صديق العائلة، أو المعلم بالمدرسة، أو الجار، وهذا ما نطلق عليه أول حب.
الآراء حول الحب الأول:
تعددت الآراء واختلفت حوله، وهناك رأيان:
- الرأي الأول: يرى أنه الحب الحقيقي في حياة الشخص وما بعده ليس إلا محاولات للتعويض، لما يتميز به من قوة المشاعر رغم بساطتها ولما يضيفه من مفاهيم عن الحياة والتعامل مع الآخرين، ولما يتركه من تأثير محفور في ذهن المراهق ويساهم في تطوير شخصيته، ولهذا فإن بعض المتخصصين يعتبرون هذه الفترة فترة تعليمية.
- الرأي الثاني: يرى فيه المتخصصون الحب أنه عبارة عن تجربة طائشة عابرة غير مدروسة، ودون أي أساس من الأسس المهمة الضرورية لاختيار الشريك، معللين ذلك بصغر السن وعدم القدرة على الاختيار وتحمل المسئولية.
أسباب التأثر به وعدم القدرة علي نسيانه:
اتفق جميع الخبراء على قوة تأثيره في حياة كل من عاشه وذلك بسبب عوامل، من أهمها:
- قوته عاطفيًا وشعوريًا.
- برائته، فهو صافٍ دون دوافع ولا مصالح.
- ذكرياته جميلة لا تنسى خاصة الرومانسية التي فيها.
- يعتبر أول تجربة شراكة مع شخص غالٍ وعزيز عندك.
- يعتبر بداية فترة الشباب الأولى، ومرحلة الجدية وتحمل المسئولية.
أول حب في الأدب:
تناول الأدباء والشعراء قصص الحب في قصائدهم من قديم الأزل، فكم تغنى قيس بليلى، وعنترة بعبلة، وجميل ببثينة، وكم أنشدوا في حب محبوباتهم من أشعار ووصفوا جمالهن والشوق إليهن واللوعة، حتى أن بعضهم هام تائهًا في الصحراء كالمجنون يشتكي حبه.
اقرأ أيضًا: مقبرة الحب.. إليك 4 نصائح تجنبك الوقوع فيها
وفي العصر الحديث اشتهر الشاعر نزار قباني بكتاباته وقصائده عن الحب، والتي جذبت بعض كبار المطربين مثل: نجاة، وماجدة الرومي، وكاظم الساهر، ليتغنوا بها في أجمل وأشهر أغانيهم.
ومن ناحية أخرى قام الأدباء بكتابة القصص والروايات العاطفية الرومانسية، ومن أشهر من فهم شخصية المرأة وكتب عنها الأديب إحسان عبد القدوس الذي كتب الكثير مثل: أنا حرة، وفي بيتنا رجل، ولا أنام، والعذراء والشعر الأبيض، والوسادة الخالية.
ويعتبر فيلم الوسادة الخالية أحد الأفلام التي تناولته وأثبتت أنه وهم كبير، وأكذوبة في حياة كل من يعيشه.
في النهاية عزيزي القارئ، وأيا كان مفهومك عن الحب الأول سواء اعتبرته حقيقيًا صادقًا، أو وهمًا وخيالًا، فسيظل حبًا لا ينسى وذكريات جميلة لا تمحوها الذاكرة وسيبقى دائمًا هو الأول.
اقرأ أيضًا: الحب ما بين الاستمرار بالكيميا أو الموت باللوكيميا
كتبت: سحر علي.