ذوي الاحتياجات الخاصة.. نموذج للصمود في وجه التحديات

ذوي الاحتياجات الخاصة

ذوي الاحتياجات الخاصة

كثيرًا ما نسميهم ذوي الاحتياجات الخاصة أو أصحاب الهمم أو مختلفين باقتدار وغيرها من المسميات التي أطلقت على مجموعة من الأشخاص اصطفاهم الله وابتلاهم بالحرمان من حاسة معينة مثل: السمع، أو البصر، أو تمت إصابتهم بمرض أحدث عندهم إعاقة معينة في الحركة أو أي شيء آخر يمنع أو يعيق هؤلاء الأشخاص من ممارسة حياتهم اليومية، أو أنشطتهم الحياتية مثل: التعليم والتنقل من مكان لآخر بصورة طبيعية وسهلة مثل الآخرين.

لكنهم رغم صعوبة الحياة وقسوتها يحاولون التأقلم والتفاعل مع المجتمع بكل الطرق الممكنة، وأثبت الكثير منهم بالفعل جدارة وتفوق في مختلف المجالات التعليمية والثقافية والرياضية، واختفى مصطلح معاقيين ليحل محله مصطلح ذوي الهمم.

أنواع إعاقات ذوي الاحتياجات الخاصة وأسبابها:

قسم المختصون أنواع الإعاقات إلى أربعة أنواع هي:

  1. إعاقة جسدية: تعني فقد الشخص جزءًا من أجزاء جسده، يمنعه من ممارسة حياته بصورة طبيعية.
  2. إعاقة حسية: تعني فقد الشخص حاسة من الحواس مثل: السمع والبصر.
  3. إعاقة ذهنية: تختص بالقدرات العقلية والفكرية، حيث تكون ضعيفة أو منعدمة لدى الشخص المصاب.
  4. إعاقة نفسية: تعني إصابة الشخص باضطرابات نفسية مثل: الوسواس القهري، وصعوبة النطق أو الكلام.

أنواع إعاقات ذوي الهمم وأسبابها

أما عن الأسباب فهي تعود إلى نوعين من الأسباب:

  • أسباب وراثية: تسببها جينات معينة موجودة داخل خلايا الوالدين، وعادةً ما تكون غير ظاهرة فيهما مثل: مرض أنيميا الخلايا المنجلية، أو بعض الأمراض المناعية النادرة.
  • أسباب بيئية: وهي أسباب خارجية مثل إصابة الأم الحامل بأمراض فيروسية أثناء الحمل؛ تسبب تشوهات بالجنين، أو حدوث خطأ طبي أثناء الولادة يؤدي إلى نقص الأكسجين الواصل للجنين، أو تعرض الطفل لحادث وغيره.

اقرأ أيضًا: في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة.. تعرف على أهم 5 أهداف له

نظرة المجتمع لذوي الهمم:

في تقرير عالمي صدر عن منظمة الصحة العالمية عام 2012م، تبين أن هناك ما يقرب من مليار شخص في العالم يعانون نوعًا من أنواع العجز، وأن هذا العدد في تزايد كبير بسبب ما تعانيه كثير من الدول من الحروب والنزاعات، وبسبب ظهور أنواع جديدة من الإعاقات مثل: التوحد، وإعاقات التخاطب، وضعف القدرات الذهنية أو الفكرية، بسبب ظهور أمراض وراثية لم تكن موجودة من قبل.

نظرة المجتمع لذوي الهمم

وهذا العدد الكبير جعل منظمات حقوق الإنسان تنظر وتهتم أكثر بأحوال هؤلاء الأشخاص في جميع الدول، ولكننا نرى اختلافًا كبيرًا بين النظرية المجتمعية لذوي الهمم في الدول العربية عنها في الدول الغربية:

  • في المجتمعات العربية ينظرون لذوي الهمم نظرة شخص يستحق العطف؛ عاجز عن المشاركة في الحياة، أو حتى له الحق في الحياة الطبيعية، وهذا جعل الاهتمام به محدودًا في مجالات التعليم، والرياضة، والتنقل، والتوظيف، والترفيه، وهذا ينعكس بشكل سلبي نفسيًا على الشخص المصاب ويجعله يشعر بالقلة والدونية وانعدام القيمة.
  • في المجتمعات الغربية يعيش المصاب بالإعاقة حياة طبيعية، لأنهم ينظرون إلى الإعاقة على أنها تعطل جزء أو وظيفة من وظائف الجسم، لهذا نجد أنهم يهتمون بهم في المدارس، والتعليم، ووسائل المواصلات، والطرق، والتوظيف، وغيرها من المجالات الحياتية العادية.

كيفية التعامل مع ذوي الهمم:

سبحان الله وجد بعض ذوي الهمم من نظرة المجتمع المتدنية لهم حافزًا لهم لإثبات العكس، لعل من أهم الأمثلة على ذلك العالمة الامريكية هيلين كيلر التي فقدت حاسة السمع والبصر والكلام، لكنها أصبحت من أهم علماء الكيمياء في العالم، ولويس برايل الكفيف الذي له الفضل في اكتشاف طريقة برايل للقراءة للمكفوفين، وفي وطننا العربي لا يمكن أن ننسى الدكتور طه حسين عميد الادب العربي الذي وصل إلى ما لم يصل إليه المبصرون في عصره.

كيفية التعامل مع ذوي الهمم

كذلك في العصر الحديث أظهر ذوو الهمم قدرات هائلة في المجالات التعليمية والرياضية والفنية، وهناك من أوائل المراحل التعليمية من المكفوفين، وفريق أوركسترا في الأوبرا للمكفوفين، وميداليات ذهبية وفضية وبرونزية أحرزها ذوو الاحتياجات الخاصة في بطولات عالمية ودولية.

في نهاية المقال عزيزي القارئ تعالى نتفق أن ذوي الاحتياجات الخاصة هم مختلفون بالطبع عن بقية الناس الطبيعية، لكن هذا الاختلاف اصطفاء لهم يميزهم ويعلي شأنهم ويزيد قيمتهم ، وليس اختلافًا مثيرًا للشفقة والعطف، تعامل معهم بتقدير ولا تتعامل بعطف وتقليل، لأنهم بحق كما أطلقوا عليهم ذوي الهمم، همم عالية همم رائدة همم حققت وتحقق وستظل تحقق ما لم يستطع غيرهم من الأصحاء تحقيقه.

اقرأ أيضًا: نجحوا كثيراً في مجالات لم ينجح بها الأشخاص العاديون أنهم المعاقون

كتبت: سحر علي.