أسماك القرش موضوع الساعة وكل ساعة، ولعل البعض أحيانًا يتساءل لماذا خلق الله كائنات خطرة مؤذية مثل الأفاعي والعقارب وغيرهم، لكن لله في خلقه شئونًا وهو -سبحانه وتعالى- خالق الكون ومالكه والمتصرف فيه كيفما شاء، فقد خلق الأرض بما عليها والسماء بما فيها وخلقنا وخلق كل شيء من إنسان وحيوان ونبات.

فهي كائنات بحرية تعيش في البحار والمحيطات في العالم كله، وهي من فصيلة الأسماك العظمية؛ لأنها تمتلك هيكلًا عظميًا غضروفيًا وليس عظامًا، وهي تتنفس بالخياشيم ولكن ليست خياشيم عادية مثل بقية الأسماك، بل إنها تمتلك من خمس إلى سبع فتحات خيشومية على الجانبين، ولها أسنان حادة قوية مرتبة داخل فمها وهذه الأسنان تتبدل وتتجدد باستمرار.

أسماك القرش

أسماك القرش

تتمتع بعدة طبقات من الجلد تجعلها حرة الحركة وانسيابية داخل الماء، وهي أيضًا تتميز بلونين بجلدها فمن الأعلى يكون لونًا داكنًا مناسبا للون سطح الماء، ومن الأسفل لونًا فاتحًا يناسب قاع الماء وذلك للتمويه والتخفي من الصيادين والمهاجمين لها.

اقرأ أيضًا: إليك 5 قدرات ميز الله بها طائر البطريق

سلوك أسماك القرش:

تتميز أسماك القرش بخصائص عدة تساعدها على التكيف لتعيش في أعماق البحار والمحيطات، وتستطيع اكتشاف فرائسها بسهولة، ومن أهم هذه الخصائص ما يلي:

  • لها حواس قوية تساعدها على البقاء والحياة لفترة طويلة، فهي تعتبر أول الكائنات البحرية في سماع الأصوات مهما كانت بعيدة.
  • تعيش عادةً في جماعات تصل أحيانًا إلى مئة فرد.
  • تتميز بوجود نظام مائي تحت جلدها عبارة عن قنوات مائية جانبية تهتز عند حدوث أي حركة في الماء؛ مما يجعلها تكتشف فرائسها بسهولة.
  • تتحرك كثيرًا باستمرار؛ لتحصل على الأكسجين اللازم للتنفس.
  • لا تنام بعمق، لأنها تتحرك باستمرار وهذا يجعل دماغها دائمًا نشطة ويقظة.
سلوك أسماك القرش

سلوك أسماك القرش

أسماك القرش في مصر:

تعتبر نادرة الوجود في البحار المصرية قياسًا بمناطق أخرى من العالم برغم الضجة الإعلامية التي تثار دائمًا عند ظهور إحدى هذه الأسماك، وكذلك الحوادث التي تعرض لها بعض الأشخاص بسبب هجوم سمكة القرش عليهم، تعد معدودة ومحدودة كان أولها الحادث المميت الذي أصاب سيدة فرنسية كانت تقوم بالغوص في البحر الأحمر بعيدًا عن الأماكن المخصصة للغوص؛ فهاجمتها سمكة قرش والتهمتها ولكن ذلك كان ربما بسبب سلوك معين من السيدة الفرنسية آثار غضب القرش واستفزه، ثم تواصلت بعد ذلك حوادث متفرقة حول شاطئ البحر الأحمر بصفة خاصة، وكان آخرها حادث مدينة الغردقة الذي راح ضحيته شاب روسي في مشهد مؤلم آثار حزن وغضب الكثير في مصر وروسيا والعالم كله.

أسماك القرش في مصر

أسماك القرش في مصر

ماذا تفعل إذا هاجمك قرش؟

بعد تعدد حوادث مهاجمة القروش للسائحين في مصر أو رواد شواطئ البحار والمحيطات في كل مكان، بدأ علماء الأحياء المائية المختصين فيما يتعلق بسمكة القرش في إعطاء بعض النصائح التي يتبعها من يتعرض أو يفاجئ بوجود سمكة قرش أمامه حتى لا تهاجمه وتفترسه، ومن أهم هذه النصائح ما يلي:

  • لا تبعد عيناك عن سمكة القرش وراقب كل تحركاتها، لأنها تتحرك باستمرار منفردة أو مع جماعات وفي خط مستقيم أو خطوط دائرية، ولهذا يجب أن تضعها أمام عينيك حتى لا تفاجئك بهجوم من أي اتجاه آخر.
  • حاول أن تبقى هادئًا ولا تتصرف أي تصرف يثيرها أو يستفزها مثل: السباحة بعنف أو إصدار أصوات عالية.
  • لو كان الشاطئ أو المركب قريبًا تسبح بهدوء نحو الأقرب.
  • كن دائمًا في وضعية الدفاع فلو كنت تسبح في مياه ضحلة حاول إبقاء قدميك على الأرض والتحرك بهدوء نحو الشاطئ، وإذا كانت المياه عميقة حاول إيجاد مخبأ تختبئ فيه مثلًا حول الصخور أو الشعب المرجانية.
ماذا تفعل إذا هاجمك قرش؟

ماذا تفعل إذا هاجمك قرش؟

إذا اضطررت لمواجهة سمكة القرش فهناك خطوات مهمة عليك اتباعها، مهما بدت هذه الخطوات غريبة بعض الشيء وغير ممكنة بل ومستحيلة حد السخرية والفكاهة منها، ولكنها تظل علمية ومتخصصة:

  1. اضرب السمكة بقوة في مقدمة وجهها أو عينيها أو الخياشيم، لأن هذه المناطق حساسة لديها وتضعف قوتها.
  2. إذا كان معك مسدس أو قطعة حديدية، حاول تصويب الضربة في العينين أو في مقدمة الرأس.
  3. استمر بالقتال طالما الهجوم مستمر، واستخدم مخالبك لضرب العينين ربما يبعد ذلك سمكة القرش عنك.
  4. الهروب والحصول على مساعدة، لأنك لن تكون آمنًا إلا إذا خرجت من الماء ووصلت للمركب أو الشاطئ.
  5. الحصول على مساعدة طبية لإجراء فحص شامل، والتأكد من وجود إصابات أو عدمها.

في الختام عزيزي القارئ وبعد استعراض بعض المعلومات عن أسماك القرش، وكيفية مواجهتها يجب عليك الالتزام دائمًا بقواعد الأمن والسلامة الخاصة بالسباحة والغوص، واتباع التعليمات الخاصة بسلوك التعامل مع القرش، ولا يسعنا في الختام إلا الدعاء لأهلنا ولأنفسنا ولكل ضيوفنا في بلدنا الغالي بالسلامة والأمن والأمان.

اقرأ أيضًا: حيل الحيوانات في التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة

كتبت: سحر علي.