نسمع كثيرًا عن الإمام البخاري، أهم من تأخذ عنه صحيح الأحاديث النبوية الشريفة، كانت حياته حافلة بالترحال والتنقل؛ لأخذ صحيح الحديث وحتى يومنا هذا، وقد كان من أعظم علماء الحديث في عصره، وتميز بدقة علمه، وقوة حفظه، وحسن فهمه للحديث النبوي، وقد ترك بصمة واضحة في مجال الحديث النبوي، وفي المقال التالي سنعرض لكم نبذة عن حياته وإنجازاته الكبيرة.
أين ولد الإمام البخاري؟
هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري، ولد الإمام البخاري في مدينة بخارى بأوزبكستان في عام 194هجريًا، ليلة الجمعة الموافق 3 شوال 194هـ _ 20 يوليو 810 م، وتربّى في بيت علم وكان أبوه من العلماء المحدّثين.
نشأة الإمام البخاري:
كانت حياته مليئة بالعطاء والجد والإخلاص للدين الإسلامي منذ صغره، حيث أبدى اهتمامًا كبيرًا بالعلم الشرعي، وبدأ يدرس الحديث النبوي على يد مشايخ العصر، مال البخاري إلى طلب العلم وحفظ الأحاديث وتحقيق صحتها وهو صغير السنّ، وانضم إلى الكُتاب صبيًّا؛ فأخذ في حفظ القرآن الكريم والكتب المعروفة في زمانه، وعندما بلغ العاشرة من عمره بدأ في حفظ الحديث، استغرقت دراسته للحديث في تلك الفترة عشر سنوات، حيث جمع ودون الآلاف من الأحاديث النبوية بعد إكمال دراسته.
حياة الإمام البخاري:
كان الإمام البخاري رحمه الله معروفًا بشهامته وسمعته الحسنة، اكتسب شهرة واسعة في عصره وحتى بعد وفاته، فقد أثرى الإسلام بعلمه العميق وأصبح قدوة للطلاب والدعاة على حد سواء، حتى في الوقت الحاضر، لا يزال تأثيره يظهر في المشاريع البحثية والدراسات العلمية التي تناولت تحقيق الأحاديث النبوية والعمل بها، تميزت حياة الإمام البخاري بدقة ودرايته في علوم الحديث، حتى أصبح معروفًا بمنهجه الاستثنائي في تحقيق الأحاديث النبوية.
اقرأ أيضًا: الإمام الشافعي.. ناصر الحديث الذي جمع 1675 حديثا في كتاب
ترحال الإمام البخاري في تحصيل علوم الحديث:
في عام 210 هـ، خرج من بخارى مسقط رأسه متوجهًا بصحبة والدته وأخيه أحمد إلى الحج، حتى إذا انتهت مناسك الحج رجعت أمه مع أخيه إلى بلدها، بينما مكث البخاري لطلب الحديث والأخذ عن الشيوخ، فلبث في مكة المكرمة، ثم رحل إلى المدينة المنورة وهناك صنّف كتاب التاريخ الكبير وعمره ثماني عشرة سنة وتواصل مع طلابه وشارك معرفته العميقة في علوم الحديث.
انطلق الإمام البخاري في سفره لنقل العلم الشرعي إلى العديد من البلدان الإسلامية، تعلم وأفاد في العديد من المدن الرئيسية مثل: بغداد، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، وقد أسس مدرسة لتعليم الحديث النبوي في مدينة بغداد، حيث تواصل مع طلابه وشارك معرفته العميقة في هذا المجال، فاشتهر البخاري بأمير المؤمنين في علوم الحديث.
مؤلفات الإمام البخاري:
جمع روايات الأحاديث في كتابه الشهير (صحيح البخاري)، الذي يُعتبر من بين أهم كتب الحديث النبوي، يحتوي الكتاب على مجموعة كبيرة من الأحاديث الموثوقة والمعتبرة في الدين الإسلامي، وقد أصبحت مرجعًا مهمًا لعلماء الحديث والطلاب على حد سواء إلى يومنا هذا.
بالإضافة إلى ذلك، قدم الإمام البخاري عطاءً كبيرًا في مجال الفقه وعلم التفسير، وقد ترك لنا مؤلفات هامة في هذا المجال مثل: الجامع الصحيح، وتاريخ الكبير، كما ألف الكثير من الكتب الأخرى التي تناولت مواضيع مختلفة في الدين الإسلامي.
من هم تلاميذ البخاري؟
- الإمام أحمد بن حنبل.
- الإمام إسحاق بن راهويه.
- الإمام علي بن المديني.
- الإمام يحيي بن معين.
وفاته:
توفي 1 شوال 256 هـ _1ستمبر 870 م عن عمر ناهز 62 عامًا، في منطقة قريبة من (سمرقند) بعد معاناة مع المرض، حيث لم يقدر أن يخطي أكثر من 20 خطوة خارج بيت أحد من أهله ليعود إلى منزله، وأصبح قبره مزارًا للناس من جميع أنحاء العالم.
بهذه الطريقة، يبقى الإمام البخاري ذكرى مشرقة في تاريخ الإسلام، حيث أسهم بشكل كبير في تحقيق العدل والاستقامة ونقل العلم الصحيح لمختلف الأجيال وحتى الآن نستمد منه علوم الحديث.
اقرأ أيضًا: سـيْدي عُمٓرْ… أسد الصحراء و إمام المجاهدين.
كتبت: فاطمة عمر.