قذافي فراج أو سفاح الجيزة لم يفلت أحد من سماع هذين الاسمين في الأيام الماضية، التي انتشرت فيه قصته كالنار في الهشيم، ولكن قصته الحقيقية ورحلة إجرامه بدأت منذ فترة طويلة فهو الرجل الذي لم يسلم من شره أيا من معارفه أو أقاربه من ذوي رحمه وسنسرد لكم تفاصيل عن قصته في هذا المقال.
من هو سفاح الجيزة؟
اسمه قذافي فراج عبد العاطي عبد الغني، ولد عام 1973م، تربى ونشأ في بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، تخرج من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، ولكنه اتجه بعيدًا عن عالم المحاماة ولحق بأعمال حرة.
سفاح الجيزة
كان يتسم بالخجل والطيبة والهدوء والذكاء وكان شديد البر بوالديه، وخلوقًا ومحترمًا في تعاملاته مع الآخرين وكان يؤدي جميع صلواته بالمسجد، ويلقب بين معارفه بالشيخ فرج هكذا وصفته إحدى زوجاته وتدعى زهرة، تزوج 4 مرات ولكن بأسماء وهويات مختلفة.
ضحايا قذافي فراج أو سفاح الجيزة:
الضحية الأولى: هو المهندس رضا، وكان (صديق عمره) الذي وثق به وأرسل إليه الكثير من الأموال وهو في الخارج؛ ليقوم باستثمارها نيابة عنه، وعندما طالبه صديقه بأن يرسل إليه الأرباح تجاهله، واستقبله قذافي وقت عودته إلى مصر؛ ليستدرجه إلى شقة قام بشرائها بأموال المغدور به؛ لتكون المثوى الأخير للمهندس رضا وينهي حياته فيها، وأوهم أهله أنه تم القبض عليه بمظاهرات وترحيله لمكان غير معلوم ليتستر على جريمته.
الضحية الثانية: هي نادين أخت زوجته فاطمة الزهراء المعروفة بزهرة، وتقول بعض الروايات أنه كان بينهما علاقة غير شرعية قبل زواجه بأختها فاطمة، وعندما هددته نادين بأنها ستحكي عن علاقتهما لأختها وللعائلة قام بإنهاء حياتها، ليقنع أهلها فيما بعد أنها ستسافر مع منتج أجنبي لتنمية موهبتها التي كانت مغرمة بها وهي التمثيل، وبعد موافقة الأهل تخلص منها ليدفنها بجوار صديقه المهندس رضا.
ضحايا قذافي فراج
الضحية الثالثة: وهي زوجته فاطمة الزهراء التي لم يشفع لها شيء، وقتلها وتخلص منها دون أن يرف له جفن لترقد بجوار صديقه المهندس رضا ونادين في حفرة صغيرة بنفس المنزل.
الضحية الرابعة: وهي ياسمين نصر إبراهيم، التي أقنعها أن يتزوجها بشخصية المهندس رضا وأخذ منها ما يقرب من 45 ألف جنية؛ ليقوم باستثماره لهذه الأموال وإدخال ربح لها، وبعد أن اكتشفت خداعه ونصبه عليها، قام بتدبير الحيلة للتخلص منها واستدرجها لتكون ضحيته الجديدة، التي لم تسلم من شره ودفنها بمستودع في الإسكندرية حي العصافرة لينتهي من تهديدها له.
في شهر يوليو عام 2020، اكتشف أشقاء وأقرباء المجني عليه المهندس رضا أن هناك شخصًا يحمل اسمه وهو محبوس في أحد السجون المصرية بمحافظة الإسكندرية قاموا فورًا بالتوجه لزيارته، ليكتشفوا أنه ليس هو المقصود وأنه قذافي فراج، وقاموا بإبلاغ السلطات ليتم فتح تحقيق في واقعة اختفائه، ليتم الكشف بعدها عن جريمته الأولى ويلحق بها باقي الجرائم ويمثلها في مسرح جريمته وإخراج الجثامين وتعرف ذويهم عليهم بعد إجراء فحوصات DNA.
القبض على سفاح الجيزة
هل تظن أن جرائمه انتهت وأنك تعيش في قصة من وحي الخيال؟ فالحقيقة أن هذا الإنسان موجود معنا في الحياة، عبث بالأرواح والممتلكات دون وجه حق هو الآن محبوس على ذمة 4 قضايا قتل وسرقة واختلاس، وفي انتظار تنفيذ حكم الإعدام عليه ليتم القصاص للضحايا، وقد قرر المستشار حماده الصاوي توجيهه إلى محكمة الجنايات بدوائر الهرم وبولاق الدكرور والإسكندرية ليتم البث في القضايا لمعاقبته، وتعود الجرائم بأثر رجعي عن عام 2015 : 2018م.
اقرأ أيضًا: الخيانة حق أم جريمة؟
لحظة القبض عليه:
قبض علي قذافي فراج المعروف بسفاح الجيزة، بعد أن تم تفريغ كاميرات إحدى محلات المصوغات التي قام بسرقتها، والتي تعود ملكيته لوالد زوجته وكشف الفيديو عن وجهه وبعد أن تعرفت الأسرة على ملامحه توجهوا ضده ببلاغ ليتم الإيقاع به، وقد حضر التحقيقات 17 شاهدًا وأقروا جميعًا بشهادتهم، لرؤية المتهم وهو يرتكب جرائمه ويلوذ بعدها بالفرار والتخفي.
بعد توجيه المحكمة التهم لسفاح الجيزة لم ينكرها واعترف بها ليتم النظر عليه، بعد أن قام بالنقض على الحكم عليه بالإعدام 4 مرات، وسيتم النظر في الحكم يومي 11 يناير و26 فبراير من العام القادم 2024م، نثق في قضاء مصر العادل أنه سيرد مظالمهم وسيقتص لهم.
اقرأ أيضًا: الشائعة.. قنبلة موقوتة أم مجرد زوبعة؟
كتبت: فاطمة عمر.
