الإدراك الحسي.. نظرة فلسفية من خلال منظور 4 فلاسفة

الإدراك الحسي

الإدراك الحسي

الإدراك الحسي هو عملية استقبال وتفسير المعلومات من العالم الخارجي عن طريق الحواس، يثير هذا الموضوع العديد من الأسئلة الفلسفية، مثل كيفية اكتشاف ذاتنا وهويتنا، والعلاقة بين ما ندركه والواقع، سنتناول هذه الأسئلة اليوم.

مفهوم الإدراك الحسي:

يعرف الفلاسفة الإدراك الحسي بأنه عملية تفسير وتنظيم المعلومات الحسية لتستخرج منها تجربة لها معنى للعالم، وتشتمل هذه العملية على معرفة المحفزات الخارجية وتفسيرها من خلال الحواس الخمس: السمع، والبصر، والشم، والتذوق، واللمس.

ذلك الإدراك ضروري للحياة والبقاء لأنه يجعلنا نفهم البيئة من حولنا ونستجيب لها ومعها بشكل مناسب، وكذلك يلعب دورًا هامًا في التعلم، والذاكرة، والعاطفة، والسلوك.

الإدراك الحسي

الإدراك الحسي عند الفلاسفة:

عندما يتحدث الفلاسفة عنه، فإنهم يقصدون عادة العملية التي نفسر بها ونفهم المعلومات التي تزودنا بها الحواس الخمس، ومن هؤلاء الفلاسفة:

1-الإدراك الحسي عند أفلاطون:

يناقش أفلاطون مفهومه ويقول بأن الحواس لا يمكن الاعتماد عليها ولا يمكن الوثوق بها لتزويدنا بالمعرفة الحقيقية، وأن المعرفة لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال العقل والفكر، وليس من خلال الحواس وأن الأشياء التي ندركها من خلال حواسنا هي مجرد ظلال أو انعكاس للواقع، وأن المعرفة الحقيقية لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال النظر إلى الأشكال أو الأفكار الأساسية وليس لهذه الظلال أو الانعكاسات.

الفيلسوف أفلاطون

2-الإدراك الحسي عند أرسطو:

ترتبط فلسفة أرسطو ارتباطًا كبيرًا بمفهومه عن المعرفة، حيث قال إن المعرفة تُكتسب من خلال الحواس، وأن هذا النوع من الإدراك هو أساس كل المعرفة، بأن الحواس هي المصدر الوحيد الموثوق به للمعلومات حول العالم المحيط بنا، وأنها تزودنا بتجربة مباشرة للواقع، واعتقد أرسطو أن هذا الإدراك ضروري لفهم وتفسير العالم من حولنا، كما اعتقد بأن حواسنا يمكن تدريبها وتطويرها من أجل تحسين قدرتنا على إدراك وفهم الواقع.

الفيلسوف أرسطو

اقرأ أيضًا: السفسطائيون وسقراط والنهج العكسي

3-الإدراك الحسي عند ديكارت:

كان اعتقاد ديكارت له هو أنه لا يمكن الاعتماد عليه ولا يمكن الوثوق به كأساس لمعلومات دقيقة عن العالم، وإنه ضروري لاكتساب المعرفة ولكن لا يمكن الوثوق به فقط؛ لأن الحواس يمكن خداعها، وأن الطريقة المثلى لاكتساب المعرفة الحقيقية هي من خلال العقل.

الفيلسوف ديكارت

كان يرى أن الطريقة الوحيدة للحصول على اليقين بشيء ما هي من خلال التفكير المنطقي دون الاعتماد على التجربة الحسية، وبأن العقل منفصل عن الجسد، وأنه قادر على إدراك الواقع بشكل أكثر دقة من الحواس.

4-الإدراك الحسي عند ابن سينا:

كان ابن سينا عالمًا وفيلسوفًا وطبيبًا معروفًا وله أثار مهمة للنهضة العلمية العربية، كتب في الفلسفة، والطب، والعلوم، واشتهر بأعماله حول فلسفة الإدراك، والتي كان يعتقد أنها أساس كل المعرفة، كان ابن سينا، يفهمه على أنه عملية تجعل للإنسان يستطيع الحصول على المعرفة حول العالم المحيط به بشكل مباشر من خلال حواسه الخمسة ولهذا، فإنه يعدّ من العوامل الأساسية التي تساعد الإنسان في فهم وتفسير الظواهر الطبيعية والاجتماعية والفلسفية.

العالم والفيلسوف المسلم ابن سينا

ويؤكد ابن سينا أنه ليس قادرًا فقط على توفير المعرفة الكاملة والشاملة عن الأشياء، بل إنه أيضًا ينتج عنه بعض الانطباعات والمفاهيم غير المتكاملة التي يتم تحليلها وتفسيرها بواسطة العقل وبالتالي، فإنه يعتبر الخطوة الأولى في عملية الاستدلال وفهم الواقع، ولا يمكن الاستغناء عنه في هذا المجال.

من كل ما سبق عزيزي القارئ، وأيًا كان ما تتبناه من وجهات النظر، فأنا أعتقد أنه يحب علينا معرفة متى نتبع الإدراك الحسي ونستفتي قلوبنا ومتى أيضًا يجب أن نخالف هوانا لأن الهوى يهوي بصاحبه في كثير من الأحيان.

اقرأ أيضًا: الخيال وتأثيرة على حياتُنا

كتبت: سحر علي.