يعتبر العمل الخيري من أهم ركائز التنمية المجتمعية، فهو يساهم في تحقيق التوازن المجتمعي وتقليل الفجوات بين الطبقات المختلفة، كما أنه يعزز القيم الإنسانية، ويقوي روح التعاون والتضامن بين الأفراد، في اليوم الدولي للعمل الخيري الموافق 5 سبتمبر من كل عام، ندعو الجميع إلى المشاركة في العمل الخيري بمختلف أشكاله، ماديًا ومعنويًا، من أجل بناء مجتمعات أكثر عدلًا وازدهارًا.

وفي هذا التقرير سوف نتعرف معًا على:

  • بداية الاحتفال باليوم الدولي للعمل الخيري.
  • سبب الاحتفال باليوم الدولي للعمل الخيري.
  • أهمية اليوم الدولي للعمل الخيري.
  • ما هو العمل الخيري؟
  • علامات بارزة للعمل الخيري في مصر.
  • رواد العمل الخيري في مصر.

بداية الاحتفال باليوم الدولي للعمل الخيري:

بدأ اليوم الدولي للعمل الخيري كمبادرة أطلقها المجتمع المدني المجري في عام 2011م؛ لتنظيم المناسبات الخاصة بالأعمال الخيرية، وزيادة التكافل الاجتماعي تجاه الأعمال الخيرية وزيادة الدعم الشعبي لها، كانت تلك المبادرة بدعم من الحكومة المجرية.

بداية الاحتفال باليوم الدولي للعمل الخيري

بداية الاحتفال باليوم الدولي للعمل الخيري

وتم اختيار تاريخ 5 سبتمبر من أجل إحياء ذكرى وفاة الأم تيريزا، التي كرسّت عملها لخدمة الفقراء والمعدمين ممن يموتون في تلك المدينة من آثار الجوع والفقر لأكثر من 45 عامًا، وحصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 1979م تكريمًا للعمل الخيري الذي تخصصت له من أجل التغلب على الفقر، والذي يشكل تهديدًا للسلام العالمي، وتوفيت الأم تيريزا في 5 سبتمبر 1997م عن عمر ناهز 87 عامًا.

اقرأ أيضًا: في اليوم العالمي للسعادة.. إليك أفضل 10 طرق للحصول عليها

سبب الاحتفال باليوم الدولي للعمل الخيري:

أدركت الأمم المتحدة أن القضاء على الفقر بجميع صوره وأشكاله وأبعاده، هو تحدٍ عالمي هائل لا غنى عنه في تحقيق التنمية المستدامة، كما أدركت الأهمية القصوى للأعمال الخيرية في إمداد يد العون للفقراء والمحتاجين في حياة البشر، حيث إنها لجميع فئات الناس ولا تميز بين أحد منهم، وهذا يدعو إلى التركيز على التضامن العالمي وعلى حاجات الفئات الأضعف والأشد فقرًا، ويتولى هذا الدور المؤسسات المتناهية الصغر مرورًا بالتعاونيات وانتهاءً بالشركات المتعددة الجنسيات ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية.

سبب الاحتفال باليوم الدولي للعمل الخيري

سبب الاحتفال باليوم الدولي للعمل الخيري

وقد عرف العمل الخيري تطورًا كبيرًا عبر العصور، حيث تغير شكله ودوره في العصر الحديث بظهور العديد من المنظمات العالمية والإقليمية والمحلية المختصة بهذا الشأن، وأصبح هناك اليوم الدولي للعمل الخيري الذي يوافق 5 سبتمبر من كل عام.

أهمية اليوم الدولي للعمل الخيري:

يأتي اليوم الدولي للعمل الخيري، لإلقاء الضوء على أهمية الجهود الإنسانية التطوعية، والتشجيع على تعزيز التكافل الاجتماعي، بهدف حشد الناس في جميع أنحاء العالم نحو العمل الخيري، وتوعية وتحفيز الناس والمنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة المشتركة في جميع أنحاء العالم لمساعدة الآخرين من خلال التطوع والأنشطة الخيرية، وكذلك تكريم الذين ساهموا بحياتهم من أجل رفاهية الآخرين، ولا يقتصر الأمر على الأشخاص فقط، بل يتم أيضًا عن طريق تشجيع الأنشطة التطوعية والخيرية لمساعدة الآخرين من خلال العديد من المنظمات.

أهمية اليوم الدولي للعمل الخيري

أهمية اليوم الدولي للعمل الخيري

ما هو العمل الخيري؟

العمل الخيرى هو نشاط خيري دون مقابل أو ربح مادي أو أي مصلحة شخصية، وهذا ما يميزه عن غيره من الأعمال الأخرى ذات الصفة التجارية الربحية البحتة؛ وذلك لخدمة احتياجات الناس من سلع أو خدمات في حياتهم اليومية، يقوم بتقديمه بعض الأفراد أو الجمعيات الخيرية.

اقرأ أيضًا: اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.. تاريخه وأشكال العنف وأهميته

علامات مميزة في تاريخ العمل الخيري في مصر:

1-تأسست أول جمعية خيرية عام 1821م على يد أفراد الجالية اليونانية في الإسكندرية، حيث يمتد العمل الخيري الرسمي في مصر إلى تاريخ قديم.

2-تأسست أول جمعية خيرية إسلامية عام 1870م، ومع نهاية القرن التاسع عشر الميلادي بلغ عدد الجمعيات الخيرية المصرية قرابة 70 منظمة خيرية.

3-أشهر الجمعيات الخيرية التي تم تأسيسها في هذا الزمان جمعية المساعي المشكورة، والتي تأسست في عام 1892م على يد لفيف من كبار ملاك الأراضي الزراعية.

اقرأ أيضًا: في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. إليك أهم الحقوق الإنسانية ال 30

رواد العمل الخيري في مصر:

1-كان من رواد العمل الخيرى في هذه الحقبة أحمد المنشاوي باشا، أحد كبار أعيان مديرية الغربية وأحد كبار أعيان القطر المصري كله، حيث نفذ عددًا من المشروعات الخيرية منها:

  • مستشفى المنشاوي بمدينة طنطا وخصص له مبلغ 2000 جنية سنويًا، وكان مبلغًا كبيرًا بمقاييس عام ١٩٠٣م.
  • أنشأ معهد المنشاوي، وهو معهد أزهري لا يزال يحمل اسمه بطنطا.
  • تخصيص مبلغ 2000 جنية سنويًا لأهالي المتوفين من عساكر الجيش المصري آنذاك.
أحمد المنشاوي باشا

أحمد المنشاوي باشا

2-قام صاحب السعادة السيد عبد الرحيم باشا الدمرداش بتسليم كتاب إلى دولة رئيس مجلس الوزراء حينذاك محمد محمود باشا في عام ١٩٢٨م، يتضمن تبرعه بمبلغ 25 ألف جنية، وتبرعت كريمته قوت القلوب هانم بمبلغ 50 ألف جنية، والسيدة قرينته بمبلغ 25 ألف جنية قيمة بيع مجوهراتها؛ لإنشاء مستشفى الدمرداش بالقاهرة.

3-أنشأ محمد فهمي عبد المجيد باشا مستشفى المواساة بمدينة الإسكندرية، حيث كان رئيس مجلس إدارة جمعية المواساة الإسلامية الخيرية التي تأسست بالإسكندرية في عام 1910م هو والد الدكتور أحمد عصمت عبد المجيد وزير الخارجية والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية.

وقد نمت أعداد المنظمات الخيرية بشكل كبير خلال العقود الثلاث الأُول من القرن العشرين الماضي.

أما في عصرنا الحالي، فخير مثال على العمل الخيري هو إطلاق المبادرة الرئاسية (حياة كريمة) الهادفة إلى تحسين نوعية الحياة في أفقر المجتمعات الريفية ضمن إطار استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030م، وتتضمن عده محاور وهي:

  • تحسين مستويات المعيشة، والاستثمار في رأس المال البشري.
  • تطوير خدمات البنية التحتية، ورفع جودة خدمات التنمية البشرية والتنمية الاقتصادية على وجه الخصوص.
  • طفرة العمل الأهلي الاجتماعي، التي تكللت بتوقيع ميثاق (التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي) في منتصف مارس 2022م، والذي يضم الاتحاد العام للجمعيات وكل الاتحادات الإقليمية والنوعية، بالإضافة إلى مؤسسات وجمعيات المجتمع الأهلي المختلفة.
  • إطلاق مبادرة (كتف في كتف) المدعومة من الدولة في مارس 2023م؛ لتوزيع ملايين الكراتين من المواد الغذائية، وقطع الملابس على الفئات الأكثر احتياجًا في كافة أنحاء الجمهورية بمشاركة الآلاف المتطوعين.
  • عدد كبير من الجمعيات الأهلية؛ لمساعدة الفئات الأكثر احتياجًا وكفالتها.

وأخيرًا يعد اليوم الدولي للعمل الخيري، فرصة لتعزيز الأواصر الاجتماعية والمساهمة في خلق مجتمعات أكثر ترابطًا وتلاحمًا، حيث له القدرة على رفع آثار الأضرار المترتبة على الأزمات الإنسانية للأخرين.

اقرأ أيضًا: في اليوم العالمي للتسامح.. كيف تتحلى بالتسامح في 3 خطوات؟

كتبت: نيفين رضا الدميري.