توفي في يوم 7 سبتمبر 1566م، السلطان سليمان القانوني، أعظم سلاطين الدولة العثمانية، الذي حكم لمدة 48 عامًا، ووسع حدود الدولة العثمانية لتشمل ثلاث قارات، آسيا وأفريقيا وأوروبا، سنتعرف عليه بالتفصيل فيما يلي.
نشأة السلطان سليمان القانوني:
ولد ونشأ في مدينة طرابزون عام 1495م، وهو الابن الوحيد للسلطان سليم خان والسلطانة عائشة حفصة، له من الأخوات ثلاث وهم خديجة سلطان، شاه سلطان، فاطمة سلطان، كان شغوفًا بالعلم ودرس العلوم واللغات والتاريخ والأدب والعسكرية وهو في سن السابعة في مدارس قصر توبكابي، تعرف على البرجي إبراهيم هو عبد من أصول يونانية؛ ليصبح بعدها صديقه المقرب ثم حارسه الشخصي، ثم وزيره الأول لينتهي به المطاف مشنوقًا في سريره بقرار من السلطان سليمان، تم تعيين السلطان سليمان القانوني على عدة ولايات قبل أن يتولى عرش السلطنة العثمانية وهو في سن السابعة عشرة وهم (كافا، أدرنة، مانيسا).
الحياة الشخصية للسلطان سليمان القانوني:
بحسب ما ذكر في التاريخ أنه كان لديه زوجتان معروفتان، وهما ناهد فيران دوران وهُرم أو روكسلانا، أنجب من مهد فران، شاهزاده مصطفى، شاهزاده محمود، راضية سلطان، زوجته الثانية هُرم وأنجب منها شاهزاده محمد وكان هو الأمير الأقرب للفوز بعرش الدولة بعد أبيه، شاهزاده عبد الله وتوفي وهو صغير يتعلم المشي، مهرمة شاه وهي البنت الكبرى للسلطان سليمان، سليم شاه، شاهزاده بايزيد، شاه زاد جيهانكير، راضية شاه، وأنجب من كلفم خاتون شاهزاده مراد ومات وهو طفل.
ورغم تعدد زوجاته إلا أنه عرف بحبه الشديد لهُرم وتزوجها وأصبحت هي الزوجة الوحيدة له وكان الخلاف بينها وبين ماهد فيران لا ينتهي، لكن هُرم وبعد فترة قصيرة استطاعت فرض نفوذها على القصر الملكي بعد أن توفيت السلطانة عائشة حفصة أم السلطان سليمان القانوني.
السلطان سليمان القانوني بعيون العالم الأوروبي:
قام بوصفه سفير آل هابسبورغ لدى الباب العالي بأنه كان رجل شديد الحذر ويقظ، معتدل حتى في بداية حكمه لم يكن يفعل شيئًا يعاب عليه، لم يدمن الخمر ولم يرتكب أيًا من الجرائم غير الطبيعية كحاكم على عكس ما قام البعض بتشويه سمعته وأعماله، حتى أنهم أعابوا عليه لشده حبه في زوجته هُرم وأنه كان شديد الإخلاص لها حتى أنه تزوجها، ولم يكن هذا المتعارف عليه في التاريخ العثماني حيث كان السلاطين يتخذون النساء خليلات لبعض الوقت ثم يتركوهن.
اقرأ أيضًا: السلطان السابع الملك الصالح نجم الدين أيوب
لماذا أطلق عليه لقب القانوني؟
يوجد آراء كثيرة تضاربت حول تسميته بهذا الاسم، ومنها:
- لأنه جمع كل القوانين التي فرضها الحكام من قبله في عهد السلطان بايزيد والسلطان محمد الفاتح والسلطان سليم خان، وكانت هذه القوانين سنت من قبل لكن سليمان قام بتحريرها.
- شدته وحزمه في تطبيق القانون على جميع أفراد المجتمع دون استثناء حتى ابنه والصدر الأعظم (البرجلي إبراهيم).
- شك بعض العلماء أنه جلب بعض القوانين من الدول الأوروبية التي فتحها.
فترة حكم السلطان سليمان القانوني:
منذ توليه عرش الإمبراطورية العثمانية كان يحلم بنشر الإسلام والعدالة في أوروبا والعالم المسيحي، لكنه كان يحرص على عدم المساس بحقوق مواطنيها ورعايتهم وبنى الأسس القانونية والتشريعات الخاصة بالتعليم والقانون الجنائي، حدد بهذا القوانين والتشريعات لقرون عدة، وكان أبو السعود أفندي هو أول قاضِ عسكري للدولة العثمانية.
المعارك التي خاضها:
لم يكن سليمان القانوني يحكم فقط تركيا، بل كان يحكم القارات الثلاثة، وقد قاد عدة حملات في مناطق مختلفة، ومن أشهرها:
1-بلغراد وصل إليها الجيش العثماني، وتمكن من دخولها وضمها إلى حدود السلطنة العثمانية
2-تبريز كانت تابعة للدولة الصفوية، انطلق الجيش العثماني من إسطنبول متجهًا نحو تبريز، حيث كان الجيش العثماني متواجدًا هناك وقد فتحها الوزير الأعظم إبراهيم باشا.
3-فيينا وصل إلى أسوار قلعتها مرتين في محاولة لفتحها لكنه فشل في المرة الأولى، واضطر للعودة لأن الصفويين استغلوا وجوده في أقصى غرب أوروبا وبعده عن مركز خلافته؛ فقاموا بالهجوم على بغداد ؛ فاضطر سليمان بسحب جيشه للانسحاب والسيطرة على بغداد.
وفاة السلطان سليمان القانوني:
توفي السلطان سليمان القانوني أثناء حصاره لمدينة سيكتوار يوم 7 سبتمبر عام 1566م، بمرض النقرس الذي جعله لا يقدر على ركوب حصانه، ولكن الجنود رفضوا أن يخبروا أحدًا حتى العودة إلى العاصمة وقاموا بدفن أحشائه في الخيمة التي كان متمركزًا بها؛ ليتمكنوا من حفظ جسده حتى العودة إلى العاصمة، وفي عام 2016م أعلن نائب رئيس الوزراء التركي ويسي قايناق أن علماء أتراك اكتشفوا مكان دفن أحشاء وأعضاء السلطان سليمان القانوني.
وفي الختام لم يكن السلطان سليمان القانوني شخصًا عاديًا وكان فارسا شجاعا يحمل هم إيصال الإسلام للعالم كافة، ولكنه حرص على عدم إيذاء واحترام مشاعر الآخرين الذين لم يقبلوا بدخول الدين وأعتقهم من العبودية، على عكس ما تم نشره في الإعلام أنه كان ضعيف الشخصية بين نسائه وكان الحرملك له خصوصية كبيرة جدًا، لم يجرؤ أن يدخل إليه أحد من الرجال، تم تشويه سمعته وبالأخص هُرم لأن الحقيقة الكاملة غير معروفة حتى الآن.
اقرأ أيضًا: نديم السلطان .. على أبواب المحروسة
كتب: فاطمة عمر.