خلقنا الله تعالي مختلفين، ولقد اهتم علماء النفس بالاختلاف من ناحية الشخصية، فهناك الشخصية السيكوباتية، والشخصية السوية، والشخصية النرجسية، وغيرها من أنواع الشخصيات المختلفة، وسنتناول في هذا المقال عزيزي القارئ الشخصية السيكوباتية بشيء من التفصيل.

ما هي الشخصية السيكوباتية؟

الشخصية السيكوباتية هي شخصية تعاني من اضطراب نفسي يكون صاحبه معاديًا للمجتمع وكارهًا له، بحيث يرجع أي أمر سلبي يحدث له في حياته إلى المجتمع والظروف حوله، ولا يستطيع التحكم بانفعالاته ورغباته، ويفعل أي شي مهما كان للحصول على ما يحتاجه، ولا يهتم بمشاعر أحد ممن حوله؛ فهو على استعداد للتعدي على حريات الناس وحقوقهم وممتلكاتهم من أجل الوصول إلى أهدافه هو، كذلك أيضًا هو شخص عنيف وله قدرة على النصب والاحتيال والكذب والتجسس والنفاق، وهو غيور وحاقد جدًا يمكن أن يتسبب في أذى للآخرين.

ما هي الشخصية السيكوباتية؟

ما هي الشخصية السيكوباتية؟

السيكوباتية في علم النفس:

السيكوباتية في علم النفس هي اضطراب نفسي يتميز عن غيره بخصائص معينة، أهمها:

السيكوباتية في علم النفس

السيكوباتية في علم النفس

  • السلوك المتعارض أو المخالف للأعراف الاجتماعية.
  • عدم الاهتمام أو انتهاك حقوق الآخرين.
  • عدم القدرة على التفرقة بين الصواب والخطأ.
  • عدم القدرة على إظهار الندم أو التعاطف.
  • الميل إلى الكذب في غالبية الأحيان.
  • التلاعب وعدم الوضوح مع الآخرين وإيذائهم.
  • المشاكل المستمرة مع القانون ومخالفة قواعده.
  • عدم القدرة على تحمل المسئولية.
  • التعبير عن الغضب بشكل مستمر.

اقرأ أيضًا: تعرف على متلازمة هرس الأطراف وأشهر 4 أعراض لها

باختصار يمكننا أن نقول أن السيكوباتية تعني أن الاستجابات العاطفية للشخص تكون ناقصة مع قلة في التعاطف مع الآخرين، وعدم وجود قواعد تضبط أو تنظم السلوك السيئ، وهذا يؤدي إلى انحراف السلوك عند الشخص السيكوباتي، ليتحول إلى سلوك عدائي مع الآخرين.

وقد أثبتت الأبحاث المستمرة أن السيكوباتية لها مسار تنموي معين له تأثيرات وراثية قوية، وهذا يؤدي إلى تأثيرات ضارة على الشبكات الوظيفية لمناطق خاصة في الدماغ، وللأسف فإن التدخلات العلاجية التقليدية التي يتم عملها بشكل شائع في السجون ومراكز الطب الشرعي غير مفيدة بشكل فعال في مكافحة هذه الحالات؛ لذلك فإن الحلول البديلة والصحيحة يجب أن تكون من خلال فهم هذه الصعوبات النفسية العصبية، التي تنمو لدى الأفراد الأصغر سنًا الذين يعانون من أعراض المرض النفسي، وهذا ما يقوم به علماء الطب النفسي الحديث حاليًا لفهم الشخصية السيكوباتية، ومعالجة الشخصيات التي يمكن أن تصاب بمثل هذا الاعتلال النفسي، وهذا بالطبع سيجعل هناك استراتيجيات فعالة للتدخل الصحيح في أثناء مرحلة المعالجة.

اقرأ أيضًا: جدري القرود monkeypox أو جدري النسناس.. هل هو الوباء الجديد بعد كورونا؟

أنواع الشخصيات السيكوباتية:

كثيرًا ما نسمع كلمة مختل عقلي، أو مجنون أو مريض نفسي إلا أنه قليلًا ما نسمع كلمة شخص سيكوباتي، بالرغم من أن الأشخاص السيكوباتيين كثيرًا ما يمكنهم الاختلاط بسهولة والاندماج في حياتنا، كما أنهم يبدو عليهم أنهم أشخاص طبيعيون تمامًا برغم أنهم في الحقيقة يعانون من اضطراب في الشخصية وهو اضطراب مرضي خطير؛ لأنه لا يظهر للناس بشكل عام، وفي هذا الشأن صرح الدكتور كريج نيومان خبير الاعتلال النفسي وأستاذ علم النفس في جامعة شمال تكساس، أن الأشخاص السكوباتيين جميعهم لديهم صفات مشتركة وهي:

أنواع الشخصيات السيكوباتية

أنواع الشخصيات السيكوباتية

  1. إنهم مخادعون ويجيدون النصب والتلاعب أو نرجسيون.
  2. إنهم عدوانيون ويميلون للعنف، وقد يكون لديهم تاريخ أو ميل للسلوك الإجرامي.
  3. يتعاملون بقسوة شديدة من دون رحمة، ولا يشعرون بأي ندم، ويتمتعون من رؤية الآخرين يتأذون.
  4. إنهم مندفعون، ولا يتحملون عواقب أفعالهم، وقد يستخدمون أساليبًا غير قانونية.

ولقد قسم العلماء الشخصية السيكوباتية إلى نوعين، هما:

  • السيكوباتي العدواني: وهو شخص عنيف ومؤذي ويتعامل بأسلوب قاس مع الناس، ويستخدم القوة والغلظة في تعامله مع من حوله.
  • السيكوباتي المبدع: وهو من أذكى الأشخاص، ويتمتع بكاريزما قوية، ويستطيع أن يؤثر جيدًا في الناس وقادر على جذب ما يريد بطرق خبيثة، ويرتدي زي التقوى؛ لكنه شيطان من الداخل.

اقرأ أيضًا: تعرف على أشهر الأمراض النفسية وطرق علاجها

أسباب تكوُّن الشخصيات السيكوباتية:

1-الاستعداد الوراثي:

تزداد نسبة إصابة الشخص باضطراب الشخصية السيكوباتية، إذا كان لديه أقارب من الدرجة الأولى مصابون بهذا الاضطراب.

2-التربية القاسية:

التربية القاسية والعنيفة، تعتبر عاملًا أساسيًا في تكوين شخص معادٍ للمجتمع.

أسباب تكوُّن الشخصيات السيكوباتية

أسباب تكوُّن الشخصيات السيكوباتية

3-حرمان الحنان:

حرمان الطفل من أمه أو حنانها في أول ستة أشهر من حياته؛ يؤدي إلى زيادة احتمال إصابته باضطراب الشخصية السيكوباتية.

4-تجارب قاسية:

تعرض الطفل في صغره لظلم شديد أو حوادث اغتصاب وتحرش متكررة؛ تجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسة واعتلال الشخصية.

طرق علاج الشخصيات السيكوباتية:

1-يجب على الأهل اتباع أسلوب التهديد مع الشخص السيكوباتي إذا تمادى في هذا السلوك، كأن يهددونه مثلًا بتبليغ السلطات المختصة عنه في حالة قيامه بأشياء غير مسئولة.

2-على الأهل عدم الثقة فيه، وعدم تصديق كلامه أو وعوده؛ لأنه شخص محترف في تمثيل دور الضحية البريء.

3-على الأهل تركه أو الابتعاد عنه في بعض الأحيان لكي يشعر أنهم قادرون على التخلي عنه، وأنه لم يعد هو المسيطر.

طرق علاج الشخصيات السيكوباتية

طرق علاج الشخصيات السيكوباتية

4-على الأهل تقديم النصح له بطريقة غير مباشرة، مثلًا قراءة كتاب فيه تجربة إنسانية بصوت عالٍ، أو دعوته إلى الذهاب معهم إلى نشاط خيري يقومون به.

5-على الأهل مناقشته باللغة المنطقية أو العقلانية التي يفهمها، مثلًا إذا كان يهوي المال والسلطة يقولون له: “إن استمررت على هذه الأفعال السلبية؛ فستخسر منصبك وأموالك”.

6-على الأهل معرفة خطورة هذا الاضطراب، وأنه يحتاج دائمًا العلاج عند طبيب نفسي مختص؛ حيث يتضمن العلاج أدوية نفسية يجب تناولها.

أما في حالة من يملك شريك حياة سيكوباتيًا، فعليه الانفصال عنه على وجه السرعة، مع أخذ الأولاد إذا كان لديهم أولاد؛ فهذه العلاقة مدمرة جدًا بالنسبة لهم، ولكل من يملك في حياته شخصًا سيكوباتيًا يجب عليه الحذر الشديد منه، ومحاولة الابتعاد عنه قدر الإمكان، وعدم التفكير في الانتقام منه، لأنه سيؤذيك بشكل لن تتصوره مطلقًا.

ختامًا عزيزي القارئ، وبعد أن أوضحنا صفات الشخصية السيكوباتية، يجب علينا المحافظة على أطفالنا؛ لأن البيت هو بداية كل بذرة خير أو شر في الحياة؛ لذلك يجب أن نعمل على جعلهم أصحاء نفسيًا وجسديًا، ونغمرهم بالحب والدفء والحنان، ونكون لهم القدوة التي تنقل لهم القيم والعادات السلوكية المنظمة السوية في تعاملاتنا اليومية معهم.

اقرأ أيضًا: العلاج بالطاقة هل سحر وشعوذة أم علم ودراسة؟

كتبت: سحر علي.