حقيقة ما يحدث بعد الزلزال من أيام حزينة نعيشها، تهتز الأرض بأحبابنا في المغرب، وتمطر السماء على أحبابنا في ليبيا، فتزلزل الدنيا هؤلاء، وتموج بهؤلاء، ولم تنغلق بعد أحزانا على الزلزال الذي أصاب سوريا وتركيا، في هذا المقال سنعرض بعض من تلك الحقائق.
حقيقة ما يحدث بعد الزلزال يتصف بتدافع العالم لتقديم المساعدة:
حقيقة ما يحدث بعد الزلزال أن الكوادر الطبية تسعى مع فرق الانقاذ لتقديم المساعدة وتتدارك الكوارث، هنالك أيادي بيضاء من المتطوعين والمنظمات الأهلية التي تسارع لتقديم العون وتتدارك النقص الطبي والإغاثي كما حدث في زلزال سوريا وتركيا، حيث تكاتفت شعوب هذه الدول لتقديم العون الأكبر لمتضرري الزلزال، فطلاب المدارس جعلوا صفوف مدارسهم قاعات لتجهيز الملابس والطعام لإرسالها لأهلهم من متضرري الزلزال، أيضًا أصبحت المساجد والكنائس منازل مفتوحة لمتضرري الزلزال يقيمون فيها لحين نقلهم إلى المراكز المجهزة لاستقبالهم.
اقرأ أيضًا: الزلازل.. تعريفها، أسبابها، أنواعها، وأخطرها
الوجه الإنساني لكثير من المهنين والمتعلمين والفنانين:
أجل قدم كل من الفنانين والمتعلمين على حسب سعته ومقدرته، حيث اجتمع الفنانون الأتراك ببث مباشر دام لأيام متواصلة لجمع التبرعات لمساعدة المتضررين من الزلزال، أيضًا قام بعض الفنانين بالنزول إلى مناطق متضررة على رؤوس قوافل من الإغاثات والمعونات لمتضرري الزلزال، كما بادر أهل العلم من الأطباء النفسين الذين عملوا على استقبال المكالمات للأشخاص الذين أصيبوا بمرض نفسي بعد الزلزال وقاموا بجلسات الدعم النفسي مجانًا، وحملات التبرع بالدم التي أطلقها الشباب كنوع من التأكيد على التضامن والشعور بالمصابين.
تضامن الدول العربية مع أشقائها المتضررين من الزلزال:
إن حقيقة ما يحدث بعد الزلزال من تعاون الأشقاء العرب لتقديم المساعدة لمتضرري الزلزال، ترفع له قبعة الاحترام الكبير، فعندما حدث زلزال سوريا عمل الهلال الأحمر المصري على تقديم قوافل من مساعدات وإرسالها إلى سوريا، أيضًا أعاد مظهر الإنسانية تجاه المغرب وبدأت القوافل الإغاثية تصل إليها كنوع من التأكيد على الوحدة العربية بينهم، الإمارات العربية أيضًا ظهرت بنوع من التعاطف على أراضي سوريا بإعداد بيوت متناقلة لاحتواء المتضررين من الزلزال، أرسلت الكوادر الجزائرية طواقم مدربة من فرق الإنقاذ للبحث عن المفقودين تحت الأنقاض التي رأينا دموعها وهي تنتشل جثث المفقودين وفرحتها عندما تنقذ روحًا على قيد الحياة من تحت الركام.
قصص الأمل التي رأينها بين أنقاض الزلزال:
حمل الزلزال لنا قصصًا من الأمل بعد ألم من منا لم يسمع بتلك الطفلة الرضيعة التي ولدت تحت الأنقاض في سوريا؛ لتخبر بولادة أمل جديد في الحياة، وذلك الرجل المغربي الذي عثر على أولاده سالمين بعد أن تملكه خوف فقدهم من الزلزال، أيضًا الطفلة شام التي خرجت من تحت الأنقاض وقد خسرت قدمها لكن ذلك لم يمنعها من أن تحمد الله رغم المصاب الذي أصابها، أيضًا شعور الأمن والدفء الذي أصبحنا نستشعره اليوم بعد ما رأينا ما حدث، وأدركنا نعمة المنزل والأهل والعمل الذي خفض صوت التشاؤم لدينا.
إن حقيقة ما يحدث بعد الزلزال من نتائج الكوارث الكبيرة والمدمرة، وفقد للأشخاص وقسوة الظروف المعيشة التي سوف يتعرض لها من نجا منه يحمل رسائل مهمة منها إن دوام الحال من المحال، لذلك هنالك دائمًا خطة جديدة عليك وضعها والبدء بها، وثانيًا أن التذمر من الأمور الروتينية خير ألف مرة من تدخل الطبيعة لتغير الوضع، ثالثًا ما زال الخير بين أبناء العرب يظهر دائمًا، فلا تخف فلطف الله موجود أينما كنا، عزاؤنا للمصابين ودعاؤنا لهم أن يكون الخير هو بداية الجديدة لهم.
اقرأ أيضًا: زلزال المغرب.. كارثة إنسانية ودمار واسع النطاق
كتبت: روان كوكش.