يعد كوكب نبتون الكوكب الثامن في مجموعتنا الشمسية، وهو الكوكب الوحيد في نظامنا الشمسي الذي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، أما عن اكتشاف كوكب نبتون فكان في عام 1846م من قبل العالم الفرنسي أوربان لوفيرييه، وذلك بناءً على حسابات رياضية معقدة تنبأت بوجود كوكب غير مرئي يتسبب في اضطرابات في مدار كوكب أورانوس.
تاريخ اكتشاف كوكب نبتون:
كان من المتوقع رياضيًا وجود كوكب نبتون قبل مشاهدته فعليًا، فقد تنبأ عالم فضاء يدعى أوربان لوفيرييه بوجوده من خلال معادلات رياضية وحسابات فلكية، ثم بعد ذلك من خلال مشاهدات تلسكوبية حدثت ليلًا في يوم 23 سبتمبر 1846م، وأكدت وجود كوكب رئيسي واستمرت هذه المشاهدات إلى الصباح، وقام بها الفلكي جوهان غوتفريد غال بمساعدة (هينريتش دارسيت) اللذين نفذا حسابات (لوفيرييه) السابقة، وقد كانت لحظة مؤثرة وهامة في علم الفلك في القرن التاسع عشر، وإثباتًا جازمًا لنظرية الجاذبية التي أثبتها العالم (نيوتن)، وكما يقول أحد العلماء واسمه (راجو): “لوفيرييه اكتشف كوكبًا برأس قلمه”.
وبعد اكتشاف كوكب نبتون اتضح أنه كان قد شوهد عدة مرات قبل ذلك، لكن دون معرفة ماهيته أو طبيعته، وأن هناك آخرين قاموا بحسابات أخرى حول موقعه ولكنها لم تنجح في إيصالهم إلى مشاهدته فعليًا، وفي عام 1846م كان كوكب أورانوس قد أكمل دورة كاملة منذ اكتشاف (ويليام هيرشل) له، وفي عام 1871م اكتشف الفلكيون بعض الاختلالات في مساره، والتي لم يتم شرحها بقانون نيوتن للجاذبية وهذه الاختلالات أظهرت كوكبًا مجهولًا بعيدًا أثر على مسار أورانوس حول الشمس.
وفي عام 1845 م، بدأ الفلكيان (أوربان لوفيرييه) في باريس و(جون كوتش أدامز) في كامبريدج حساباتهما بشكل متخصص ودقيق؛ لتحديد طبيعة وموقع كوكب معين، ولكن لسوء الحظ فإن نجاح (لوفيرييه) أدى أيضًا إلى نزاع دولي كبير حول أولوية الاكتشاف، وعمومًا فقد أعطت الجمعية الملكية الفلكية (لوفرييه) وسام كوبلي في عام 1846م مكافأة على إنجازاته، وقد نتج عن اكتشاف كوكب نبتون اكتشاف القمر تيتان، وهو القمر الخاص بالكوكب عن طريق ويليام لاسيل بعد سبعة عشر يومًا فقط من اكتشاف نبتون.
اقرأ أيضًا: الحياة على كوكب المريخ.. تحدٍ جديد ينتظر البشر
تلسكوب اكتشاف نبتون:
التلسكوب الذي تم بواسطته اكتشاف كوكب نبتون في مرصد برلين (1835م – 1913م)، وهو تلسكوب عاكس كروماتيك من 9 إنشات باريسية أو ما يعادل 24.4 سم، كان تلسكوبًا عاليًا في الأداء في وقته، وكان يتميز بواحدة من أوسع المرايا المزدوجة وأنعم عدسة مصنّعة، وبه نظام تزامني يدير القضيب الأساسي بطول أربعة أمتار مع دوران الأرض، تم نقل هذا التلسكوب حديثًا إلى المتحف الألماني في ميونيخ؛ حتى يتمكن الناس من رؤيته كمعروضة فلكية نادرة في القرن الحادي والعشرين.
اكتشاف كوكب نبتون كان نقطة تحول في علم الفلك وتأكيدًا لقوانين الجاذبية، كانت هذه الاكتشافات مثالًا على التعاون الدولي والتقدم العلمي، كما توسعت معرفتنا بالكون وتحقق تقدم هائل في فهمنا للكون.
اقرأ أيضًا: ظهور القمر الأزرق العملاق 31 أغسطس من هذا العام
كتبت: سحر علي.