اليوم العالمي للغة الإشارة.. جسر التواصل بين الصم والبكم والمجتمع

اليوم العالمي للغة الإشارة

اليوم العالمي للغة الإشارة

حاسة السمع من أهم الحواس التي أنعم الله بها علينا بينما منعها سبحانه لحكمة ربانية عن بعض خلقه، وهنا جاءت لغة الإشارة وضرورتها لتتواصل هذه الفئة مع بعضها ومع الآخرين، واليوم الموافق 23 سبتمبر يحتفل العالم باليوم العالمي للغة الإشارة، تحت شعار (مع لغة الإشارة الاهتمام يطال الجميع).

وفي إحصاء للجمعية العامة للأمم المتحدة ذكرت أن عدد الصم في العالم يبلغ 72 مليون شخص، ويعيش 80% منهم في الدول النامية ويتواصلون بأكثر من 300 لغة إشارة، واعتمدت الجمعية العامة يوم 23 سبتمبر يومًا عالميًا لها، لتنمية الوعي بأهميتها باعتبارها حقًا من حقوق الإنسان لفئة الأشخاص الصم والبكم.

ما هي لغة الإشارة؟

لغة الإشارة هي لغة طبيعية وكاملة، تعتمد على استخدام اليدين والوجه وحركات الجسم للتواصل، وهي لغة مستقلة بذاتها، لها قواعدها النحوية والصرفية الخاصة بها، وتختلف عن لغة الكلام في التعبير عن بعض المعاني.

ما هي لغة الإشارة؟

متى نشأت؟

ارتبطت هذه اللغة بوجود الصم، وهذه الاحتياجات الخاصة ألجأت الإنسان لضرورة وضع لغة خاصة بالصم والبكم، ليتواصلوا بها مع بعضهم ومع بقية أفراد المجتمع والعالم حولهم، لكن اكتشاف هذه اللغة يعود للقرن السابع عشر في مدينة مدريد الإسبانية، حين قام أحد الأسبان واسمه خوان بابلو بونيت بنشر مقال باللغة الإسبانية عنوانه (اختصار الرسائل والفن لتعليم البكم الكلام)، وهذه المقالة تم اعتبارها أساسًا للتعامل مع علم اللاصوت ومعالجة صعوبات النطق والكلام، بالإضافة إلى أنها أصبحت طريقة التعليم الشفهي للصم من الأطفال عن طريق حركات وإشارات الأيدي.

متي نشأت؟

وهذه الحركات تعبر عن أشكال الحروف لتسهل التواصل مع الآخرين، ثم قام الأطفال الصم في مدرسة (تشارلز ميشيل ديليبي الفرنسية)، باستخدام هذه الأبجدية وتكييفها حتى تحولت إلى ما يسمى اليوم (دليل الأبجدية الفرنسية للصم)، وما زالت تطبق حتى يومنا هذا دون أي تغيير، وتم استخدام هذه اللغة الموحدة في تعليم الصم في إيطاليا وإسبانيا منذ القرن السابع عشر للميلاد ،ثم فرنسا حتى ظهور اللغة التي يتم استخدامها الآن.

اقرأ أيضًا: اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد.. وأبرز 5 طرق للتعامل معه

لغة الإشارة في العالم العربي:

بدأ الاهتمام بها يتزايد عند العالم العربي في عام 1985م، وبدأت مدارس الصم والبكم تستخدمها في تنفيذ برامجها وتستعملها كوسيلة اتصال رئيسية وقد حققت نجاحًا وأثرًا كبيرًا، ثم تم اعتمادها رسميًا خلال المؤتمر السادس لرعاية الصم الذي تم عقده في مدينة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1999م، وبدأت الدول العربية استعمالها في تدريس الصم وظهر أثر ذلك وطريقة الاتصال الكلي في الدول العربية تمامًا كما كان في الدول الأوروبية.

لغة الإشارة في الوطن العربي

كما قامت جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للثقافة والعلوم والاتحاد العربي للهيئات العاملة لرعاية الصم بتشكيل أول قاموس إشاري عربي، بالإضافة إلى استخدام هذه اللغة أثناء تقديم النشرات الإخبارية الأسبوعية.

اهتمام السينما بهذه اللغة:

أثارت هذه اللغة اهتمام الكثيرين من الفنانين والمخرجين، فتم عمل أعمال سينمائية ودرامية تتناول أشخاصًا من فئة الصم والبكم، نذكر منها:

  • فيلم (الخرساء) للفنانة سميرة أحمد.
  • فيلم (الصرخة) للفنان الراحل نور الشريف.
  • مسلسل (يوميات ونيس) للفنان محمد صبحي، حيث قدم المسلسل شخصية فتاة من الصم والبكم اسمها (مجبورة) قامت بأدائها الفنانة دنيا بجدارة.

ختامًا، في اليوم العالمي للغة الإشارة، ندعو إلى تعزيز الوعي بأهمية هذه اللغة، وضرورة توفير فرص التعليم والتدريب عليها للصم، حتى يتمكنوا من التواصل مع الآخرين والمشاركة في المجتمع بشكل كامل.

اقرأ أيضًا: في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة.. تعرف على أهم 5 أهداف له

كتبت: سحر علي.