العروسة والحصان.. حكاوي وأسرار حلاوة المولد

حلاوة المولد

حلاوة المولد

تمر بنا هذه الأيام ذكرى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ومن أهم مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في الدول العربية وخاصة في مصر شراء حلاوة المولد، وكان الفاطميون هم أول من صنعوا العروس الحلوى في المولد.

ومنذ ذلك الحين أصبحت الحلوى من المظاهر المميزة للمولد النبوي الشريف في مصر، تباع الحلوى في جميع محلات الحلوى والشوادر التي تقام كل عام لهذه المناسبة، وتعرض فيها أنواع عديدة من الحلويات المميزة، كذلك يوجد الحصان أو الجمل المصنوع من السكر للأولاد، لذلك تعتبر مظهرًا أساسيًا للاحتفال بالمولد.

بداية ظهور حلاوة المولد:

بدأ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف منذ أكثر من 1000عام وتقريبا في القرن الرابع الهجري مع دخول الفاطميين إلى مصر (المحروسة)، تقول الروايات أن من صنعها استوحوا فكرتها من موكب الخليفة الفاطمي الذي كان يتجول في الشوارع ويوزع الحلوى بكميات كبيرة على الناس والجنود في يوم المولد النبوي الشريف.

بداية ظهور حلاوة المولد

بينما تقول رواية أخرى إن الحاكم بأمر الله كان يخرج في يوم المولد النبوي في موكب بصحبة زوجته وهي ترتدي ثوبًا أبيض، ومن هنا جاءت فكرة صنع حلوى على هيئة عروس وفارس على الحصان توزع في وقت مرورهما كل عام، فأصبحت هذه عادة مصرية وطقسًا من طقوس المولد النبوي الشريف.

اقرأ أيضًا: كحك العيد.. أكلة لها تاريخ في 6 حضارات مختلفة

تطور حلاوة المولد:

مع مرور الأيام أصبحت صناعة حلاوة المولد جزءًا من التاريخ والثقافة والفلكلور المصري، وبالرغم من أنها في البداية كانت على شكل حصان أو عروس من السكر توزع على الأطفال أثناء مرور موكب الحاكم في يوم المولد النبوي، لكن المصريين أدخلوا عليها تعديلات وأضافوا إليها الألوان لتتلاءم مع كل طبقات الشعب، كما تم إدخال السمسمية والحمصية والفولية والملبن على حلويات المولد وكانت هي الأشهر على مر العصور، لكن تطورت صناعة حلوى المولد وتم إضافة أصناف مستحدثة مصنوعة من المكسرات مثل البندق والفستق والكاجو أو مضاف إليها قمر الدين وبعض الفواكه المجففة مثل: المشمش المجفف، والكريز، والقراصيا.

تطور حلاوة المولد

نسبة السكر في حلاوة المولد:

الدكتور أحمد إسماعيل استشاري التغذية العلاجية قال: “إن نسبة السكر الموجودة في حلوى المولد عادةً تكون عالية؛ لهذا يجب عدم الإكثار في تناولها حفاظًا على الصحة وخاصة بالنسبة لمرضى السكر، وأن هناك فوائد وأضرار لحلاوة المولد”.

نسبة السكر في حلاوة المولد

فوائدها:

يتم تصنيع بعض أنواع من حلاوة المولد من المحاصيل الغذائية مثل السمسم والفول السوداني والحمص وبعض أنواع المكسرات، التي من الممكن فقدان قيمتها الغذائية بسبب نسبة السكر الكبيرة المضافة عليها، لكن حلاوة المولد تحتوي على فيتامين (ب، أ، هـ)، والأملاح المعدنية والأوميجا 3، والماغنسيوم وكل ذلك يساعد على تقوية الأعصاب والحماية من الأمراض العصبية.

فوائد حلاوة المولد

كذلك يمكن أن تعالج الخشونة وتحمي الأشخاص المصابين بها، كما أن حلوى السمسمية يمكن أن تعمل على تقليل نسبة الكولسترول في الدم، كما يعمل الملبن على تخفيف آلام المفاصل وتحسين جودة البشرة، يوجد أيضًا في حلوى الحمصية، المعادن، الألياف، البروتين، حمض الفوليك وكلها مواد ضرورية لصحة الجسم، وحلوى الفولية تعمل على منع حصوات المرارة وتقليل ظهورها، بينما تساعد حلوى الفستقية على امتصاص الحديد وعلاج الأنيميا في الجسم.

أضرارها:

يستكمل الدكتور أحمد إسماعيل حديثه قائلًا:” أنه يجب الحذر في تناول حلاوة المولد حيث إن الإكثار منها له مضاعفات كبيرة، وأهمها ارتفاع نسبة السكر في الدم؛ لأن نسبة السكر بها مرتفعة جدًا؛ مما يجعل هناك خطورة كبيرة جدًا على مرضى السكر من زيادة تناوله لها، كما أنها تؤدي إلى ارتفاع معدلات السمنة، والإصابة ببعض الأمراض مثل: مرض القلب، والسكري، وارتفاع نسبة الدهون في الجسم خاصةً حلوى السمسمية والفولية والحمصية.

في النهاية، يُنصح بتناول حلاوة المولد بشكل معتدل والتحكم في كميات السكر والدهون المضافة إليها، كما يُمكن استبدال بعض المكونات الغير صحية بمكونات أكثر صحية مثل المكسرات والفواكه المجففة.

اقرأ أيضًا: أصل اللغات القديمة وتصنيفها وأشهرها .. نشأة اللغة العربية

كتبت: سحر علي.