طوفان الأقصى

قبل الحديث عن عملية طوفان الأقصى أحب أن أذكر أننا بالأمس القريب كنا نحتفل بذكرى انتصار 6 أكتوبر المجيد وبذكرى رحيل صاحب القرار رجل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ولم نكن نتخيل أن اليوم التالي يوم السبت الموافق 7 أكتوبر 2023م سيكون هو الآخر يومًا لا يقل أهمية عن اليوم الذي سبقه، في هذا اليوم حدثت معجزة طوفان الأقصى، نعم هي معجزة طوفان الأقصى وليست عملية طوفان الأقصى كما أطلقوا عليها، فهي معجزة ربانية بكل المقاييس.

لم تكن مجرد حراك فلسطيني أو عملية مقاومة من التي اعتدناها، بل هي حرب بكل ما تحمل الكلمة من معنى حرب برية جوية بحرية قامت بها القوات الفلسطينية التي لا تملك إلا إيمانًا صادقًا وعقيدة قوية وتدريبًا جيدًا، تمكنت بواسطة كل ذلك من تنفيذ عملية صدمت العالم أجمع وإسرائيل على وجه الخصوص، هذه الصدمة التي بلغت حد الشلل عند الإسرائيليين الذين لم يستطيعوا الرد في الساعات الأولى للعملية، وسنتناول الآن بعض تفاصيل هذه العملية.

عملية طوفان الأقصى:

هي عملية عسكرية أطلقتها الفصائل الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزة وعلى ما يدعى بتدنيس المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى.

عملية طوفان الأقصى
عملية طوفان الأقصى

كيف بدأت عملية طوفان الأقصى؟

بدأت عملية طوفان الأقصى بهجوم صاروخي واسع النطاق أطلقته الفصائل الفلسطينية، حيث أطلقت آلاف الصواريخ تجاه عدد من البلدات والمدن الإسرائيلية من (ديمونا) في الجنوب إلى (هود هشارون) في الشمال وحتى القدس في الشرق، ومع إطلاق هذه الصواريخ حدث اقتحام بري من شباب المقاومة بواسطة سيارات الدفع الرباعي والدراجات النارية والطائرات الشراعية وغيرها للبلدات القريبة من القطاع، حيث قاموا بالسيطرة على عدد من المواقع العسكرية خاصةً في (سديروت) ووصلوا إلى (أوفاكيم) وقاموا باقتحام (نتيفوت)، وحدثت اشتباكات عنيفة في هذه المستوطنات الثلاثة وفي مستوطنات أخرى وأسروا عددًا من الجنود والمدنيين وعددًا من الآليات العسكرية والأسلحة الإسرائيلية.

كيف بدأت عملية طوفان الأقصى؟
كيف بدأت عملية طوفان الأقصى؟

اقرأ أيضًا: يوم توحيد المملكة العربية السعودية.. ذكرى كفاح ونضال

خسائر الاحتلال الإسرائيلي:

حسب آخر ما ورد لنا فقد أكدت القناة الـ 12 الإسرائيلية صباح يوم الأحد 8 أكتوبر ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين في غزة إلى 350 قتيلًا والمصابين أكثر من 1500 آخرين، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “إن اليوم هو يوم أسود وأنه على استعداد للثأر لهذا اليوم”، ودعا نتنياهو المقيمين في غزة إلى الخروج من القطاع لأن الجيش الإسرائيلي سيضرب بكل قوة، وقام نتنياهو بتحذير حركة حماس من إيذاء الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها، وأنهم مسئولون عن أمنهم وحمايتهم.

خسائر الاحتلال الإسرائيلي
خسائر الاحتلال الإسرائيلي

الشهداء الفلسطينيين:

أبلغت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن عدد غير محدد من الإصابات، بينما ذكرت أن هناك 161 شهيدًا فلسطينيًا، وقال أحد مراسلي وكالة أسوشيتد برس في قطاع غزة: “أنه تم تشييع 15 ضحية وهناك 8 جثث أخرى في المستشفيات”، بينما أفادت الأنباء عن مقتل شخص واحد في غارة جوية على المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، وأيضًا هناك أربعة فلسطينيين تم قتلهم وإصابة خمسة آخرين في اشتباكات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي عند السياج الحدودي في قطاع غزة.

الشهداء الفلسطينيين
الشهداء الفلسطينيين

ردود الأفعال:

يطالب كل من الجانب الفلسطيني والإسرائيلي بتوفير الرعاية الطبية اللازمة في المستشفيات، واستدعاء جميع الأطباء، وحملات التبرع بالدم، وإعلان حالة الطوارئ القصوى في المستشفيات ومراكز الرعاية الطبية، كما دعت المواطنين للالتزام ببيوتهم وتوخي الحذر، أما ردود الأفعال العربية والعالمية فكلها تطالب بضبط النفس، ومحاولة إيجاد الحلول السلمية والدبلوماسية حتى لا يتم تصعيد الأمر بما فيه الضرر للمنطقة كلها.

ردود الأفعال
ردود الأفعال

وعلى الجانب المصري فقد وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بفتح معبر رفح ودفع عدد من سيارات الإسعاف عند المعبر، وتوفير كل الرعاية الصحية والخدمات الطبية للمقاومة الفلسطينية.

إن عملية طوفان الأقصى تذكرنا بأن الإرادة الفلسطينية لا تنكسر، وأنها مستعدة للدفاع عن حقوقها وتحقيق العدالة لشعبها، إن قدرة الفصائل الفلسطينية على التنظيم والتدريب والتكتيك في هذه العملية تدل على استعدادها لمواجهة أي تحديات في المستقبل.

اقرأ أيضًا: ذكرى استقلال العراق.. 91 عاما من التحدي والإنجاز

كتبت: سحر علي.