في السابع من أكتوبر انطلقت عملية طوفان الأقصى من الأراضي الفلسطينية باتجاه الأراضي المحتلة فيما يعرف بمستوطنات غزة أو غلاف غزة، كان لهذه الحرب الخاطفة تأثير كبير على الاقتصادين الإسرائيلي والعالمي ولكن بطرق مختلفة، لذا تعالوا معي في هذا المقال نستعرض مدى هذا التأثير الاقتصادي.
تأثير عملية طوفان الأقصى على اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي:
خسائر الاحتلال الإسرائيلي:
لأول مرة بعد حرب أكتوبر عام 1973م، كان الاحتلال الإسرائيلي هو رد الفعل وفي كل الحروب التي خلقها وشنها ضد العرب، كان هو البادئ وهو الذي تحرك واختار التوقيت المناسب له عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، لكن في حرب طوفان الأقصى كان الاحتلال الإسرائيلي كمثل أي رجل أو امرأة في عالمنا العربي لا يعرف شيئًا عن نية الفصائل الفلسطينية وتخطيطهم وتنفيذهم لهذه العملية العظيمة.
عملية طوفان الأقصى وخسائر الاحتلال الإسرائيلي
لقد كان فشلًا استخباراتيًا كاملًا لدولة الاحتلال الإسرائيلي وحلفائها الأمريكيين والأوروبيين، وأعقب هذا الفشل فشل آخر، ليس فقط في عدد القتلى الإسرائيليين الذي وصل الآن إلى 1200 قتيل وأربعة آلاف جريح ومصاب، ولكن من المرجح أيضًا أن يتأثر اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير جدًا بتلك الحرب، سواء في عملتها الشيكل أو النمو الاقتصادي والميزانية الإسرائيلية.
اقرأ أيضًا: طوفان الأقصى.. انتفاضة جديدة تهز الاحتلال الإسرائيلي
العملة الإسرائيلية:
انخفضت قيمة العملة الإسرائيلية الشيكل مقابل الدولار في الساعات الأولى من عملية الأقصى بنسبة تزيد عن عشرة بالمائة؛ مما دفع رئيس البنك المركزي الإسرائيلي إلى سحب 30 مليار دولار من الاحتياطي النقدي الإسرائيلي البالغ 200 مليار دولار أمريكي وضخها إلى الأسواق في محاولة لوقف تدهور وتراجع العملة الإسرائيلية التي لا تزال تنزف حتى يومنا هذا، علاوة على ذلك، يشير خبراء أوروبيون وإسرائيليون إلى أن الحرب المستمرة ستكلف 27 مليار شيكل، أي 4 مليارات دولار أمريكي في حال اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لغزة برًا.
العملة الإسرائيلية
أما النمو الإسرائيلي، فقد استدعت إسرائيل 300 ألف جندي من قوات الاحتياطي وأوقفت أعمالهم وشركاتهم، وأغلقت العديد من المصانع، كما أغلقت آبار الغاز في البحر الأبيض المتوسط خوفًا من تعرض آبار الغاز لعمليات عسكرية تخريبية، هذا غير تأثير هروب السياح من الأراضي المحتلة التي أصبحت منطقة حرب، وأوقفت جميع شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى المطارات الإسرائيلية، وهناك مناشدات لكل دولة لاستعادة رعاياها من إسرائيل التي لم تعد آمنة لأحد زائر ولا مقيم، لقد بدأ الاحتلال الإسرائيلي يدفع فاتورة باهظة لاحتلال الأراضي الفلسطينية.
التأثير العالمي:
أما عن تأثير عملية طوفان الأقصى على المستوى الاقتصادي العالمي، وكما يقول مدير الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فإن هذه الحرب أربكت الاقتصاد الأمريكي الذي كان في طريقه للسيطرة على التضخم الهائل الناجم عن جائحة كورونا العالمية، كما فتحت الولايات المتحدة الأمريكية خزائنها لمساعدة الاقتصاد الإسرائيلي عسكريًا وماليًا واستخباراتيًا ولوجستيًا، وهو ما يعني المزيد من الضغط على الاقتصاد الأمريكي ومن ثم الاقتصاد العالمي.
الذهب والنفط:
في الساعات الأولى من عملية طوفان الأقصى، ارتفع سعر المعدن الأصفر، الملاذ الآمن في أوقات الأزمات والحروب، وكانت أوقية الذهب قبل عملية طوفان الأقصى تصل إلى 1800 دولار للأونصة، أما الآن وبعد أربعة أيام من الحرب فقد وصلت إلى 1881 دولارًا للأونصة من الذهب، ومن المرجح أن ترتفع كلما فقدت إسرائيل بعضًا من جنودها، كما ارتفع سعر النفط إلى مستوى 100 دولار للبرميل.
الذهب والنفط
في ختام هذا المقال، يمكن القول إن عملية طوفان الأقصى كان لها تأثير كبير على الاقتصادين الإسرائيلي والعالمي، حيث أدت إلى خسائر فادحة للاقتصاد الإسرائيلي، وألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي.
اقرأ أيضًا: يوم توحيد المملكة العربية السعودية.. ذكرى كفاح ونضال
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.