تمر اليوم الجمعة الموافق 12 أكتوبر 2023م ذكرى معركة كربلاء، حيث وقعت في شهر أكتوبر من سنة 680 ميلادية الموافق لسنة 61 هجرية، وهى معركة من أشهر معارك التاريخ الإسلامي وانتهت باستشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضى الله عنه، وفي هذا المقال سنتناول بعض المشاهد التي ستوضح تفاصيل هذه المعركة.
المشهد الأول:
هو خروج الحسين من مكة المكرمة واستقراره في الكوفة، ذكر الكاتب الكبير عباس محمود العقاد في كتابه (أبو الشهداء الحسين بن علي) أن معاوية بن أبي سفيان، قد أوصى قبل موته بالخلافة لابنه يزيد بن معاوية، وتنفيذًا لهذه الوصية فإن يزيد كان كل همه منذ توليه المُلك أن يحصل على بيعة الحسين وعبد الله بن الزبير في مقدمة المبايعين؛ وذلك لأنهما أنكرا العهد له في حياة أبيه معاوية.
ترك الحسين المدينة وذهب إلى مكة مع أهل بيته وأخوته وبني أخيه الحسن، بدأ الناس في مكة وخاصةً عبد الله بن الزبير يطالبون الحسين بالخلافة وكان ابن الزبير كل يوم يطوف بالكعبة في صباحه ومساءه ليتعرف رأي الناس في الحجاز، والعراق وباقي الأقطار الإسلامية ويبلغ الحسين بما توصل إليه، أقام الحسين في مكة أربعة أشهر وسط دعاوي المسلمين له وخاصة أهل الكوفة ليبايعوه بالخلافة.
اقرأ أيضًا: معركة ذي قار يوم كسر العرب أنوف الفرس الجزء الأول
المشهد الثاني:
عند خروج الحسين من مكة متوجهًا إلى العراق، اعترض عدد من الصحابة على ذلك ومن بينهم أخيه محمد بن الحنفية وعبد الله بن العباس وعبد الله بن عمر -رضي الله عنهم جميعًا-، وحاولوا منعه إبقاءه في مكة لكن قدر الله وخرج الإمام الحسين إلى مصيره المحتوم حيث ستقوم معركة كربلاء ويقتل فيها كما سنوضح الآن.
المشهد الثالث.. معركة كربلاء:
في يوم الجمعة العاشر من شهر محرم سنة 61 للهجرة وقعت معركة كربلاء، حيث جهز عمر بن سعد جيشًا وكان عمر بن الحجاج في الميمنة وشمر بن ذي الجوشن في الميسرة، وقام عمر بن سعد بمنع الماء عن أنصار الحسين قبل معركة كربلاء، فظلوا عدة أيام دون ماء يعانون من العطش، وعندما تواجه الجيشان في معركة كربلاء ألقى الجيش الأموي السهام بكثرة على أنصار الحسين.
فقُتل الكثير منهم وبدأ القتال واستمر لمدة ساعة واحدة، قُتل خلالها خمسون من أنصار الحسين، وكلما استمر القتال ازداد عدد القتلى من أنصار الحسين وأقربائه وأهل بيته، وقبل انتهاء معركة كربلاء تقدم الحسين بن علي على جواده وأمامه العباس بن علي يحمل رايته، وكان العباس يحاول أن يأتي بالماء لعلي من نهر العلقمي قتله الجيش الأموي، وظل الحسين في الساحة مصابًا بسهم في نحره وضربات الرماح والسيوف تضرب عليه من كل جانب.
المشهد الرابع.. استشهاد الحسين:
حسب ما ورد في كتب التاريخ يقال إن الذي قتل الإمام الحسين هو شمر بن ذي الجوشن، حيث قتل الحسين في معركة كربلاء وعمره حوالي 56 عامًا، وبعد قتل الإمام الحسين أخذوا رأسه الشريفة ورؤوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية، فلما وضعت رأس الإمام الحسين أمام يزيد يقال إنه امسك بقضيب وأخذ ينخر في ثغر الإمام الحسين ويحرك شفتيه، فقال له أحد الحاضرين: “والله الذي لا إله إلا هو، لقد رأيت شفتي رسول الله على هاتين الشفتين يقبلهما، ألا إن هذا سيجيئ يوم القيامة وشفيعه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشفيعك أنت ابن زياد عليه لعنة الله”، ثم قام من مجلسه وانصرف.
هكذا عزيزي القارئ، عرضنا لك بعضًا من أهم مشاهد معركة كربلاء التي قتل فيها سيد شباب أهل الجنة سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
اقرأ أيضًا: معركة الزلاقة .. المعركة التي مدت في عمر الأندلس
كتبت: سحر علي.