“مات الولد”، صرخة هزت العالم عام 2000م، عندما أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار على الطفل محمد الدرة، وهو يحتمي خلف ظهر والده جمال الدرة، بعد 23 عامًا على استشهاد محمد الدرة، ودع جمال الدرة شقيقيه نائل وإياد، اللذين استشهدا بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، في هذا المقال سنتعرف على تفاصيل استشهاد محمد الدرة وشقيقي والده وتأثير هذه الأحداث على جمال الدرة.
الشهيد والشاهد على جرائم الاحتلال بعد 23 عامًا على اغتيال محمد الدرة:
تناقلت وسائل الإعلام في العالم خبرًا أعاد لنا هذه الذكرى المؤلمة، حيث قام جمال الدرة والد الطفل محمد الدرة بتوديع شقيقيه نائل وإياد، اللذين استشهدا بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد 23 عامًا مر على استشهاد طفله محمد الدرة، الذي استشهد برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال انتفاضة الأقصى عام 2000م، وحسب ما ذكره موقع العربية، هناك مقطع فيديو لجمال الدرة وهو جالس إلى جانب جثماني شقيقيه الشهيدين، مرددًا الدعاء لهما ولكل الشهداء بالرحمة والمغفرة، ووجه كلامه إليهما قائلاً: “احجزا لي مكانًا في الجنة جنبكما”، داعيًا الله أن يلهمه الصبر على فراقهما.
وتذكر رواد وسائل التواصل الاجتماعي حادث استشهاد الطفل محمد الدرة واعادوا تداول صورة أبيه جمال الدرة معه، حيث كان يصرخ لقوات الاحتلال الإسرائيلي: “مات الولد”، بعد أن استهدفته رميًا بالرصاص من بنادقهم الآلية، وتم نشر الصورتين جنبًا إلى جنب في رسالة واضحة للعالم يقولون فيها: “تذكروا هاتين الصورتين جيدًا واحفظوهما داخل عقولكم وذاكرتكم”.
اقرأ أيضًا: لدعم إسرائيل.. الولايات المتحدة ترسل حاملة الطائرات الأمريكية جيرالد فورد إلى غزة
من هو محمد الدرة وما قصته؟
محمد الدرة طفل فلسطيني، ولد في يوم 18 نوفمبر (تشرين الثاني) 1989م بمخيم البريج للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، أسرته ذات وضع اقتصادي جيد، تعلم في مدرسة المخيم الابتدائية، واستشهد وعمره 11عامًا.
تفاصيل استشهاده:
في يوم 30 سبتمبر 2000 م كان الأب جمال الدرة مصطحبًا ابنه محمد الدرة لشراء سيارة كبيرة بدلًا من سيارة صغيرة كان يمتلكها من سوق السيارات الوقع في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، لكنه لم يجد السيارة التي يريد شراءها؛ فقرر العودة إلى البيت مع ابنه، وأثناء عودتهما وجد جمال الدرة مظاهرات ومواجهات بين مجموعة من الشباب وقوات الاحتلال الإسرائيلي وكان الطريق الرئيسي مغلقًا بالكامل، فاضطر هو وابنه أن يسيرا في طريق ترابي التفافي، وعندما وصلا إلى منطقة قرب مستوطنة نتساريم، فوجئ الأب وابنه بوابلًا من الرصاص يطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي عليهما من كل اتجاه بشكل مفاجئ وبلا سابق إنذار.
ومن شدة كثافة النيران الإسرائيلية اضطر الأب وابنه للاحتماء خلف برميل اسمنتي قريب، ورغم صراخ الأب على الجنود ليوقفوا إطلاق النار لم يهتم أحدًا بصراخه، حاول الأب جمال الدرة أن يحمي ابنه من الرصاص لكنه لم يستطع وأصيب برصاصة في يده اليمنى، ثم أصيب الطفل برصاصة في ركبته اليمنى وأصابته رصاصات قاتلة اخترقت بطنه وجسده الصغير واستشهد على أثرها، وبعد دقائق طويلة نظر الوالد إلى طفله محمد الدرة فوجد حوله بركة من الدماء ورأسه سقط على قدمه دون أي حركة، فأدرك حينها يقينًا أنه استشهد وأخذ الأب يصرخ بعبارة أصبحت أيقونة ودليلًا على الجريمة الإسرائيلية قائلًا: “مات الولد، مات الولد”.
وبالرغم من هذه الجريمة البشعة لم تعترف إسرائيل وتنصلت منها كعادتها كما تفعل الآن في قصفها غزة وقتلها للشهداء الفلسطينيين أطفالًا ونساءً وشيوخًا ورجالًا؛ مبررة ذلك بأنه دفاع عن النفس وتقف وراءها حليفتها أمريكا بالعدد والعدة والأسلحة المحرمة دوليًا.
صرخة “مات الولد” التي أطلقها جمال الدرة عندما استشهد ابنه، ما زالت تتردد في أذهان العالم، لتذكير الجميع بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، وبينما يستمر الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه، يبقى محمد الدرة وشقيقي والده نائل وإياد شاهدين على هذه الجرائم، ليؤكدوا للعالم أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ما زال مستمرًا، وأن معاناة الشعب الفلسطيني لا تنتهي؛ فكم من صرخة مازالت تردد مات الولد ولكنها صرخات ذهبت أدراج الرياح فقد أسمعت إذ ناديت حيًا ولكن لا حياة لمن تنادي لك الله يا فلسطين الحبيبة.
اقرأ أيضًا: أسلحة محرمة دوليًا.. الخطر المدفون في غزة
كتبت: سحر علي.