حكاية مكان عزيزي القارئ هي سلسلة مقالات سيتم نشرها إن شاء الله بصفة دورية، نتناول فيها في كل مرة حكاية مكان مميز تاريخيًا أو ثقافيًا أو اجتماعيًا أو شعبيًا، ونستعرض فيه أهمية هذا المكان وقيمته وتاريخ نشأته وتطوره عبر الزمن، ونرجو لهذه السلسلة أن تحوز على إعجابك عزيزي القارئ وتعطيك المعلومة والفائدة المرجوة، وحكاية مكان اليوم سنتناول فيها حكاية شارع المعز.

ماذا تعرف عن شارع المعز؟

شارع المعز لدين الله الفاطمي، هو شارع رئيسي في مدينة القاهرة قام بإنشائه الفاطميون للوصول منه إلى مدينة القاهرة القديمة، ولمرور مواكب الاحتفالات التي تقام بالمحمل وكسوة الكعبة، وكان يطلق عليه قديمًا شارع بين القصرين، وأطلق عليه أيضًا اسم (أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم).

ماذا تعرف عن شارع المعز؟

ماذا تعرف عن شارع المعز؟

وهو بالفعل متحف مفتوح فهو يضم الكثير من الآثار الإسلامية والدينية، وقد قامت الحكومة المصرية في عام 2000م بإعادة ترميمه وتطويره وافتتاحه، ومنعت مرور السيارات به وجعلته للمشاة فقط؛ وذلك تشجيعًا للسياحة.

اقرأ أيضًا: حكاية مكان.. تحول بولاق أبو العلا من ميناء إلى وكالة البلح

أين يقع شارع المعز؟

يقع شارع المعز في منطقة الأزهر بمدينة القاهرة، حدوده من الشمال باب الفتوح وصولًا إلى منطقة النحاسين والصاغة وخان الخليلي، حتى يصل إلى منطقة الغورية، أما حدوده من الجنوب باب زويلة، ويطلق عليه اسم القصبة الكبرى، وعمره يصل إلى أكثر من 1000 عام.

أين يقع شارع المعز؟

أين يقع شارع المعز؟

سبب تسمية شارع المعز:

تم تسمية شارع المعز لدين الله الفاطمي بهذا الاسم نسبة إلى الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الفاطمي، الذي قام في سنة 969م بإرسال القائد جوهر الصقلي لإنشاء مدينة القاهرة، وإدخال مصر تحت الحكم الفاطمي، وسار موكب الخليفة الفاطمي في شارع المعز لأول مرة عند دخوله مصر ولهذا سمي بـشارع المعز لدين الله.

سبب تسمية شارع المعز

سبب تسمية شارع المعز

الآثار والمعالم الموجودة في شارع المعز:

يضم شارع المعز لدين الله الفاطمي الكثير من الآثار والمعالم المشهورة، نذكرها في السطور التالية:

أولًا باب الفتوح:

  • تم إنشاء باب الفتوح للسيطرة على مداخل القاهرة.
  • تم بناء باب الفتوح على الطراز الروماني.
  • يتكون باب الفتوح من برجين، وهو مزخرف بالزخارف الهندسية والنباتية.
  • يصل عرض كتلة باب الفتوح البنائية إلى 22,85 متر، وعمقها 25 مترًا، بينما يصل ارتفاعها حوالي 22 متر.
  • يضم باب الفتوح غرفة دفاعية للدفاع ضد المعتدين على المدينة.
باب الفتوح

باب الفتوح

اقرأ أيضًا: مدينة طابا.. حكاية أرض مصرية

ثانيًا باب زويلة:

  • اشتهر باب زويلة بأنه الميدان العام لإعدام المجرمين.
  • سمي بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة زويلة وهي إحدى قبائل البربر التي جاءت إلى مصر من شمال أفريقيا.
  • سمي أيضًا باسم باب المتولي.
  • يقع في نهاية شارع المعز الذي يعتبر من أهم الشوارع التاريخية في مصر القديمة.
  • تم تعليق رؤوس رسل هولاكو قائد التتار في أعلى باب زويلة، وهذا جعل المنطقة ذات أهمية كبيرة.
  • تم أيضًا تعليق رأس السلطان المملوكي طومان باي عليه.
  • يوجد به جدار تعلوه مئذنتان، حيث يستطيع السائح الصعود إليهما لمشاهدة منظرًا رائعًا لمباني القاهرة القديمة.
باب زويلة

باب زويلة

ثالثًا جامع الحاكم بأمر الله:

  • أنشئ في عام 990م، وقام بإنشائه الخليفة العزيز بالله وتوفي قبل إتمام بنائه، فقام ابنه الحاكم بأمر الله باستكماله.
  • افتتحه الحاكم بأمر الله للصلاة في عام 403 هجريًا.
  • يعتبر ثاني أكبر المساجد الموجودة في القاهرة بعد مسجد أحمد ابن طولون.
  • يقع بجانب باب الفتوح في نهاية شارع المعز.
جامع الحاكم بأمر الله

جامع الحاكم بأمر الله

رابعًا جامع الأقمر:

  • في عام 1125م، أمر الخليفة أبو علي المنصور بن المستعلي بالله بإنشاء جامع الأقمر.
  • بني باللون الأبيض باستخدام حجارة بيضاء ليبدو شكل القمر.
  • يعتبر من المساجد الصغيرة الموجودة في القاهرة، بل يعتبر هو أصغرها والوحيد المنخفض مستواه عن سطح الأرض.
  • يتميز باستخدام المقرنصات المصمم بها، التي لم تستخدم من قبل إلا في مئذنة جامع الجيوشي.
جامع الأقمر

جامع الأقمر

خامسًا مسجد سليمان أغا السلحدار:

  • قام الأمير سليمان أغا السلحدار ببنائه في عام 1837م، وأكمله بعد سنتين.
  • أطلق المؤرخون عليه اسم (لؤلؤة المعز) بسبب طرازه المعماري المميز.
  • تم بناؤه على شكل المساجد العثمانية؛ مما جعله مختلفًا ومتميزًا عن باقي المساجد.
  • يوجد به كتاب لتعليم القرآن الكريم والدين، وبعض الحجرات ومن أهمها حجرة السبيل.
  • مئذنته مصممة على شكل الرصاصة المدببة.
مسجد سليمان أغا السلحدار

مسجد سليمان أغا السلحدار

سادسًا سبيل محمد علي:

  • أنشأه محمد علي في عام 1820م، وكان صدقة جارية على روح ابنه الأمير إبراهيم طوسون باشا، الذي توفي في عمر الشباب سنة 1816م بسبب مرض الطاعون.
  • يقع في حارة متفرعة من شارع المعز تسمى حارة الروم.
  • بني بشكل مميز معماريًا على طراز الأبنية في تركيا؛ مما جعله متميزًا عن باقي الأسبلة.
سبيل محمد علي

سبيل محمد علي

اقرأ أيضًا: حكاية مكان.. المسجد الأقصى أسرار وتاريخ

سابعًا قبة نجم الدين أيوب:

  • أمرت شجرة الدر بإنشائها لزوجها الملك الصالح أيوب لدفنه بها بعد مماته سنة 1250م.
  • أنشأ الملك الصالح نجم الدين أيوب المدرسة التي سميت باسمه لتعليم المذاهب الأربعة في مصر.
  • لم يتبق من المدرسة إلا أجزاء من الإيوان الغربي والمئذنة المتوسطة للواجهة الرئيسية.
قبة نجم الدين أيوب

قبة نجم الدين أيوب

 ثامنًا المدرسة الكاملية:

  • أنشأها الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل أبو بكر بن أيوب.
  • أنشئت من أجل دراسة الحديث من قبل المشتغلين بها وبعدهم الفقهاء الشافعية.
  • استمرت بتعليم علوم الحديث إلى سنة 1287م.
  • في عام 1752م استغل الأمير حسن متخذًا مساحة الجزء الجنوبي، وبنى فيه مسجدًا صغيرًا معلقًا بعد هدم هذا الجانب وتلفه.
  • لم يبق منها شيء وتهدمت بكاملها.
المدرسة الكاملية

المدرسة الكاملية

تاسعًا حمام إينال:

  • تم بناؤه على طراز الحمامات الإسلامية العامة في العصور الوسطى.
  • يوجد به الكثير من المقاعد المخصصة للجلوس، والخزانات لحفظ الأشياء الشخصية.
  • يوجد به أيضًا حجرة باردة وحجرة ساخنة.
حمام إينال

حمام إينال

عاشرًا ضريح سيدي الذوق:

  • يعود تاريخ سيدي الذوق إلى عصر المماليك.
  • تم بناؤه من الخشب، وله قبة عالية خضراء أعلاها هلال ذهبي مكتوب عليها باللون الاسود (ضريح العارف بالله سيدي الذوق).
  • صاحب الضريح شخص يقال إنه مبروك ومات على بابه، فاعتبره الأهالي من أولياء الله ودفنوه مكان سقوطه.
ضريح سيدي الذوق

ضريح سيدي الذوق

ختامًا عزيزي القارئ، شارع المعز لدين الله الفاطمي هو ذاكرة مصر التاريخية، يحفظ صفحات من تاريخها العريق، ويُعد رمزًا ثقافيًا وحضاريًا لمصر، هذا الشارع الذي تم إنشاؤه منذ أكثر من ألف عام، مازال يُحافظ على رونقه وجماليته، ويُستقبل الزوار من جميع أنحاء العالم ليشاهدوا آثاره الرائعة التي تعكس عبق التاريخ الإسلامي في مصر.

اقرأ أيضًا: ساقية الصاوي.. حاضنة للإبداع الشبابي

كتبت: سحر علي.