إن حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة، والتي شغلت الرأي العام المصري والعربي والإسلامي بشكل خاص، والرأي الغربي بشكل عام، تثير عدة تساؤلات في أذهان الجمهور، ومن بين تلك الأسئلة: متى تنتهي حرب الإبادة الجماعية لشعب غزة؟، هل ستنتصر إسرائيل وتقضي على قوى المقاومة في غزة؟
هل سيتم تهجير أهل غزة إلى مصر؟، هل انتهت القضية الفلسطينية إلى الأبد؟، هل ستخرج إسرائيل من هذه الحرب زعيمة للشرق الأوسط والمخطط الوحيد لمصيره؟، هل انتهت أيام العزّة والريادة والحضارة للعرب عامة ولمصر خاصة؟سنحاول في هذا المقال الإجابة على كل هذه الأسئلة.
دور الشعوب في وقف حرب الإبادة الجماعية لأهل غزة:
قبل أن نجيب على هذه الأسئلة، نود أن نوضح أننا جميعًا شركاء في الإجابة على هذه الأسئلة، وأن ما نقوله ونفعله هو الذي سيحدد الإجابة الصحيحة على هذه الأسئلة، فعندما نقف في السوبر ماركت وأمام أنواع المنتجات فنحن حينها من نحدد من سينتصر في هذه المعركة ومن الخاسر، إننا نحن من نحدد موعدا لوقف هذه الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
فإذا اخترنا المنتجات المصرية والعربية المحلية البحتة، حتى لو كانت تلك المنتجات لا ترقى إلى مستوى رفاهيتنا أو طموحنا الاستهلاكي، ولكن بهذا الاختيار النبيل نشجع على فتح البيوت المصرية وزيادة رأس المال المصري والعربي، ونرسل رسالة واضحة لأنصار الكيان الصهيوني بأن مصالحه وأمواله معرضة للتهديد والمقاطعة.
اقرأ أيضًا: طوفان الأقصى.. انتفاضة جديدة تهز الاحتلال الإسرائيلي
متى ستنتهي حرب الإبادة الجماعية؟
هناك عدة سيناريوهات لهذه المشكلة، وتلك القصة الحزينة هي قصة الشرق الدموي الجريح، لكن الأقرب إلى الواقع هو أحد هذين السيناريوهين:
السيناريو الأول.. القصة المحزنة:
أن تنتصر إسرائيل على قوى المقاومة في غزة، والجيش الإسرائيلي يحتل القطاع ويعدم كل المقاومين ومؤيديهم وعائلاتهم والمؤمنين بخيار المقاومة، كما قال الوزير الإسرائيلي مدير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير، ولكي نكون واضحين، عندما يقال إنه يجب القضاء على حماس، فإن هذا يعني أيضًا القضاء على أولئك الذين يغنون والذين يبتهجون ويوزعون الحلوى عندما يُقتل الإسرائيليون، كلام واضح من وزير الأمن القومي الإسرائيلي لا يحتاج إلى شرح.
ثم تبدأ الخطوة الثانية، كما قال وزير المالية الإسرائيلي، إن الأفضل للجميع ولأسباب إنسانية، يجب على مصر أن تستقبل أهل غزة رحمةً بهم نظرًا للمصير الذي ينتظرهم، وبذلك يتم إخلاء قطاع غزة بشكل كامل من السكان وإزالة كافة معالم محافظات غزة، وذلك بتحويل القطاع إلى أكبر ميناء للحاويات في العالم، لديها أكبر محطة قطار شحن في العالم تنقل البضائع الهندية الرخيصة من موانئ دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن ثم يتم تفريغ الحاويات على قطارات الشحن لاختراق الصحراء السعودية مرورًا بدولة الأردن وانتهاءً بموانئ إسرائيل ومنها إلى الدول الأوروبية وأمريكا وجميع دول العالم، هذه أفكار أمريكية صهيونية لحل المشاكل الاقتصادية العالمية، وكبح جماح العملاقين الصيني والروسي، ونبذهم خارج حدود العالم المتحضر حيث لا مكان إلا للغربيين المتحضرين.
السيناريو الثاني.. القصة السعيدة:
كانت مصر ولا تزال مفتاح الحل السحري لكل مشاكل الشرق الأوسط والمسلمين، ووقفت مصر سدًا منيعًا أمام تغيير وجه الشرق وسرقة ثرواته وإبادة شعبه، وكانت مصر حاضرة في حطين أمام الصليبيين، وكانت مصر حاضرة في عين جالوت أمام المغول، وكانت مصر هي التي حررت جميع إمارات الصليبيين التي احتلت أجزاء من بلادنا العربية لمدة ثلاثة قرون كاملة.
وكانت مصر هي التي حاربت الاحتلال العثماني وأيقظت الشعور الوطني والقومي لدى العرب، وكانت مصر هي التي حاربت الإنجليز، وكانت أول دولة في الشرق تحصل على استقلالها، ومصر القوية اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا وعسكريًا قادرة على حل مشاكل الشرق ووقف حرب الإبادة ضد شعوبه دون إطلاق رصاصة واحدة، إذًا فالإجابة على كل الأسئلة السابقة تكمن في الإجابة على سؤال واحد وهو: كيف تكون مصر قوية اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا وعسكريًا؟، إذا اتحدت مصر والعرب في الإجابة على هذا السؤال، فسوف تحل كل مشاكلهم.
اقرأ أيضًا: حكمة بلاء غزة وعبرها من التاريخ
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.