في عالم الأساطير والتاريخ تنبثق شخصية وليام تيل، بطل سويسري أسطوري من زمن القرون الوسطى، هل هو حقيقة أم مجرد حكاية خيالية؟، يظل هذا السؤال يحيط بها كظلال الغموض، وقد أضفى تأثيره على تاريخ استقلال سويسرا، فكيف تحولت قصته إلى رمز وطني؟
وفي هذا السياق، يقول تيل: “التفاحة التي أصابت ابني ليست حدثًا عابرًا، بل هي رمز للشجاعة والثورة ضد الظلم”، وهكذا يظهر كشخصية تاريخية وأسطورية، ترسخت في وعي الشعب السويسري وأصبحت مصدر إلهام للقيم الوطنية.
من هو وليام تيل؟
يقال إن وليام تيل بطل شعبي سويسري، ويعتبر جزءًا معروفًا وقديمًا من حكايات استقلال سويسرا من الإمبراطورية النمساوية، ويحوم الشك حول وجود شخصية وليام، وهل هو حقيقة أم مجرد حكاية خيالية وأسطورية، وكان كتاب التواريخ السويسرية الذى ألفه جيلج تشودى عام 1736م، قد ذكر شخصية وليام وتحدث عن خوارقه ومهارته في استعمال القوس، مثل محاربي الفايكينج الذين تحدثت عنهم الكتب مثل ساكسو جراماتيكوس، وقاطع الطريق الإنجليزي وليام أوف كلاودز.
اقرأ أيضًا: رحلة إلى عجائب وغرائب العالم.. من القديمة إلى الحديثة
قصة وليام تيل والتفاحة:
حسبما جاء في كتاب (معجم أعلام المورد) للمترجم والأديب اللبناني منير البعلبكي، أن وليام تيل هو بطل أسطوري ويعتبر من أبطال الاستقلال السويسري، ويقال أنه كان رجلًا سويسريًا عاش في زمن القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر الميلادي، وأنه في تلك الفترة قام (جيسلر) وهو الحاكم النمساوي على أحد أقاليم سويسرا، قام بتعليق قبعته على عمود في الساحة العامة، وأمر كل من يمر بالساحة النمساوية أن ينحني للقبعة احترامًا لها ورمزًا للسيطرة النمساوية على البلاد، لكن وليم تيل رفض تنفيذ هذا الأمر، فحكم عليه بأن توضع تفاحة على رأس ابنه، ثم يرمي بقوسه على التفاحة.
ووافق وليام على ذلك، وبالفعل اصاب سهم وليام التفاحة فوق رأس ابنه، ووجدوا في جعبته سهمًا آخر، وعندما سأله الحاكم عن السهم الثاني أجاب أنه لو كان أصاب ابنه لكان رمى السهم الثاني على رأس الحاكم، فغضب الحاكم منه وأمر باعتقاله، وبالفعل اعتقله الحرس ووضعوه على متن مركب ليتم إرساله لقصر الحاكم جيسلر، والذي يقع على ساحل بحيرة لوسيرن، ومن حسن الحظ، خلال الرحلة هبت عاصفة شديدة فطلبوا من وليام توجيه الدفة لخبرته المعروفة في هذه الأمور، ففعل وعندما اقترب المركب من الساحل، قفز وليام منه وفر هاربًا، بعد ذلك قام وليام بنصب كمين للحاكم جيسلر وتمكن من اغتياله، فكان ذلك الشرارة التي اندلعت لدعوة الشعب في سويسرا إلى الثورة على الحكم النمساوي.
كيف تم استغلال أسطورة وليام تيل في سويسرا؟
ومن آثار أسطورة وليام والتفاحة في سويسرا، وضعت منظمة العلامة التجارية السويسرية علامة القوس والنشاب الشهيرة على بضائعها، لتعبر عن قيم هامة تم تعلمها من أسطورة وليام والتفاحة مثل: (الدقة، المرونة، التكيف، الشجاعة، الابتكار، الإحساس بالمسئولية)، ما يعنى أنها سويسرية الصنع، وهى كلها رموز وقيم تعود إلى أسطورة وليام والتفاحة الخالدة.
في ختام هذه الرحلة في عالم أسطوري وتاريخي، باتت قصة وليام تيل جزءًا من تاريخ استقلال سويسرا، ورغم أن الشك يحيط بها، إلا أنها أثرت بشكل كبير على وعي الشعب السويسري، حيث تجسدت كشخصية تاريخية وأسطورية تلهم قيم الشجاعة والثورة، كما يرتبط اسمه برمز القوس والنشاب، يظل لغزه محط فضولنا وتأملنا.
اقرأ أيضًا: أسطورة هركليس
كتبت: سحر علي.