أيام نوفمبر تتلألأ بألوان الفن والإبداع، نرفع رايات الاحتفال بذكرى ميلاد صوت لا يتكرر، فيروز التي مزجت بين نبرات الشرق وألحان الغرب لتخلق سيمفونية فريدة في عالم الموسيقى العربية، طغت على المسارح والألبومات بقوة صوتها الساحر، تكمل رحلة الحياة الفنية وتحتفل بعام آخر من الإبداع، ونحن هنا لنستمع ونحتفل بهذا الصوت الخالد الذي يضيء سماء الفن العربي.
من هي المطربة فيروز؟
اسمها الحقيقي نهاد رزق وديع حداد الملقبة بفيروز، ولدت في العاصمة اللبنانية بيروت في يوم 21 نوفمبر عام 1935م، بدأت الغناء وهي طفلة صغيرة في السادسة من عمرها عندما انضمت إلى كورال الإذاعة اللبنانيّة في عام 1940م، وقدمت في تلك الفترة العديد من الأوبريهات والأغاني التي بلغ عددها حوالي 800 أغنية مع زوجها الراحل الفنان عاصي الرحباني، وأخيه منصور الرحباني، وتعتبر واحدة من أقدم الفنانات العربيات والعالميات اللاتي ما زلن مستمرات حتى يومنا هذا، فضلًا عن كونها من أفضل الأصوات العربية والعالمية، ولهذا حصلت على العديد من الجوائز والأوسمة العالمية تقديرًا لفنها وصوتها.
حياة فيروز الشخصية:
ولدت في حارة زقاق البلاط في العاصمة اللبنانية بيروت، ونشأت وكبرت في عائلة فقيرة وسريانية كاثوليكية، ويعود أصل والدها وديع حداد إلى مدينة ماردين، وكان يعمل عاملًا في مطبعة لجريدة لبنانية اسمها لوريون، وهذه الجريدة كانت وما زالت تصدر باللغة الفرنسية حتى الآن، أما والدة فيروز فاسمها ليزا البستاني، وهي لبنانية مسيحية مارونية، وتوفيت يوم كانت فيروز تسجل أغنيتها المعروفة (يا جارة الوادي) التي لحنها لها الموسيقار محمد عبد الوهاب، وبعدما تزوجت من عاصي الرحباني تحولت إلى الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، وأنجبت فيروز ولدين وابنتين وهم: عازف البيانو زياد الرحباني، وليال الرحباني، وريما الرحباني، وهالي الرحباني.
اقرأ أيضًا: في ذكرى وفاتها .. 6 حقائق عن حياة الفنانة الراحلة سعاد نصر
حياتها الفنية:
في عام 1935م، بدأت فيروز مسيرتها الفنية مبكرًا، حيث عملت مغنية كورس في الإذاعة اللبنانية، ولفت صوتها نظر الموسيقار محمد فليفل، فقام بضمها إلى فريق الإنشاد الوطني، وكان حليم الرومي مدير الإذاعة في ذلك الوقت هو مؤلف أغانيها، وفي عام 1952م انطلقت مسيرتها الفنية بشكل جدي ومحترف، وذلك عندما غنت من ألحان الموسيقار عاصي الرحباني الذي تزوجها فيما بعد، وكانت هذه الفترة مرحلة موسيقية جديدة ومتميزة في تاريخ الموسيقى العربية خاصة عندما عملت مع الأخوين رحباني، حيث مزجت في أغانيها بين النمط الغربي والشرقي مع اللبناني.
وقد ساعد فيروز صوتها الانسيابي والقوي في الانتقال إلى أماكن وأشكال جديدة من الغناء في كل مرة، ولقد قدمت الأغاني القصيرة في وقت كانت الأغاني الطويلة فيه هي النمط المنتشر والدارج مثل أغاني السيدة أم كلثوم، وتنوعت المواضيع التي غنت بها، حيث غنت القدس للحب، وللأطفال، وللحزن، والفرح، والأم وللوطن، كما غنت للكثير من الشعراء، والملحنين، والملوك، والرؤساء، وشاركت في العديد من المهرجانات الكبيرة في العالم العربي، حتى أطلقوا عليها لقب (سفيرتنا إلى النجوم)، وهو اللقب الذي أطلقه عليها الشاعر سعيد عقل دلالة على رقي صوتها وتميزه.
أعمالها الفنية:
المسرحيات:
ربما لا يعلم البعض أن فيروز قامت بالعديد من المسرحيات، ومن أبرزها وأشهرها:
- جسر القمر.
- الليل والقنديل.
- بياع الخواتم.
- أيام فخر الدين.
- هالة والملك.
برامج التلفزيون:
ومن أهم هذه البرامج:
- برنامج الإسوارة عام 1963م.
- برنامج دفاتر الليل عام 1971م.
مشاهد مسرحية قصيرة أو سكتشات، ومن أهمها:
- سكتش النطور.
- مسرح الضيعة.
- رابوق.
- عصفورتي.
- عودة الصنوبر.
القصائد:
غنت فيروز بعض القصائد والتي تعتبر قليلة بالنسبة إلى إجمالي أغانيها، ولكنها تعتبر من أجمل ما غنت، مثل:
- خذني بعينيك.
- الآن الآن وليس غدًا.
- زهرة المدائن.
- أعطني الناي وغني.
- أحب من الأسماء.
- لما بدى يتثنى.
الأغاني الوطنية:
غنت فيروز الأغاني الوطنية وأبدعت فيها، مثل:
- بحبك يا لبنان.
- يا حرية.
- أنا لا أنساك فلسطينُ.
- القدس العتيقة.
- يا هوى بيروت.
العديد من الألبومات الغنائية:
أصدرت فيروز العديد من الألبومات الغنائية، مثل:
- القدس في البال.
- الليل والقنديل.
- إلى عاصي.
- الإسوارة.
- الجمعة الحزينة.
- أنا سهرانة.
في غمرة ألحان الخريف، نتذكر فيروز كنجمة تتلألأ في سماء الفن، وفي يوم ميلادها نرفع القبعات تحيةً لفنانة أثرت في قلوبنا وتركت بصمة فنية لا تُنسى.
اقرأ أيضًا: يا أغلى اسم في الوجود.. ورحلت نجاح سلام صوت العروبة الثائر
كتبت: سحر علي.