عندما يتسلل السؤال المحظور حول عمر المرأة، تكون الأسرار تتدفق كنهرٍ هادئ، ففي تلك اللحظة يختار الغموض أن يكون ملكًا لها، يكمن سر عدم كشف المرأة عن عمرها الحقيقي في خفايا نفسية، حيث تجد في هذا الاحتفاظ بعمرها أسبابًا تتعلق بحماية جوانبها الشخصية والإبقاء على لحظاتها خصوصية، وذلك لتحافظ على قطعة من سجلات الزمن تحتفظ بها لنفسها.

وفي سياق هذا الأمر، منذ أيام أطلت علينا الإعلامية الكبيرة الأستاذة نجوى إبراهيم من خلال برنامج بيت العز، ووجهت اللوم لبعض المتابعين الذين ينتقدونها بشدة ويسخرون ربما من ملابسها أو من عمرها أو من استمراريتها بهذا العمر وبهذه الروح الشابة.

الإعلامية نجوى إبراهيم

الإعلامية نجوى إبراهيم

وكان رد الأستاذة الصادم للكثيرين أنها أفصحت وبكل أريحية وبابتسامة رقيقة كعادتها عن عمرها قائلة: “أنا عندي 80 سنة وعندي سرطان”، نسأل الله لها وللجميع العافية، لكن ما استوقفني هنا هو تصريحها بعمرها في الوقت الذي تخجل أو تمتنع فيه كثير من النساء عن ذكر عمرهن الحقيقي، وفي هذا المقال عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة سنكتشف العوامل النفسية وراء إخفاء المرأة لعمرها وعدم رغبتها في التصريح به.

وحول ذلك الموضوع يوضح الدكتور أحمد فوزي الاستشاري النفسي أهم تلك الأسباب.

اقرأ أيضًا: أبرز 10 مشاكل تواجه المرأة العاملة وحلولها

الأسباب النفسية وراء عدم كشف المرأة عن عمرها الحقيقي:

  • نظرة المجتمع أو الثقافة المجتمعية نحو من تخطت عمرًا معينًا، دون أن تتزوج أو تنجب أطفالًا وإطلاق مسميات قد تكون جارحة أو قاسية على المرأة.
  • رغبة المرأة في الهروب من معالم أو الملامح التي تشير إلى تقدمها في العمر مثل التجاعيد أو خطوط الوجه، تعتبر من الأسباب التي تجعل المرأة أيضًا تلجأ لعدم كشف المرأة عن عمرها الحقيقي والتظاهر بأنها أصغر عمرًا.
  • ربط العمر بالجمال، ربما يعتبر ذلك أحد أهم الأسباب النفسية وراء عدم كشف المرأة عن عمرها الحقيقي، حيث يعتبر الكثيرون أن المرأة طالما تخطت عمر الثلاثين أو الأربعين عامًا، فهي بذلك قد بدأت تفقد بريقها وجمالها ومعالمها الأنثوية، وهذا الأمر يجعلها في حالة حرب مستمرة مع الزمن، حيث تسعى المرأة دومًا إلى أن تكون جميلة وجذابة ومتألقة.
الأسباب النفسية وراء عدم كشف المرأة عن عمرها الحقيقي

الأسباب النفسية وراء عدم كشف المرأة عن عمرها الحقيقي

  • ضعف الثقة بالنفس لدى بعض النساء من الأسباب أيضًا، حيث تعتبر المرأة أن معرفة عمرها الحقيقي قد يجعلها تخسر بعض العلاقات المهمة أو بعض الأشخاص المؤثرين في حياتها.
  • خوفها من التعليقات السلبية التي يطلقها البعض إذا أفصحت عن عمرها الحقيقي؛ مما قد يجعلها في بعض الأحيان تتعرض للاكتئاب.
  • إهمال المرأة لفترة شبابها أو عدم الاستمتاع بها كما يجب، ربما يؤدي ذلك بالمرأة لعدم كشف المرأة عن عمرها الحقيقي حتى تتمكن من تعويض الفترة العمرية التي ضاعت منها ولم تعشها كما كانت تريد وتتمنى.
الأسباب النفسية وراء عدم كشف المرأة عن عمرها الحقيقي

الأسباب النفسية وراء عدم كشف المرأة عن عمرها الحقيقي

وبالنهاية عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة، وبعد استعراض بعض الأسباب النفسية وراء عدم كشف المرأة عن عمرها الحقيقي، يجب معرفة أن إفصاح المرأة عن عمرها يعتبر أمرًا شخصيًا، وتعود للمرأة فقط الحرية الكاملة فيه، وتستطيع المرأة الإفصاح عن عمرها أو عدم الافصاح به، ولكن من الأفضل عدم تعمد الكذب عند الكشف عن العمر؛ لأن هذا الأمر لا يستحق الكذب ولا يتطلب سوى الثقة بالنفس.

لأن الثقة بالنفس هي ركيزة أساسية من ركائز الجمال الخفية التي تحتاجينها، وهي التي ستجعلك أمام مرآتك فتاة بالعشرينات حتى لو تعدى عمرك الخمسين أو الستين عامًا، كوني مرآة نفسك عزيزتي لأن من حولك سيشاهدونك بنفس الصورة التي ترين بها نفسك، واعلمي أن جمال الشكل زائل لا يدوم، ولكن جمال الروح هو الذي يبقى ويدوم.

اقرأ أيضًا: تعرف على 8 فنون التعامل مع المرأة

كتبت: سحر علي.