في زيارة رسمية مليئة بالأحداث والتوقعات، هبطت رئيسة دولة المجر (ناتالي نوفاك) في أرض مصر المثيرة يوم الإثنين 27 نوفمبر 2023 م، لاقت استقبالًا مهيبًا من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية، والآن عزيزي القارئ، انضم إلينا في رحلة استكشافية لكل ما ترغب في معرفته عن دولة المجر وتاريخها الغني وثقافتها الفريدة.
دولة المجر:
في أعماق قلب أوروبا، تجد المجر وهي دولة ساحرة تحتضنها حوض الكاربات، تُعرف هذه الدولة الأوروبية الجميلة أيضًا باسم هنغاريا، تحدها سلوفاكيا من الشمال وأوكرانيا من الشمال الشرقي، في حين تطل على رومانيا من الشرق وكرواتيا من الجنوب، ليست هذه المفاجأة فحسب، بل هناك المزيد لاكتشافه، فالمجر هي إحدى الدول المغلقة المحصورة، حيث لا تمتلك أي منافذ بحرية وتحيط بها اليابسة من جميع الجهات.
تبلغ مساحة المجر حوالي 93,030 كم²، وهي تحتل المرتبة ال 109 بين دول العالم من حيث المساحة، وعدد سكانها يبلغون حوالي 10,000,000 نسمة يتكلمون اللغة المجرية وهي اللغة الرسمية للبلاد، وتحتل اللغة الإنجليزية المركز الثاني كلغة ثانية شائعة يجيدها معظم سكان المجر.
اقرأ أيضًا: أفضل وجهات سياحية لعام 2024.. مصر تتألق بين الوجهات العالمية
سبب التسمية والطبيعة والثقافة في المجر:
سميت دولة المجر بهذا الاسم منذ العصور الوسطى القديمة، عندما عاش المجريون حول حوض بانونيا، وطبيعتها تتكون معظمها من السهول المنبسطة، والسهول المنحدرة من حوض الكاربات، ومن مظاهر الطبيعة فيها أيضًا الجبال المنخفضة والهضاب في الشمال على طول حدودها مع سلوفاكيا، كما يجري بها نهر الدانوب الذي يقسم البلاد إلى قسمين غربي وشرقي، يوجد بها أيضًا بعض الأنهار الأخرى مثل نهر تيزا، ونهر درافا، بالإضافة إلى بعض البحيرات مثل بحيرة بالاتون التي تشمل معظم الجزء الغربي بها، وبحيرة هيفيز، وجدير بالذكر أن المجر كانت إحدى مراكز الثقافة في العالم الغربي.
علم دولة المجر:
علم المجر تم اعتماده في الأول من أكتوبر عام 1957م، يتكون من ثلاثة ألوان مرتبة بصورة أفقية من الأعلى إلى الأسفل، كالتالي: اللون الأحمر والأبيض والأخضر، وقد تم ترتيب ألوان العلم بشكل أفقي لمنع التشابه مع علم إيطاليا.
مملكة المجر:
مملكة المجر كانت في شرق أوروبا، وكانت تضم كلا من سلوفاكيا، وكرواتيا، وترانسيلفانيا، وشمال صربيا حتى أصبحت إمبراطورية في عام 1000م، وكان يحكمها ملكها ستيفن، ومع أوائل القرن السادس عشر، بدأت قوة الدولة العثمانية في الازدياد بشكل تدريجي، فدخلت العديد من الأراضي في منطقة البلقان، وكانت مملكة المجر في تلك الفترة ضعيفة ومفككة بسبب حدوث العديد من الانشقاقات الداخلية بين أفراد طبقة النبلاء في عهد الملك لويس الثاني.
فحدثت معركة بين الدولة العثمانية والمجر في عام 1526م وسميت معركة موهاج، وكان عدد الجيش العثماني يبلغ 100.000 جندي، و800 سفينة، وعدد من المدافع ويقوده الخليفة سليمان القانوني.
أما الجيش المجري فكان يبلغ حوالي 200.000 جندي، وبقيادة الملك لويس الثاني، وانتهت المعركة بانتصار العثمانيين، وسيطرتهم على المجر، والقضاء على المملكة، بعد ذلك عانى العثمانيون من الهجمات المتكررة التي قام بها المسيحيون لتحرير المجر ولكنهم فشلوا، فقام السلطان العثماني سليمان القانوني بتعيين جان زابولي ملكًا عليها، وهكذا أصبحت مملكة المجر تابعة للدولة العثمانية.
المجر الشيوعية:
بعد سقوط ألمانيا النازية، احتلت القوات السوفيتية الأراضي المجرية، فتحولت المجر بصورة تدريجية إلى ولاية شيوعية تتبع الاتحاد السوفيتي، وفي عام 1948م، أنشأ الزعيم الشيوعي ماتياس راكوزي حكمًا ستالينيًا في البلاد، وأدى ذلك إلى قيام الثورة المجرية في عام 1956م، وانسحبت المجر من حلف وارسو، واستطاعت إجبار الاتحاد السوفيتي على الانسحاب منها، وفي عام 1991م انتهى الوجود العسكري السوفيتي في المجر، وبدأت في التحول إلى اقتصاد السوق.
عاصمة دولة المجر:
مدينة بودابست هي عاصمة دولة المجر، ويبلغ عدد سكانها حوالي 1721556 نسمة، وتقع بين خطي الطول 19 درجة 05 دقيقة شرقًا، وخطي العرض 47 درجة 30 دقيقة شمالًا، وتعتبر بودابست من المدن السياحية الرائعة التي تجذب الكثير من الزوار للتنزه فيها، وتناول الأصناف المتنوعة من الأطعمة التي تُقدمها المطاعم المنتشرة فيها، تتميز المجر أيضًا بوجود العديد من مراكز التسوق الحديثة والمقاهي الأنيقة والمسارح المذهلة ودور الأوبرا الرائعة، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المتاحف الثقافية والأماكن السياحية الرائعة التي تلفت الانتباه.
والجدير بالذكر أن رئيسة المجر كتالين نوفاك قامت اليوم بزيارة محطة مصر برمسيس لتفقد عربات السكك الحديدية التي تم استيرادها من المجر والتي تعمل على خطوط شبكة السكك الحديدية المصرية.
خلال زيارتها للمحطة، قامت رئيسة المجر بتوقيع سجل الزيارات التاريخية للمكان، ومن ثم استقلت قطارًا يتكون من عربات الدرجة الثالثة المكيفة والتي تم تصنيعها في المجر وتوريدها لهيئة السكك الحديدية المصرية، توجه القطار من محطة مصر برمسيس إلى محطة الأقصر.
في ختام زيارة رئيسة دولة المجر إلى مصر، يظهر التلاحم الثقافي والتاريخي بين البلدين، تجسد هذه الزيارة التعاون المتزايد بينهما، حيث تاريخ المجر العريق يلتقي بحاضر مصر المتقدم، ومع أن المجر تحمل ذكريات عظيمة وتحديات تاريخية، فإن التعاون المستقبلي يعكس روح التقدم والشراكة المتينة بين البلدين.
اقرأ أيضًا: تعرف على أجمل الأماكن السياحية في سوريا
كتبت: سحر علي.