الحب، ذلك الإحساس الرائع والشعور القوي الذي يشكل روحًا تجاه شخص معين، يجذبه الشوق العاطفي بشدة، ويؤثر فيه إلى حد الرغبة في مشاركته كل لحظات الحياة، ومع ذلك تأتي الصدمات العاطفية أحيانًا كرياح لا نشتهيها، فتفرق الحبيبان لأسباب لا يمكن التنبؤ بها، في تلك اللحظات تتسلل الصدمة العاطفية بكل قوة، مُرسخة مفهومها العميق، يظهر هذا الجانب أيضًا في مواقف أو ظروف غير متوقعة، ويبقى التعامل معها والتغلب عليها محور المقال القادم، فتابع القراءة لاستكشاف هذا العالم العاطفي المعقد.
ما هي الصدمات العاطفية؟
الصدمات العاطفية هي استجابة طبيعية لحدث عاطفي مُزعج أصاب الشخص ويصاحبه شعور نفسي بالعجز، والخوف وعدم الأمان والألم، وينعكس ذلك على بعض سلوكياته، فيلجأ للعزلة والابتعاد عن الناس لعدم ثقته بهم، أو عدم القدرة على التواصل معهم بشكل مناسب، وقد يؤثر ذلك بالطبع على حياته العملية والاجتماعية والنفسية، وقد تزداد انفعالاته وينعدم تركيزه وتسوء الحالة لدرجة إصابته بنوبات من التشنج العضلي أو الإعياء أو غيرها من الأعراض الأخرى، ويحتاج لبعض الوقت للشفاء من هذه الصدمة، وقد يتطلب الأمر أحيانًا الخضوع لبعض الجلسات من العلاج النفسي مع طبيب مختص؛ لضمان علاج حالته وعودته لطبيعته.

اقرأ أيضًا: القلب ولا العين.. الحب يبدأ عندما نقابل من يروي ظمأ أرواحنا
أسباب الصدمات العاطفية:
تحدث الصدمة العاطفية أحيانًا بسبب بعض المواقف التي تترك في نفس الشخص أثرًا عميقًا أو سلبيًا أو شعورًا مؤلمًا يصعب التغلب عليه، مثل:
- مشاهدة المرء لصور أو منشورات تزعجه.
- التقارير الإخبارية الصادمة والمزعجة التي تُشعره بالخوف والغضب.
- حدوث الكوارث الطبيعية، وصعوبة حفاظ الشخص على سلامته مثل: الحرائق، أو الفيضانات، أو الزلازل والبراكين.
- وقوع الشخص كضحية، مثل تعرضه لاعتداء جسدي، أو بعض أفعال العنف، كسطو مسلح، أو غيره.
- موت شخص قريب وعزيز عليه، أو فقدان شخص مُعين بشكل مفاجئ.
- الفشل في تجربة عاطفية مهمة وشعور الشخص بخذلان وبخيبة أمل كبيرة.
- تفكك علاقة مهمة، أو فشل علاقة قريبة كانت تمثل جزءًا كبيرًا من حياته.

أعراض الصدمة العاطفية:
من أهم أعراض وعلامات الصدمات العاطفية ما يأتي:
- انعدام القدرة على التركيز والتفكير بشكل صحيح.
- الشعور بالخوف والقلق وعزم الأمان بشكل كبير، بحيث يمكن أن يصاب بنوبات من الهلع والخوف.
- حدوث أعراض مرضية في الجسم مثل الإصابة بآلام متعددة ومُختلفة، كآلام المعدة، أو الصداع، أو تشنج العضلات، مع الشعور بالأرق، وعدم القدرة على النوم بسبب الضغط النفسي، وأحيانًا يحدث العكس بالنوم لفترات طويلة كمحاولة لهروب الشخص المصاب من الواقع.

- حدوث بعض الاضطرابات العاطفية بحيث يفكر الشخص بأسلوب غير منطقي وعاطفي أكثر، وقد يشعر بمشاعر غريبة مثل الإحساس بالذنب، واللوم، والحزن، أو غيرها من المشاعر المؤلمة التي تدفعه للبكاء بشكل مستمر.
- قيام المرء بسلوكيات مخالفة لطبيعة شخصيته، مثل الميل للعزلة بينما هو شخص اجتماعي جدًا، أو التخلي عن مسئولياته وعدم الاهتمام بها وهو في العادة شخص ملتزم ومسئول في عمله.
- سيطرة بعض الأفكار السلبية على الشخص فيشعر أن الحياة بلا قيمة ولا يوجد فيها هدف يستحق السعي لأجله، وقد يمارس ببعض السلوكيات الخاطئة كشرب الكحول أو إدمان المخدرات.
كيف تخرج من الصدمة العاطفية؟
لعلاج الصدمات العاطفية والخروج منها ينصح المختصون بالنصائح الآتية:
- التواصل مع الآخرين والابتعاد عن العزلة أو الجلوس وحيدًا، ومحاولة الاستمتاع بالنجاحات والإنجازات مع الغير ليتأكد أن الحياة تستحق وأنها لن تتوقف على المواقف التي سببت له الصدمة العاطفية.
- مُحاولة التقرب من الأشخاص الذين مروا بنفس تجربته للاستفادة من تجربتهم والاستماع إلى نصائح فعالة قد تدعمه وتسرع شفاءه.
- مواجهة الشخص لمخاوفه، وتحدي الألم الداخلي الذي يشعر به بسبب صدمته العاطفية، ومحاولة التغلب عليه بإرادة قوية وعزيمة صلبة.
- ممارسة بعض التمارين الرياضية التي تقوي جسده وصحته وتساعده على استعادة توازنه ونشاطه.
- القيام بتمارين التأمل والتركيز ورياضة اليوغا، لأنها تُساعد على الاسترخاء، وتقلل الإجهاد النفسي لديه.
- العناية الذاتية واهتمام الشخص بنفسه، وتناول الغذاء الصحي المتوازن، والنوم مدة كافية، وغيرها من قواعد العناية الصحية بالذات.

- الابتعاد عن الممارسات الخاطئة مثل: التدخين، أو شرب الكحول، أو تعاطي المخدرات، وغيرها.
- محاولة استرجاع الشخص لزمام السيطرة على حياته، وعودته لروتينه اليومي بسرعة مثل الذهاب للعمل أو الدراسة، والقيام بالأنشطة العائلية أو الشخصية المعتادة.
- التخلص من الأشياء العالقة لدى المُصاب والتي تؤثر على توازن حياته ونفسيته، مثل حل الخلافات الصغيرة، وبدء تقسيم المهام الكبيرة لعدة مراحل ومحاولة إنجازها، وأيضًا التخلص من الأشخاص السلبيين، الذين يؤثرون على توازن المرء واستقراره النفسي.
- إعادة التقييم لأسلوب وأهداف الحياة لدى الشخص المصاب، والتركيز على الترابط الإجتماعي كالعائلة والأصدقاء المقربين.
- استشارة الطبيب النفسي بصفة دورية، وتلقي العلاج إن وجد، لضمان الشفاء التام، ورجوع الشخص المصاب لطبيعته وحياته.
وختاما عزيزي القارئ بعد معرفة الصدمات العاطفية وأسبابها وكيفية مواجهتها والخروج منها، أنصحك عزيزي وأنصح نفسي بالقوة دائمًا، وإعطاء كل أمر ما يستحقه من الاهتمام والتركيز وعدم المغالاة في الحب والحزن والاهتمام والتخلي والابتعاد.
اقرأ أيضًا: مقبرة الحب.. إليك 4 نصائح تجنبك الوقوع فيها
كتبت: سحر علي.

