هل تستعرض تاريخك وتتساءل عن القرارات التي قد تكون قد أثرت في حياتك؟، هل جربت يومًا مرارة الندم على اتخاذ القرار في لحظة غير مدروسة؟، قد يكون اتخاذ القرارات تحديًا شديدًا، ولكن في هذا المقال سنخوض رحلة معًا لاستكشاف فنون اتخاذ القرارات فإذا كنت تسعى للتغلب على حيرتك واتخاذ قرارات أكثر ذكاء، فلنتوجه سويًا إلى هذا المقال لاكتشاف الطرق الحديثة والفعّالة لاتخاذ القرارات بثقة وتأثير إيجابي على مسار حياتك.
ماذا نعني باتخاذ القرار؟
باختصار شديد وبمنتهى الإيجاز اتخاذ القرار هو عملية الاختيار بين البدائل لإيجاد حل لمشكلة ما أو لتحقيق هدف ما.
كيف تكون مهارة اتخاذ القرار؟
يعتبر اتخاذ القرار من المهارات الأساسية التي يجب لأي إنسان معرفتها ودراستها، وتزداد أهميتها كلما زادت مسئوليات الشخص وارتفعت مكانته الوظيفية والاجتماعية.
والحقيقة أننا نمارس يوميًا مئات القرارات دون أن ندري، بدءًا من قرار الاستيقاظ وقرار الذهاب لصلاة الفجر بل وحتى اختيار ألوان الملابس ونوعيتها ووقت الفطور وماذا ستتناول على الفطور.. إلخ، وهي كلها قرارات نمارسها بشكل يومي وعفوي لدرجة أنها أصبحت جزءًا من حياتنا.
اقرأ أيضًا: كيف تتخذ القرار المناسب في 5 قواعد؟
متى تحتاج لاستخدام تقنيات اتخاذ القرار؟
بالرغم من اتخاذنا للقرارات الروتينية بصفة يومية، فذلك لأنها غالبًا لا تحتاج مهارات عالية، إنما القرارات الحقيقية والتي تستحق العمل عليها جيدًا هي التي تتميز بالآتي:
- عدم الوضوح الكافي لكل الحقائق المتعلقة بالقرار.
- التعقيد وتداخل العوامل المؤثرة في القرار مع بعضها.
- المخاطر العالية المصاحبة لاتخاذ القرار واتساع دائرة تأثيره على مستويات كثيرة.
- غموض البدائل المتاحة وعدم وضوح نتائجها.
- صعوبة التنبؤ بردود الأفعال حول القرار الواجب اتخاذه.
فإذا كانت لديك مشكلة تحتوي على بعض هذه الصفات أو أحدها فأنت تحتاج لمعرفة تقنيات اتخاذ القرار.
خطوات اتخاذ القرار:
يمكن وضع هذه الخطوات في النقاط التالية:
- تحديد المشكلة (Problem definition).
- جمع المعلومات ذات الصلة (Gather relevant information).
- تحديد البدائل (Identify options).
- تحليل البدائل (Analysis of options).
- اختيار البديل الأمثل (Selection).
- تنفيذ القرار (Implementation).
- تقييم القرار (Evaluation & Feedback).
أولًا تحديد المشكلة:
تعتبر مرحلة تحديد المشكلة من أهم مراحل عملية اتخاذ القرار أو حل المشكلات، حيث إن التحديد الخطأ للمشكلة سوف يؤدي إلى حلول غير مفيدة عند تطبيقها ولن تؤدي إلى حل المشكلة الحقيقية، ولذلك فإن التحديد الدقيق للمشكلة هو بمثابة نصف الحل تقريبًا.
المؤشرات التي تدل على وجود مشكلة:
توجد مجموعة من المؤشرات التي توضح أن هناك مشكلة، وأن الأمر يحتاج إلى اتخاذ قرار، وأهم هذه المؤشرات:
- حدوث انحراف سلبي ملموس عن معايير الأداء.
- حدوث انحراف سلبي مقارنة بأداء العام أو الأعوام الماضية.
- زيادة معدلات الشكاوى من العملاء.
- انخفاض رقم المبيعات مقارنة بالماضي.
- انخفاض رقم الأرباح عن المتوقع أو المحقق سابقًا.
- زيادة معدلات الحوادث.
- زيادة معدلات الغياب أو ترك الخدمة.
- كثرة عدد مرات تعطل الإنتاج أو توقفه.
- كثرة مردودات المبيعات.
وهكذا عوامل تعتبر ضوءًا أحمر لضرورة التدخل والإصلاح.
اقرأ أيضًا: أبرز 10 مشاكل تواجه المرأة العاملة وحلولها
ثانيًا جمع المعلومات ذات الصلة:
جمع المعلومات المتعلقة بالقرار هي مرحلة هامة لاتخاذ قرار مستنير، ومن المهم أيضًا البحث عن معلومات خارج فريقك أو شركتك وليس المعلومات المختصة بفريق العمل فقط، وهذا يتطلب معلومات من العديد من المصادر المختلفة مثل: الكتب، أو الأنترنت، أو أبحاث السوق، أو استشاري مدفوع الأجر، أو التحدث مع بعض الزملاء في شركة مختلفة ممن لديهم خبرة ذات صلة؛ وكل ذلك سيساعد في النهاية في إيجاد حلول مختلفة أو سرعة اتخاذ القرار المطلوب.
ثالثًا تحديد البدائل:
في هذه المرحلة يجب أن يتوافر لدى المدير أو المسئول القدرة على التفكير الابتكاري، وهذا ما يميز بين المدير المبتكر والمدير المنفذ، وهذه بعض القواعد التي تساعدك في التفكير الابتكاري:
- عند التفكير في حلول معينة لمشكلة ما يتم تحديد عدد كبير من الأفكار والبدائل حيث إنه كلما زاد عدد الحلول (عدد الأفكار)، كلما عبر ذلك على جودة التفكير وبالتالي إمكانية الوصول السريع لقرار أو حل جيد للمشكلة.
- عند التفكير في حلول معينة لمشكلة ما، يفضل أن يتم ذلك على مرحلتين منفصلتين هما: عملية الحصر الكمي (Quantity)، ثم بعد ذلك عملية تقييم جودة القرار (Quality)، وعدم إتمام العمليتين معًا في نفس الوقت.
- عند التفكير في حلول معينة لمشكلة ما، لا ترفض أي فكرة قد تبدو لك تافهة أو ساذجة قبل إعطائها الفرصة للدراسة والتحليل والتقييم، فهناك الكثير من الأفكار التي بدت تافهة ثم ثبت بعد ذلك أنها أفكار جديدة.
- عند التفكير في حل مشكلة ما، يجب التفكير في جميع الاتجاهات، فمثلًا نيوتن عندما سأل نفسه لماذا لم تصعد التفاحة إلى أعلى توصل إلى قانون الجاذبية الأرضية.
- عند تقييم فكرة ما، ابدأ بالمميزات والفوائد، ثم استعرض المشكلات والعيوب والتكاليف، ويجب أن تكون النظرة تفاؤلية.
- عند التفكير في حل مشكلة ما، ابتعد عن الألفاظ أو الشعارات القاتلة للابتكار والتي تسمى (Self-defeating) والمحبطة للهمم، وأمثال عقيمة مثل (اللي تعرفه أحسن من اللي متعرفوش)، (مين فات قديمه تاه).. إلخ.
رابعًا تحليل البدائل:
في هذه المرحلة يتم إعداد مجموعة من المعايير والتي تستخدم لتقييم البدائل المختلفة، من حيث تحديد المميزات والعيوب لكل بديل، وتكلفة كل بديل، وهل يستلزم تغيير في السياسة الإنتاجية أو إضافة تعديل جديد ومدى تأثر الشركة بذلك، وهكذا حسب طبيعة القرار المراد اتخاذه.
خامسًا اختيار البديل الأمثل:
في هذه المرحلة يحدث الاختيار Choice للبديل الذي ثبت أنه سيحقق أكبر المنافع Benefits، وأنه سيكلف المنشأة أقل أعباء Costs.
اقرأ أيضًا: تطوير الذات.. كيف تصبح أفضل نسخة من نفسك؟
سادسًا تنفيذ القرار:
في هذه المرحلة يتم تطبيق القرار وتنفيذه.
سابعًا تقييم القرار:
ويتم هنا مراجعة نتائج التنفيذ وتحديد المنافع التي تحققت وأيضًا الأعباء التي تحملتها الشركة، ويمكن في هذه المرحلة أيضًا إعادة النظر في القرار وتعديله لكي يتمشى مع ظروف التنفيذ.
في نهاية هذه الرحلة في عالم اتخاذ القرار، لنفهم أن الحياة تتخذ مسارها بناءً على قراراتنا، لذا، دعونا نكن حذرين في اختياراتنا ولنستشعر أننا نحمل مفاتيح مستقبلنا في كل قرار نتخذه.
اقرأ أيضًا: القبعات الست للتفكير وحل المشاكل
كتبت: سحر علي.