هل سبق لك أن شعرت بلمسة لا تلامس الجسد؟، أو استقبلت رسالة بلا كلمات؟، في هذا العالم المترابط بأسلاك الإنترنت، دعونا نغوص سويًا في أعماق التواصل الروحي، حيث تتشابك الأفكار والطاقات، ونكتشف سحر اللغة التي لا تعرف حدودًا، لغة يفهمها القلب قبل العقل، تنقلنا في رحلة لا تتكرر في عوالم لا تعرف الوسائط المادية، بل تتدفق بحرارة من قلب إلى قلب، هي لغة التواصل الروحي، حيث يلتقي العالم الظاهر بالخفي ويمتزج الإنسان بالكون بما وراء الكلمات والأشياء.

ما هو التواصل الروحي؟

عند التعريف ببساطة عن معنى التواصل الروحي، سنقول إنه عملية توصيل الأفكار من شخص لآخر على بعد دون استخدام طرق الاتصال الحسية أو المادية المعروفة، وهذه الظاهرة يجدها الكثيرون غريبة ومحل جدل، ولا تنطبق على جميع الأشخاص، ويمكن اعتبارها قوة استثنائية خارقة، حيث يستطيع الشخص القيام بإرسال رسالة إلى شخص آخر دون استخدام أي وسيط إلا العقل والروح، وهي تحدث أحيانًا بين المحبين والأشخاص المتقاربين والتوائم والأزواج، وهي نوع من الإدراك فوق الحسي، الذي يتضمن أيضًا القدرة على التنبؤ والاستبصار، وهي أمور غير قابلة للقياس وغير منطقية لدرجة اعتبار الكثيرين لها أنها نوع من أنواع الدجل والخيال.

ما هو التواصل الروحي؟

ما هو التواصل الروحي؟

اقرأ أيضًا: القلب ولا العين.. الحب يبدأ عندما نقابل من يروي ظمأ أرواحنا 

أصل التواصل الروحي:

عند الغوص في كلمة التخاطر أو التواصل الروحي، فإن أصلها يرجع إلى الكلمة اليونانية (tetel، ويقصد بها المسافات أو البعد، ويعتبر الباحث النفسي (مايرز) هو أول من صاغ كلمة (التخاطر) في عام 1882م، وذلك بعد دراسة عملية قام بها مع عدد من زملائه تتعلق بإمكانية انتقال الأفكار، ومعرفة أسباب التزامن في التفكير بين شخصين، وقام بتقسيم التخاطر إلى ثلاثة أقسام:

  • تخاطر عقلي.
  • تخاطر غريزي.
  • تخاطر روحي.

الدليل الفعلي على وجوده:

يستدل الفقهاء والمؤرخون بأن لسيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، حادثة شهيرة ومعروفة تؤكد وجود التخاطر منذ القدم، وهي حادثة سارية الجبل، وفيها أن سيدنا عمر بن الخطاب وهو خليفة للمؤمنين قام بإرسال سرية (مجموعة من الجنود في غزوة صغيرة)، وعين عليهم قائدًا اسمه سارية.

الدليل الفعلي على وجوده

الدليل الفعلي على وجوده

وبينما كان عمر يخطب الناس يومًا على المنبر إذ به يصيح: “يا سارية الجبل، يا سارية الجبل”، وبعد ذلك عندما جاء رسول الجيش، وسأله عمر، فقال: “يا أمير المؤمنين لقينا عدونا وكدنا أن نهزم”، فإذا بصائح يصيح: “يا سارية الجبل، فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله”، وهذا مع كونه إلهام من الله -سبحانه وتعالى-، وكرامة لعمر -رضي الله عنه- لعلو مكانته وقدره عند الله، إلا أنه دليل عملي على حدوث ما يسمى بالتخاطر.

علامات التواصل الروحي:

توجد عدة علامات تخبرك أنك على تواصل روحي مع شخص ما، ولكن يمكن القول إنه بشكل عام الأمر يعتمد على روحك ومشاعرك، وهذه النقاط التالية يمكن أن تساعدك في معرفة ذلك:

علامات التواصل الروحي

علامات التواصل الروحي

  • ستعرف أنك على تواصل روحي مع شخص معين، عندما تشعر بشكل قوي كما لو أن هناك صوت داخلي يقول لك ذلك.
  • سوف تشعر أنك تعرف هذا الشخص من مدة طويلة، بصرف النظر عن المدة الفعلية التي عرفته خلالها.
  • سوف تجد أن هذا الشخص يتمتع بتأثير قوي إيجابي عليك.
  • هذا الشخص ستتعلم منه أشياء مهمة جدًا مؤثرة على أفكارك وحياتك، وأنت أيضًا ستعلمه أشياء هامة دون أن تدري بذلك.
  • حياتك ستتحول للأفضل بعد لقاء هذا الشخص، وستكون أفضل بكثير من حياتك قبله بصرف النظر عن دوره معك، أو الشيء الذي قام به ولكنك تطورت وأصبحت أفضل.

وختامًا عزيزي القارئ، سواء اتفقت أو اختلفت مع هذه الفكرة، وهل هي موجودة أم لا؟، اعتقد أنها ربما توجد بنسب قليلة خاصة مع الأرواح النقية والقلوب الصافية، وإذا وجدت بالفعل فسوف تكون من أقوى وأسمى الروابط بينك وبين ما يحيط بك، وربما نكتشف أننا جميعًا لدينا أشخاص نتواصل روحيًا معهم.

اقرأ أيضًا: الحب ما بين الاستمرار بالكيميا أو الموت باللوكيميا

كتبت: سحر علي.