هل استمعت يومًا إلى قول اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني؟، ربما سمعت به في أغنية للفنان علي الحجار، أو ربما كانت هذه المقولة الشعبية ترافقك في ذاكرة التراث، في هذا المقال سنتنقل سويًا إلى عالم الأساطير والحقائق، لنكتشف ما إذا كانت هذه العبارة جزءًا من تاريخ مصر الحقيقي أم مجرد خيال شعبي، وما هي القصة الكاملة وراء هذه العبارة الغامضة.”
سر مقولة اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني:
تعلمنا من دروس أو حصص التاريخ في المدرسة أن جوهر الصقلي هو الذي بنى مدينة القاهرة الفاطمية منذ حوالي 1044 عامًا على وجه التحديد، وترجع أصول جوهر الصقلي إلي طائفة الأرمن في كرواتيا التي ولد وعاش بها، ثم انتقل إلى صقلية التي عرف بها.
وكان الصقلي يجيد صناعة الكنافة والحلويات قبل أن يباع كمملوك للخليفة (المنصور بالله) الفاطمي الذي أخذه وألحقه بالجيش ولذلك سمى بالحلواني، ومن هنا جاءت مقولة “اللي بنى مصر كان في الاصل حلواني”، والمقصود بها جوهر الصقلي باني القاهرة.
اقرأ أيضًا: التاريخ يعيد نفسه.. مقولة أم حقيقة؟
تاريخ بناء القاهرة:
جاء جوهر الصقلي علي رأس جيش الفاطميين الذي أخذ مصر من الإخشيديين، وقام ببناء القاهرة قبل قدوم الخليفة المعز لدين الله الفاطمي إليها، وقد أسماها بـ (القاهرة) ليس لأنها تقهر أعداءها كما يقال، ولكن لأنه كان هناك نجم يسمى (القاهر) ظهر في سمائها وقت وضع حجر الأساس لها، ولهذا اختار جوهر الصقلي اسم القاهرة للمدينة الجديدة تيمنًا باسم النجم.
خطوات بناء القاهرة:
بدأ بناء القاهرة بالسور والبوابات، وكان في مركزها قصرا الخليفة المعز، وما بينهما كان يوجد حي (بين القصرين)، ومن هنا جاءت تسمية الحي بهذا الاسم، ثم بعد ذلك بدأ البناء داخل المدينة، وتم بناء الجامع الأزهر لتصبح القاهرة عاصمة الفاطميين ومنبرًا للمذهب الإسماعيلي.
ويقول المؤرخون إن القاهرة الفاطمية تمثل نموذجًا رائعًا متكاملًا أحسن جوهر الصقلي تصميمها، وبرع في بنائها، ويقال أنه منع السكان من دخولها طوال أربعة أعوام وهي فترة بنائها، وأنه عندما جاء الخليفة المعز أبهره جمال القاهرة؛ مما جعله يتخذها عاصمة له، وأحضر رفات جدوده ليستقروا معه فيها.
والآن عزيزي القارئ، تعرفنا معًا على سر وأصل مقولة اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني، واكتشفنا أنها معلومة حقيقية وليست مجرد عبارة تراثية كما كان يعتقد البعض.
اقرأ أيضًا: ابن بارم ديله وشرم برم تراللي.. حكايات وراء مقولات نرددها كل يوم
كتبت: سحر علي.